السبت، 25 فبراير 2012

إحنا طعمنا إيه ؟

بالبلدى كده :
 إحنا طعمنا إيه ؟!!






 بقلم /طارق عبد الحميد 


السياحة كظاهرة إنسانية لها العديد من الجوانب الإيجابية سواء كانت  اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية . وإذا كانت نتيجة هذه الصناعة تعتمد فى الأساس على تطوير وسائل النقل والمواصلات، والتقنيات الحديثة  و تطوير الإقامة والإعاشة فهى أيضاً تعتمد على تطوير المفاهيم والأحاسيس والمشاعر لدى المجتمع. وإذا كان الإرهاب وعدم الامان هو العدو الأول للسياحة فإن الثقافة السياحية أو ثقافة السياحة هى أحدمعوقات المفهوم السياحى فى أى مكان وزمان.

        

 وكمثال, فإن مفهومنا عن السياحة الثقافية أنها  زيارة الآثار المصرية القديمة التى يقال أننا نمتلك منها ثلث آثار العالم ، ولكن ثقافة الشعوب ليست آثاراً فقط إنما هى نمط حياة، ولذلك يتحتم علينا أن نجيب على مجموعة من التساؤلات عن واقعنا السياحى الحالى.
هل نحن مستفيدون فعلا من كل طاقاتنا السياحية ، أم أننا تعودنا أن نقبل بالقليل ونبيع نفسنا ببلاش كده .
أما آن الأوان أن نوجِد لأنفسنا كوداً خاصاً بالعمل السياحى يلتزم به كل من يعمل فى هذا المجال-تماما كأى كود أخلاقى يلتزم به أصحاب المهنة الواحدة ؟ إذا اقتنعنا بهذا, فعلينا أن نجد من الآن الكود الخاص بالسياحة المصرية والذى نستطيع من خلاله أن نتعرف على أنفسنا، من نحن ؟  هل نحن مصريون حقا ؟ وهل نفخر بمصريتنا ؟
وإذا كانت الإجابة بنعم فلماذا لا نُظهرها ؟ يعنى ببساطة شديده وبالبلدى كده :
إحنا طعمنا إيه !؟ what do we taste like!?

يُقَال وبحق أن الإغراق فى المحلية هو أول طريق العالمية ،وربما كان ذلك هو العلاج الفعال فى مواجهة العولمة الحالية والقادمة ...إذا اقتنعنا بذلك ، فكيف لنا أن نظهر حقيقة وطبيعة الحياة فى مصر المحروسة مش مصر المحروقة ؟
 أى والله إحنا حرقنا مصر من كُتْر ما بقينا خواجات . عايزين نجيب السائح فى مصر ونخليه يعيش زى ما هو عايش فى بلده !!! يعنى قال إيه مكرونة اسباجتى وبيكاتا بالشامبينون وبيف استراجانوف !!! طب فين طاجن البامية باللحم الضانى ، أو حتى بالبتلو وطبق الفتة بالثوم ، والملوخية الخضرا ؟ هو الأول حلال والثانى حرام ؟ يعنى احنا بنقدم للخواجة كل ما هو خواجاتى ، ونسينا أنه جاى من بلده لكى يرى حاجة مختلفة .

نحن جزء من الشرق ويمكن بوابة الشرق لأوروبا كما يقولون ، وللشرق ــ إذا كنتم لا تعلمون ــ سحر خاص للأوروبيين ، واسألوا اجاثا كريستى .
الشرق ساحر بطبيعته والسياحة قائمة على تبادل الثقافات والخبرات الحياتية ، فالسائح عندما يأتى إلى مصر لا يرغب فقط فى عمل حمام شمس والاستمتاع بالبحر والرمل ، إنما جاء ليرى مصر ، والله ليرى مصر ، ولكن أين مصر من كل هذا ؟

بدلا من أن يشاهد السائح فرقة للفنون الشعبية نجبره على مشاهدة الباليه الروسي، وإذا شفنا راقصة شرقية تِطْلع من أوكرانيا ، أو نجيب ساحر هندى يقدم عروضه، يعنى ساحر  ..  وكمان هندى . حتى طريقة بناء الفنادق ، نبنى قلاع وحصون ويمكن معابد على رأى واحد خواجة صاحبى ، النجف ستراس مستورد ، والسيراميك أسبانى مستورد ،والفَرْش من الصين ، والأباليك من تايوان ، حتى اللوحات داخل الغرف فحدث ولا حرج ، يمكن من عصور الريناسانس يعنى عصر النهضة الاوروبيه  – عصر إيه يا سيدى .. الريناسانس ؟
 أين نحن من كل هذا ؟ أين مصريتنا ؟ أين تراثنا الذى نريد أن يراه العالم ؟ أين ثقافتنا؟  على رأى معمر القذافى من انتم؟

حقيقة كلنا نحب مصر، ولكن كل واحد منا له طريقته فى إظهار كل هذا الحب ، ولذلك فأنا الآن أتساءل – حبيبتى من تكون ؟ 

يقول الإيطاليون أن شرم الشيخ أصبحت مقاطعة إيطالية ولم لا..  لأنهم يرون كل شئ إيطالى، فيها السائحين طليان والأكل والشرب طليانى وفرق الأنيمشن ــ يعنى فرق الترفيه ــ طليانى .
والأخطر أن شركات السياحة العالمية الموردة للأفواج السياحية تجبرنا على هذا ، وإذا كان عاجبك ؟ واحنا طَيّبين قوى وبنقبل . أما الأسعار فلا داعى للإحراج ولا  نتكلم فيها الآن لأنها ستكون موضوع نقاشات جادة قادمة .
 ولكن الآن دعونا أولا نبحث لأنفسنا عن إجابة للسؤال ...
                   هوإحنا طعمنا إيه ؟ !