الاثنين، 1 أبريل 2013

من كتاب المعجزه الكبرى للمفكر الإسلامى / عدنان الرفاعى لغة القرآن هى ... لغة آدم عليه السلام ..



لغة القرآن هى ...
 لغة آدم عليه السلام ..


        عندما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض ، كانت الكلمات الفطريّة التي تعلّمها من الله تعالى اللغةَ الأولى للإنسانيّة ، ومع الزمن بدأت لغات البشر تتفرّع وتتوسّع باتجاهات مختلفة ، فحافظت بعض اللغات على بعض المفردات الفطريّة ، وهذا ما يُفسِّر وجود بعض المفردات القرآنيّة في لغات أُخرى .. ومع الزمن قلَّ استعمال بعض هذه المفردات الفطريّة عند قوم العرب الذين احتوت لغتهم القوميّة على جميع المفردات الفطريّة ، وهذا ما يُفسِّر قول بعض أفراد الأجيال الأُولى بأنّ بعض الكلمات القرآنيّة ليست عربيّة ..

       إنّ كلّ اللغات العالميّة ( ما عدا المفردات القرآنيّة ) هي لغات وضعيّة تفرّعت وابتعدت عن اللغة الفطريّة التي نزل بها آدم عليه السلام ، وتقترب هذه اللغات من الفطرة ، وتبتعد عنها ، بمقدار اقترابها وابتعادها عن اللغة الفطريّة التي علّمها الله تعالى لآدم عليه السلام ..

       وهكذا فإنّ اللغة الفطريّة التي تحمل مفاتيح التسمية الحق لكلِّ ما هو موجود في هذا الكون ، انحصرت داخل إطار لغة حافظت عليها أمّة فطريّة ، استمرّت بفطرتها منذ آدم عليه السلام إلى محمّد " صلى الله عليه وسلم" ... لقد وضعت هذه الأمّة الكثير من المسمّيات الوضعيّة داخل لغتها ، لكنّها حافظت على المفردات التي نزل بها آدم عليه السلام ..

        وحسب بعضهم أنّ بعض المفردات القرآنيّة التي قلّ استعمالها عند العرب وانتقلت إلى لغات أُخرى ، أو حافظت عليها لغات أخرى .. حسبها ليست عربيّة بالمعنى القومي .. مع أنّها عربيّة بالمعنى الفطري الموحى من الله تعالى ، واستعمالها القومي لا يلغي فطريّتها ، لأنّها أصلاّ ليست وضعيّة من قبل البشر .. بل هى لغة السماء.

         إنَّ صفةَ الأميّة – كما سنرى إن شاء الله تعالى – هي صفة الفطرة وعدم التأثّر بالمجتمعات المحيطة .. وبالتالي فإنَّ أُميّة اللغة تصف تماماً مجتمع الجزيرة العربيّة المعزول حضاريّاً - بشكل نسبي - عن الأُمم الأُخرى ، والذي لا يملك ما يفتخر به إلاّ اللغة .. فهو مجتمعٌ أُمّيٌّ فطريٌ تحمل لغتُه اللغةَ الفطريّة منذ آدم عليه السلام إلى محمّد " صلى الله عليه وسلم"  ، بل إلى قيام الساعة ، إضافة إلى ما أضافه ويضيفه هذا المجتمع من تسميات للمسائل عبر تاريخه الحضاري ..

       وحكمة الله تعالى اقتضت أن يُنزِّل منهجه المُعجِز للبشريّة جمعاء ، والحامل لمنهج الهداية للبشريّة جمعاء ، بلغة فطريّة أوحاها لأبي البشريّة جمعاء ( آدم عليه السلام ) ، على رسول أُمّيٍّ فطري ، يعلم اللغة الفطريّة الموحاة من الله تعالى ، وينتمي إلى مجتمع أُمّي فطري يعلم هذه اللغة الفطريّة ، حتى يكون هذا المنهج وهذه المعجزة للبشريّة جمعاء التي تفرّعت لُغاتها عن لغة صياغة هذا المنهج ..

         وهكذا فآدم عليه السلام تعلّم المفردات الفطريّة من الله تعالى في عالم الأمر ، وهبط بها إلى الأرض كأوّل إنسان مُمتحن على هذه الأرض .. ومحمّد " صلى الله عليه وسلم"  نزل عليه قول الله تعالى من العالَم ذاته ( عالم الأمر ) كآخر رسول على وجه الأرض .. فالمسألة بدأت بآدم عليه السلام واكتملت بمحمّد " صلى الله عليه وسلم"  ، لتشمل البشريّة جمعاء ، عبر منهج ومعجزة للبشريّة جمعاء ..
من كتاب المعجزه الكبرى
للمفكر الإسلامى / عدنان الرفاعى