الأحد، 3 فبراير 2013

كيف تُلوِثُ رئيساً؟ بقلم / طارق عبد الحميد





كيف تُلوِثُ رئيساً؟
بقلم / طارق عبد الحميد

تبدأ القصه بفرض سياج من الامن حول الرئيس، والإيعاذ له بأنه مستهدف، وأن حياته دائما فى خطر، وأن عليه الإنصياع الى تعليمات الأمن التى تحافظ على حياته من أى سوء... حتى أوقات الصلاه وهو فى معية الله..
ثم تبدأ المرحله الثانيه بالإعاذ له بأن بقاءه يعتمد على قوة الأمن لديه وأنها أداة الحفاظ على شرعيته وشرعية الصندوق... وأن أى تكاليف للأمن لا تساوى قطره دم من دم الرئيس وأى فرد من أفراد أسرته... حتى ولو على حساب شعب بأسره...

أما المرحله الثالثه فتأتى مع الزوجه، رجال كبار ينحنون للزوجه ويبجلونها، ويلعبوا فى مفاصل مخها على أنها زوجة المحظوظ ذو الحظوه والنفوذ، ثم الإيحاء لها بأن لها نفوذاً كبيره على قطاع أو قطاعات من الدوله والرئاسه.. ويتم تشكيل نفس النسيج الأمنى كما على الرئيس بالضبط.. رحلات مكثفة الأمن للحفاظ على حياتها وأنها بكونها زوجة الرئيس فحياتها مستهدفه من الذين لا يرحبون بها فى " ألأمله اللى هى فيها" والحاقدون الذين يرغبون فى زوال النعمه التى أنعم الله عليها بها...
بعد السيطره السريعه على الرئيس وحرمه تبدأ مراحل التلوث فى الإتساع... كيف نهلل لأبناء الرئيس وأصدقاءهم من شباب الجيل... وكيف أنهم أفضل شباب مصر الأتقياء أبناء الأتقياء والأطهار والذين لا يريدون من متاع الدنيا إلا القليل... أى والله القليل جداً كمان..
ويأتى دور المستشارين، وتبدأ من حكمة سيادته أو من حِكْمِة سيادة المرشد والمرشد المساعد الذى يهديه الى ما هو خير للعباد والعبيد... وبعد إصدار القرار، ويظهر أن القرار خطأ يحتاج لتعديل وتكون الإجابه دائماً، جلّ من لا يخطئ، إيه يعنى أقسمت بالله .. صوووم ثلاثة أيام ، الشرع بيقول كده وانت تحاول تطبيق الشرع فلتبدأ بنفسك .. وبعدين إحنا إخترعنا التقيه علشان نهزر بيها أم لكى نستخدمها... ومع أن التقيه يمكن إستخدامها لخوف الإنسان على عقيدته وليس للكذب على البشر "عمّال على بطّال كده " ولكنهم يشيرون عليه بوجوب إتباعها...
ثم يزيد هامانات العصر والأوان سلطانهم وتبدأ المناصب فى البحث عن مستحقيها ومن أثبتوا الولاء والطاعه... محافظين ونواب محافظين ورؤساء أحياء ــ وأموات مـ فيش مانع ــ وشركات.. وحتى نستطيع إخراج الفساد من البلد نشترى إحنا مصانع وشركات المفسدين فى أرض المحروسه حتى يغتنم الإسلام والمسلمون الحقيقيون ــ أى نحن بالقطع ــ لنقيم دوله الإسلام ونقضى على دولة الفساد والمفسدين...

ثم تأتى الرحلات السياحيه الفخيمه ... طياره خاصه .. جناح خاص بالفندق .. فى رحله قامت بها الجماعه حسب ما ورد فى المصرى اليوم ، اليوم 2 فبراير 2013 بأن الجماعه عملت رحله للجماعه بتكلفه 300 جنيه للأسره.. أى والله 300 جنيه للأسره 4 أيام فى طابا ... هذا عجب العجاب العجيب ذو عجائب الدنيا السبعة عشر ..
هل ترى تشابها بين الأمس واليوم يا صديقى الفيل ... هل ترى تشابها بين تاريخ من قبلهم بالأمس القريب وبين اليوم .. هكذا دائما تكون البدايات فى كيفية تلويث رئيس ...