الاثنين، 2 يناير 2017

كلمات الله نقله/ طارق عبد الحميد >>> عن المهندس/ عدنان الرفاعى






كلمات الله
نقله/ طارق عبد الحميد
عن المهندس/ عدنان الرفاعى

هل تفهم الفرق بين كلمات القرآن الكريم؟
هذا جزء مما كتب المهندس عدنان الرفاعى في أبحاثه العميقه.. وهذا هو الفرق بين باحث وآخر.. وهذا هو الفرق بين الحداثه والتنوير .. والماضى السلفى البغيض الممتلئ بالأكاذيب التدليس على كتاب الله.. هذا الفكر مجهود المهندس /عدنان الرفاعى .. وما أنا إلا ناقل لهذا الفكر المحترم..
•     كلمة نبَّأ المتعدية بالتضعيف على وزن فعَّلَ ، تختلف دلالاتها عن كلمة  (أنبأ) المتعدية بالهمز ..فكلمة  نبَّأ  تعني الإخبار عن الأمر بالدخولٍ في حيثياته، وبالإخبار عن مكنوناته  وأسراره، أى أنه ليس فقط للإخبار عن ظاهره، وإنما عن ظاهرة وعن حيثياته بينما كلمة  أنبأ نراها تأخذ جانب نقل الخبر دون الدخول في تأويله، كالإنباء عن اسم الشيء دون الدخول في عمقه الباطن ..
وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٲجِهِۦ حَدِيثً۬ا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُ ۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٍ۬‌ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَـٰذَا‌ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ (٣) التحريم
•     في كتاب الله تعالى تختلف دلالات التعدي بالتضعيف عن دلالات التعدي بالهمز ، فالفارق بين الإنزال من الفعل المتعدي بالهمز (أنْزَلَ) وبين التتريل  من الفعل المتعدي بالتضعيف (نزَّل) ومنها نرى أن القرآن الكريم (نُزِّل) من عند الله بينما باقى الكتب السماويه (أُنزلت)، والتتريل يعني التحول من ساحة لساحة دون أي تغير في الماهية ، وأنَّ القرآن الكريم نُزِّلَ كمعجزة ، وفي هذا يتميز عن باقي الكتب السماوية الأُخرى.
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلَّذِى نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡڪِتَـٰبِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُ‌ۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓٮِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلاَۢ بَعِيدًا (١٣٦) النساء.

وهذه الآيه توضح الفرق بين الإنزال والتنزيل...
•     هناك فارق في الدلالة بين دلالات كلمة (وصَّى) وكلمة (أوصى)..فالفعل وصى يفيد طلب الالتزام بمسألة معروفة مسبقاً بالنسبة لمن يُطْلَب منه الالتزام بها..
قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّڪُمۡ عَلَيۡڪُمۡ‌ۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـًٔ۬ا‌ۖ وَبِٱلۡوَٲلِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنً۬ا‌ۖ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَـٰدَڪُم مِّنۡ إِمۡلَـٰقٍ۬‌ۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُڪُمۡ وَإِيَّاهُمۡ‌ۖ وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٲحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ‌ۖ وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ‌ۚ ذَٲلِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (١٥١) وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُ ۥ‌ۖ وَأَوۡفُواْ ٱلۡڪَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِ‌ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَا‌ۖ وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ ڪَانَ ذَا قُرۡبَىٰ‌ۖ وَبِعَهۡدِ ٱللَّهِ أَوۡفُواْ‌ۚ ذَٲلِڪُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٲطِى مُسۡتَقِيمً۬ا فَٱتَّبِعُوهُ‌ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦ‌ۚ ذَٲلِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ (١٥٣)الأنعام 
فالعبارات القرآنية ذَٲلِكُمۡ وَصَّٮٰكُم بِهِۦ لَعَلَّڪُمۡ تَتَّقُونَ  تأتى بعد تبيان مجموعة من الأحكام ، والمطلوب هو الالتزام بهذه الأحكام بعد العلم بها..
بينما الفعل  َأوصى  يحمل دلالة الطلب بتنفيذ أمر يتلقّاه من يطلَب منه التنفيذ مع هذا الطلب، بمعنى : أنَّ الطلب مرافق للعلم بالحكم الذي يُطلَب تنفيذه .. قَالَ إِنِّى عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَٮٰنِىَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّ۬ا (٣٠)وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا ڪُنتُ وَأَوۡصَـٰنِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّڪَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيًّ۬ا (٣١) وفيها أوصاه الله تعالى بالصلاة والزكاة ما دام حيا.. مع أنه كان طفلا في المهد عند ذاك. فالوصية التي يوصى، تحمل تفصيلاً لها مرافقاً لطلب تنفيذها، ولا يمكن أن يتصور أحد أنَّ الوصية أمرمعلوم مسبقاً، وهي لطلب الالتزام ذا الأمر المعلوم.