الأربعاء، 6 فبراير 2013

عاشت الدوله المصريه ... الحره المستقله..







عاشت الدوله المصريه ...
الحره المستقله..  




 

بقلم / طارق عبد الحميد
التاريخ يقول لنا أن مصر قبل تولى محمد على الحكم  كانت عبارة عن مجموعة دويلات يتحكم فيها المماليك,  كلٌ يٍُقيم دولَته، البحرية و البريه والشرقيه وخلافه، حتى جاء محمد على باشا  فتوحدت الدوله تحت راية دوله واحدة لها حكومة مركزية تتحكم فى كل مٌقدراتِ الدولة من صناعةٍ وتجارة و زراعة وكانت مصر دولة عظيمة الشان فى المنطقة بل وفى العالم لدرجة ان محمد على باشا انشأ جيشا قويا  دافع عن مصر وعن كل حدودها الشرقيه والغربيه والجنوبيه ووصل به الى منابع النيل والى الاناضول.
أدرك الغرب خطر جيش مصر فتوحدت قوى العالم عليه وهزمته واعادته الى داخل حدود مصر, ثم كان الاحتلال البريطانى لمصر والذى استمرت خلاله الدول المصريه دوله واحدة يملكها الملك ويحكمها الحزب المنتحب.  الى أن جاءت حركة الضباط  الاحرار يوليو 1952  وتحولت مصر الى دويليتين دويله الجيش برئاسه عبد الحكيم عامر والدوله الأم برئاسه جمال عبد الناصر.
ولما كان ذلك كذلك, كانت النتيجه الحتميه هزيمة دويله الجيش فى يونيو 1967  وأعادت الدوله هيكلة نفسهِا وبوفاه رئيس هذة الدويله " عبد الحكيم عامر" انضمت للدوله الام- مصر- فى هيكل واحد برئاسة جمال عبد الناصر,  ثم تلاه السادات و قضى على الاتحاد الاشتراكى الذى كان يريد ان يحل محل دويله الجيش وكان الانتصار فى اكتوبر 1973 ساحقا.   وعندها استعادت دويله الجيش مكانتها مرة اخرى، كدويله داخل حدود الدوله...

وجاء مبارك وتقطعت مصر الى عِدة دويلات ، دويله الجيش ، ودويله الداخليه ودويله رجال الاعمال والمصالح ، دويله القضاء، ودويله المحليات ، ودويلات اخرى تحت السطح تسعى ليكون لها مكانا كالإخوان المسلمين. وعلى كل دويله امير لا يرى الا دويلته ومصالحها ويشعر بأنه رئيس دويلته تلك وان مصر مجرد أرص لها حدود شماليه و جنوبية شرقيه وغربية اى عبارة عن قطعه ارض منبسطة تقيم عليها كل دويله دويلتها.  وللأسف أقامت كل دويله خزائنها الماليه خارج نطاق خزائن الدوله متمثلة فى " الصناديق الخاصه ".

زادت سلطة دويله الداخلية فى عصر مبارك و هدفها الوحيد الحفاظ على مبارك  على رأس  الكرسى , وأن يستمر كل امير على راس امارته  ولكى يشعر مبارك بالأمان اضفى قوة زائده على الداخلية فزادت قوة امن الدوله داخل دويله الداخلية ومدت  اذرعِها كالاخطبوط على باقى الدويلات تحسست و تجسست داخل كل تلك الدويلات  حتى يكون لها ذلك الذراع الطويل المعد لإخضاع كل الامراء على العمل فى اتجاه واحد هو التوريث.  والذى بدا يظهر على السطح منذ عام 2002 تقريبا واستقر فى وجدان الرئيس عام 2005 .  ولم لا فمصر ليست دوله مركزية واحده بل عدة دويلات أمكن السيطرة عليها من دويلة الداخليه وداخلها دويله امن الدولة.  

