إستقيلوا يرحمكم الله
بقلم/ طارق
عبد الحميد

وبعد ساعتين تقريبا إلتقيت بعم يحيى،
وجلسنا نحتسى فنجان قهوه، وقال لى فجأه وبدون مقدمات:-
·
هل تعرف قصة حرق الصقور فى كتاب
المطالعه للسنه الثالثه الإبتدائى..
· قلت له
لا أعرف
· فقال
إبنى فى السنة الثالثه وسأل المدرس التلاميذ ما هى العبره من وراء القصه
· فسألته
وما هى القصه..
·
فقال " القصه
أن مجموعه من العصافير الصغيره كانت تطاردها الصقور، فقررت الإنتقام من الصقور،
وقاموا بعمل أقفاص حديديه يدخلون فيها لجذب الصقور، فلما تدخل الصقور تخرج
العصافير وتغلق باب الأقفاص على الصقور، ثم يقومون بحرق الصقور داخل الأقفاص..
وهنا، اقشعر بدنى وبدأت أرتجف من
الفكر الشيطانى وراء تعليم أطفال فى سن العاشره تقريباً كيف ينتقمون ممن يؤذيهم،
ليس ذلك فقط بل بالحرق.. والأخطر أن يكون سؤال المدرس عن الدروس أو الدرس المستفاد
من هذه القصه..
طبعا الدروس المستفاده كثيره جداً
منها أن تنظم كل مجموعه نفسها لتنتقم وتقتص ممن يحاولون إيذائهم.. وأن يكون هذا
الإنتقام فى أبشع صوره ألا وهى حرق المعتدى.. وأن يكون الإنتقام مبدأ عام لدى
الأطفال، وعند الكبر سيكون هذا النموذج قد رسخ فى عقولهم، ومن أدراك قد نجد هذا
العمل شائعا فى الشارع بعد 15 أو 20 سنه عندما يصبح هؤلاء فى عنفوان الشباب..
لم ينتهى حديث عم يحيى عند هذا الحد
بل حكى لى أن إبنه الآخر فى سنه أولى فى المدرسه، وكون فصلان من فصول السنة الأولى
جيشان يحارب بعضهما البعض، وتم أسر بعض الطلبه من كل فريق، وما كان من أصفال الصف
الأول إلا أن إنتقموا من زملائهم بإن أجلسوهم القرفصاء فى كل فصل من فصلا الجيشين،
ووقفوا يتمتعون بمعاناة الأسري.. ولما علم المرسون بهذا الأمر أرسلوا الطلاب عند
المشرف الإجتماعى.. وطبعا لن أطيل عليكم فى شرح ظروف المشرفين الإجتماعيين عندنا..
خريجى معهد الخدمه الإجتماعيه فى القللي لو كان فى مكانه..
ثم تقول لنا د/ ثناء جمعة، مدير مركز
تطوير المناهج والمواد التعليمية، أن هذه القصة من وحى خيال المؤلف ولا تمت للواقع
بصله.. وهنا يجب أن أقول أنك يا
أنتم مرضى نفسيين فى الأساس لتسمحوا
بتمرير مثل تلك القصص للأطفال وتقولون أنها من خيال المؤلف .. هذا المؤلف كان عليه
أن يكتب لـ "ألفريد هيتشكوك .. أو لـ ستيفن كينج" عباقرة أفلام الرعب،
ليس ليكتب لأطفال يا دكتوره ..
عيب عليكم المبررات الفارغه التى
تسوقوها إلى الإعلام والجرائد.. وللحق أقول ..
إستقيلوا يرحمكم الله