الاثنين، 20 فبراير 2012

رساله من باحث عن الحقيقه

رساله من باحث
 عن الحقيقه
بقلم / طارق عبد الحميد

               كنا نتناقش مع بعض الأصدقاء فى أمور حياتيّه ودينيه ثم فجأه يعلوا صوت من يقول..
·       يا ناس اتقوا الله .. ربنا بيقولكم إسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون...
·       ويزيد الموضوع تعقيدا أن يأتى الشيخ ليسألك انت بتاع دين قاعد بتتكلم فى الدين ليه
·       وكان ردى لأ انا بتاع فجل وجرجير.
·       ربنا قال إسألوا أهل الذكر, هو انت من أهل الذكر.
·       فما كان منى إلا أن سألته ومن هم أهل الذكر
·       رد قائلا المشايخ طبعا الناس اللى حافظه القرآن وتعرف التفسير والحديث وعلومه.. وأضاف هو أى حد كده يفسر ..  فيه قاعده شرعيه بتقول لا عقل مع وجود نَصْ
·       فقلت لكن لنفهم النص محتاجين للعقل
·       أيوه مش عقلك انت عقل اللى فاهم
·       أيوه بس انا مش حمار انا عندى عقل وممكن أفكر بيه وربنا قال لنا تدبّروا وأعقِلوا ومش لازم أفكر بعقلك انت.
وإنتهى الحوار وتركت المكان وإنصرفت أُفكر فى البحث عمّا قاله الله فى هذا الموضوع وإاليكم النتيجه :
إسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وردت فى آيتين وهما: ــ

وَمَا أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيۡهِمۡ فَاسۡأَلُوا۟ أَهۡلَ الذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ النحل 43

وَمَا أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيۡهِمۡ فَاسۡأَلُوا۟ أَهۡلَ الذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ الانبياء 7

 وفى تفسير الجلالين للنحل 43 قال
 ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) لا ملائكة ( فاسألوا أهل الذكر ) العلماء بالتوراة والإنجيل ( إن كنتم لا تعلمون ) ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم
القرطبى
قوله تعالى: « وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم » قراءة العامة « يوحى » بالياء وفتح الحاء. وقرأ حفص عن عاصم « نوحي إليهم » بنون العظمة وكسر الحاء. نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، فهلا بعث إلينا ملكا؛ فرد الله تعالى عليهم بقوله: « وما أرسلنا من قبلك » إلى الأمم الماضية يا محمد « إلا رجالا » آدميين. « فاسألوا أهل الذكر » قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب. وقيل: المعنى فاسألوا أهل الكتاب فإن لم يؤمنوا فهم معترفون بأن الرسل كانوا من البشر. روي معناه عن ابن عباس ومجاهد. وقال ابن عباس: أهل الذكر أهل القرآن. وقيل: أهل العلم، والمعنى متقارب. « إن كنتم لا تعلمون » يخبرونكم أن جميع الأنبياء كانوا بشرا.

الجلالين للانبياء 7
. ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي ) وفي قراءة بالنون وكسر الحاء ( إليهم ) لا ملائكة ( فاسألوا أهل الذكر ) العلماء بالتوراة والإنجيل ( إن كنتم لا تعلمون ) ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد
الطبرى
يقول تعالى ذكره لنبيه: وما أرسلنا يا محمد قبلك رسولا إلى أمة من الأمم التي خلت قبل أمتك إلا رجالا مثلهم نوحي إليهم، ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا، لا ملائكة، فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم، وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم. وقوله ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم: هل هذا إلا بشر مثلكم، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) يقول فاسألوا أهل التوراة والإنجيل قال أبو جعفر: أراه أنا قال: يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق. وقيل: أهل الذكر: أهل القرآن
حدثني أحمد بن محمد الطوسيّ، قال: ثني عبد الرحمن بن صالح، قال: ثني موسى بن عثمان، عن جابر الجعفيّ، قال: لما نـزلت ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) قال: عليّ: نحن أهل الذّكر.
وإليكم ما ورد فى السورتين : ـ
النحل
وَأَقْسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَٰنِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ ٱللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّۭا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 38   لِيُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَنَّهُمْ كَانُوا۟ كَٰذِبِينَ  39   إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْءٍ إِذَآ أَرَدْنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ 40 وَٱلَّذِينَ هَاجَرُوا۟ فِى ٱللَّهِ مِنۢ بَعْدِمَا ظُلِمُوا۟ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ ۖ وَلَأَجْرُ ٱلْءَاخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُونَ 41   ٱلَّذِينَ صَبَرُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 42 وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًۭا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ ۚ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا   تَعْلَمُونَ 43    بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 44    

الانبياء
مَآ ءَامَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَٰهَآ ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ 6   وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًۭا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ ۖ فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ 7   وَمَا جَعَلْنَٰهُمْ جَسَدًۭا لَّا يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا۟ خَٰلِدِينَ 8   ثُمَّ صَدَقْنَٰهُمُ ٱلْوَعْدَ فَأَنجَيْنَٰهُمْ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهْلَكْنَا ٱلْمُسْرِفِينَ 9   لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰبًۭا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ 10













وهنا علينا ان نعى عدة أمور منها أن نهاية النص التابع للآيات يأمرنا بالتفكر فى سورة النحل وبالتدبر فى سورة الأنبياء... أليس لهذا معنى.
 ومنها أن من يتحدث اليك فى شأن ما لا يريدك أن تفهم مقاصده يقول لك جزء من الآيه ولا يتلوها لك كامله حتى يثبت وجهة نظره كما سبق وأن ذكرنا فى مقال سابق عن " إن الحكم الا لله " علشان الكل يخرس ومحدش يفتح فمه . فالكل عندما نتكلم بالقرآن يقول لك ( واسألوا اهل الذكر) هذا حاجز الصد الذى يريدون أن يسكتوك به  هذا فقط ما يقولون لك حتى تصمت فأنك لست من أهل الذكر أى أهل العلم بالقرآن ونسوا أن الله أمرنا بتدبر القرآن وليس اتباع اهل الذكر اياٌ من كانوا.
ثم يأتى السؤال الآخر لك.. هو انت خريج الأزهر وأين درست العلوم الشرعيه, هل درست تفسير, وتاريخ القرآن كما لو كان هذا الكتاب نصّاً تاريخيا أو كما لو كان القرآن نزل لهم وليس للبشر كافه, أو أن ربنا سبحانه وتعالى يريد أن يدخلنا جميعاً النار فأنزل كتاباً كله طلاسم لا يعرفها إلا أهل الذكر. وعندما بأمرنا الله بتبر الآيات يقصد هؤلاء يتدبرون وإحنا علينا السمع والطاعه.
وللحق أقول إنّ من لم يُعمِل عقله " يعنى يشغل دماغه" فى تدبّر هذا القرآن سيكون ممن ظلموا أنفسهم لأن فيه تبيانٌ لكل شيء أما النقل عن السلف بكل ما فيه من لغو وتفاهه لأمور لا يمكن ان تقابل المنطق وإذا كان القرآن لكل زمان ومكان ــ وهو كذلك ــ  فكل ما فيه يجب أن يكون منطقيا فى زماننا هذا فالله لا يطلب منّا صنع المعجزات بل يطلب أن نتفكر ونتدبر ....هو ده  كثير علينا يا ناس .
أيها المدعين أصحاب المصالح فى ترهيب الناس وتلقينهم دروسكم المريضه أتركونا وشأننا مع الله. فالله أعلم بمن إتقى.