اما دويلات تحت الأرض فكان الاخوان والسلفيين كل منهما يحلم بدويله يمين اليمين أويسار اليمين, السمع والطاعه العمياء الخرساء البلهاء أحيناُ, والمفعمه بالغباء كثيراً،  ولكن كانت الآمال تداعبهم بين الحين والاخر فشكلوا من الاجنحة العسكرية داخل دويلاتهم ما شكلوا الارهاب النفسى والبدنى لشعب مصر المحروسه وباقى الدويلات,  فكفَّر السلفيين من كفروا وقتلوا من قتلوا وشكلوا ميليشياتهم القتاليه بغرض إسقاط النظم الحاكمه بالقوه والعنف.
ثم أيقنوا ان قوتهم ليست كافية ولن تفيد فكانت المراجعات الوهمية , وواقفوا ضمنا على المشروع الكبير فى مصر وهو التوريث ففَتحت السجون لهم بعض ابوبها وخرجوا الواحد تلو الاخر ولكن قياداتهم التى لا يؤمَن لها جانب لم تتنازل امن الدوله عنهم واستمروا حتى بعد انتهاء مده الاحكام التى وقِعَت عليهِم... وبحجة حماية النظام والأمن بالبلاد.

الى ان جاء شباب مصر المحروسه سائرون ،حائرون، ثائرون يصرخون عيش.. حريه.. عداله اجتماعية ,  لم تشعر اى من الدويلات الخطر القادم من هؤلاء الشباب الذين لم ينضموا الى اىِّ من دويلات مصر بل كان هدفهم مصر ومصر فقط والمواطن البسيط لذلك كانت طلباتُهم بسيطة نقيه فطرية ... عيش، حريه ،عداله إجتماعيه وكرامه إنسانيه. فانتفضت دويله الداخليه للتصدى  ولانها كانت تتصدى بهدف واحد ليس الحفاظ على مصر بل الحفاظ على مشروع التوريث,  انقضت جموع الشعب على عسكر تلك الدويله وليس الداخلية فقضى عليها فى 4 ساعات فقط , تقطعت اذرعها التى كانت تسيطر بها على الدويلات الاخرى وفى محاوله للملمة  ومداواة جراحها و قرر كل أمير ان ينجو بنفسه  فبدات بحسين سالم ثم بطرس غالى ثم وزير التجارة رشيد – ثم فلان وعلان وتِرتان

وهنا، وجدت دويلات ما تحت السطح الفرصة سانحه لها لتظهر على وجه الارض  فظهر الاخوان فى الساعه الثالثه ظهر يوم جمعه الغضب  و كاانت جمعه غضب فعلا حُرقت أقسام الشرطه بفعل فاعل منها المنظم و منها العشوائى  وانتفضت كل قبيله لحمايه رعاياها  ومع انهيار دويله الشرطة والتى قررت ان تكون الفوضى هى السمه الوحيدة الباقيه لها فَفَتحت السجون... والتى اذا سألت اى صول فى البوليس يعمل فى مصلحة السجون سيقول لك أنه من المستحيل ان تخرج كل تلك الاعداد من المساجين فى لحظة واحده دون ترتيب مسبق ودون مساعده داخليه

وظهر السلفيون يوم صباح السبت بعد ان ظهر لهم هلال انتهاء الدويلات التى كانت تحكم مصر. وأحسوا أن هناك أمل جديد قد ظهر لإقامة دولتهم التى طالما حلموا بها... الا ان هناك ثمة دويله حافظت على نفسها وبقاءها و هى القوات المسلحة  و التى اوكل الشعب لها ادارة شئون مصر بشرط ان توحدها و تسير بها كدوله واحده ذات سياده.
 ولانها كدويله  استمرت 60 سنه الا قليلا لم تَستسِغ الفكرة، مصر دوله واحده كبرى و نحن نكون جزء من الدوله الكبرى  وتنهار دويلتنا التى انشاناها و عملنا من أجلها  و اجتهدنا فى اقامتها طوال تلك السنين بالطبع لا والف لا, علينا الحفاظ على حدود مصر الكبرى من الشمال  والجنوب و الشرق و الغرب نعم , علينا الحفاظ على جميع الممتلكات العامة والخاصة نعم، ولكن علينا الانتهاء من مشكله التوريث ، نعم, ولكن الإنضمام الى الدوله الكبرى ـ مصر ـ, لا طبعاً.

وظهر الاخوان المسلمون على السطح بسرعة البرق يتحالفون ويتفاوضون مع نائب الرئيس" عمر سليمان" بعد ان كانوا  قبيله تحت السطح, والآن تحلم بدويله داخل مصر.  ولانهم كانوا يعملون وفق منطق القبيله والعشيره  منذ 80 سنه تقريباً وبنظام ( إتمسكن لحد ما تتمكن )  فكانوا اول النازحين و المتقربين الى دويله العسكر بعد إستلامهم زمام الأمور، والتى شعرت هى الاخرى ـ دولة العسكر ـ  برغبة الاخوان الى تكوين دويله دون التعرض لدويلتهم  فكان الاتفاق سريعا لكلٍ دويلته بعيدا عن الاخر فتأسس حزب الحريه والعداله وإنضم السلفيون لنفس الفصيل ولنفس المغامره فتأسست أحزاب النور و الاصاله والفضيله  فى شهر واحد تقريبا ...

ودانت لهم الاغلبيه فى البرلمان سريعا بعد أن استغلوا الجهل والفقر أحسن استغلال,  وقالوا للعامه اذا لم يكن لكم امل فى الدنيا وهذا هو الواقع الآن فليكن لكم امل فى الاخرة  وهذا ما نقدمه لكم.  صوتك  امانه اما للنار او للجنه . 
ولما كان الامر كذلك فإما انهم نسوا او تناسوا ان من اعطاهم كل هذا الذى هم فيه الآن هم ثوار مصر شباباً وشيوخاً  رجالاَ ونساءَ ليس لهم هدف لانشاء دويلات اخرى انما هدفهم وحده مصر فى دوله واحده مركزية قويه ذات سياده.

      شباب الثورة ليست لهم  مطالبهم فئويه فلم تنجح معهم محاولات  تحويلهم الى كراسى فى البرلمان . شباب الثورة لا يبحث عن الثروة  كل ما يريده  لشعب مصر الحقيقى والذى هو جزء منه هى العيش والحرية والعداله والكرامه.

هل هذا كثير على شعب مصر؟ ام ان دويلاتكم اهم من مصر  دويلاتكم يا من تبحثون عن دويله أو امبراطورياتكم الوهمية يا من تبحثون عن امبراطورية الخلافه ليكون المرشد العام فيها أميراً للمؤمنين.

وبعد فتره إكتشف المصريون أنهم خُدعوا أكبر خُدعه، ووقعوا فريسه لمجموعات من المنتفعين بلحاهم الطويله والقصيره أحياناً وأنهم سيدفعون ثمن براءة مشاعرهم ونقاء ثورتهم ليتمكن من البلاد والعباد جماعات إرهابيه تتستر وراء دين لا يعرف المصريين مصدره .. دين يفرق ولا يُجَمِع، دين يُرهب الفكر والعقل والمنطق ويَرهبُه، دين يسعى الى السيطره والإستبداد والسلطه فقط، ولا يسعى لصالح البشر والعباد ...

وأذكركم جميعا بأن الإسلام يسعى لصالح العباد جميعاً مسلمين ومسيحيين وحتى ملحدين، فالله يرزق البشر كافه حتى من كفر منهم لم يمنع عنه الله الرزق والعيش بكرامه.  هل منع الله الرزق عن من يعيشون فى التبت مثلا، فهم لا يعبدون الله ويؤمنون ببوذا ومن يعيشون فى الصين منهم البوذى والمسيحى والّا دين له ... أليس هذا هو الإسلام الذى تعرفونه أنتم، هل عندما تتبرع بالدم تشترط أن لا يتلقى هذا الدم إلا مسلم مثلك، أم أنك إذا كنت فى إحتياج الى نقل دم ستسأل من أين كيس الدم هذا من مسلم أم من غير مسلم.. هل لو عرفت بأن كيس الدم هذا من بوذى سترفضه وتفضل الموت عن الحياه ..  هذا هو ديننا يا ساده وهو دين البشريه فالرسول بُعِثَ للبشر كافه .. أليس كذلك .. وما يدعون به ليس من الدين الإسلامى الحنيف من شئ ... إنما هو دين آباءهم الذى كتبوه بأيديهم ومن تفسيراتهم الإرهابيه لكتاب الله وسنة رسوله الكريم...

وأقول لهم... لن تخدعوا  المصريين الشرفاء .. الاحرار .. الأوفياء لمصر.   فعقيدتهم هى " مصر فوق الجميع" والدليل ما يحدث الآن فى المحروسه....

وأقول لكم بالبلدى كده (اصحوا ---- فوقوا ---- قطار الثورة لن يسمح لكم بتكوين دويلاتكم  مرة اخرى...  قطار الثورة  يصرخ ويقول ... عاشت مصر حرة مستقله وحده واحده فوق الجميع...