السبت، 9 أغسطس 2014

العشر وصايا .. ج 2 من 2 طارق عبد الحميد




العشر وصايا ..
ج 2 من 2

طارق عبد الحميد

 تسللت أفكاراً كثيره منحرفه إلى الوعى الجمعى للمسلمين على مدار عشر قرون وأكثر،  أدى الى إنحرافهم عن دين الله، وهذا هو سبب تخلف المجتمع ككل، ويجب القضاء على هذا التخلف سريعاً 
.
6-  تقديس الأسبق : وكأن الجيل الأول جيل من الملائكه والذي يليه تلوث قليلا والذى يليه تلوث أكثر .. أما الآن فنح كلنا ملوثون ما لم نتبع ما كان الجيل الأول يفعل.. وإلا فنح من الفئه الضاله.
لم يكن جيل الصحابة ليتخلّف عن غيره عبر تاريخَ الإنسانية فى عاداته وتقاليده وطريقة عيشه، وإن كان هناك من تغير حدث فهو فى المعتقد الدينى فقط عندما آمنوا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام.  وليس من منطق التاريخ أبدا أن يرتقي جيل كامل إلى مستوى الكمال دفعة واحدة، بحيث تذوب في ذلك الجيل كلّ الأنانيات والأهواء والمصالح الشخصية، فيصير جميعُهم مظاهرَ للمثل العليا ومحاسن الأخلاق، وهذا أمر لا توافقه سنّة التاريخ، ولا المنطق ولا الواقع. ولكنهم ارادوا ان ينزهوا هذا الجيل عن كل شئ شائن ولم يحاولوا دراسته دراسة حقيقيه ، بل كان هدفهم تغييب العقول عن واقع حدث وإنقضى ..
ولننظر الى ما لا يتحدث عنه أصحاب اللحى " عن عائشة ان فاطمة بنت النبي (ص) ارسلت الى ابي بكر تسأله ميراثها من ابها مما افاء عليه بالمدينة وفدك ومما بقي من خمس خيبر , فقال ابو بكر : ان رسول الله(ص) قال: لا تورث , ما تركناه صدقة (...) فابى ابو بكر ان يدفع الى فاطمة شيئا , فغضبت فاطمة على ابي بكر في ذلك فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي (ص) ستة اشهر فلما توفيت دفنها علي ليلا وصلى عليها ولم يؤذَن بها لابو بكر)) صحيح البخاري \ ج5 وصحيح مسلم ..
وحتى مع تفسيراتهم التاريخيه المتحجره لألفاظ كتاب الله مثلا : " وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( 10 ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( 11 ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 12 ) سورة الواقعه ، فسرها البعض على أنها السابقون فى الدخول إلى الإسلام.. ولم لا تكون السابقول لعمل الخير مثلا، والسابقون فى صدق الإيمان وعدم اللغو فى الدين مثلا، أو السابقون فى خدمة البشريه.. ولكنهم آثروا أن يكون السباق للأوائل، للجيل الذى عاش أيام بداية الدعوه..وهذا هو تفسير الطبرى لها {  وهم الذين سبقوا إلى الإيمان بالله ورسوله، وهم المهاجرون الأوّلون}.. أما نحن الآن فلا أمل لنا إلا أن نكون نسخةً مستنسخة منهم لا أكثر.. ويقول الطبرى أيضا تفسيرا آخر مستندا الى رواية يقول فيها { فقال بعضهم: هم الذين صلوا للقبلتين.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خارجة، عن قرة، عن ابن سيرين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) الذين صلوا للقبلتين)
وهكذا أخى المسلم لا أمل لك فى الجنه لأنك لست منهم.. إلا بقى ـ بالبلدى كده ـ  لو عاد بك الزمن أو أعدته وصليت لمدة عام متجها الى بيت المقدس ثم فى صلاة العصر تتجه الى الكعبه .. هكذا تكون كالسابقين تماما أو تقريبا ..
7- ربط القيم بالدين : الأخلاق دين والأمانه دين ، الإحترام دين والتعفف دين.. يعنى هل لا يوجد كافراً عنده أخلاق وأمانه ويحنرم الآخرين ومتعفف.. الأخلاق دين وليس الدين أخلاق.
كان عليه الصلاة والسلام على خُلُق قبل أن يبعثه الله رسولا للعالمين، وكان صادقاً أميناً، وكان الناس فى تلك الأيام يملكون من الشهامه والمروءه ما تفيض به أنهار الخير..
وقيل فى الأثر أنهم كانوا يتبارون في الكرم ويفتخرون به، و كان العهد عندهم والوفاء به  دينًا يتمسكون به، ونصرة المظلوم،  " لا ننسى في هذا المقام (حلف الفضول) الذي شهده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان حلفًا يناصر الضعيف على القوي، والمظلوم على الظالم".  كل ما سبق وكانوا بلا دين على حد تعبير التاريخ بعدهم .. كانوا كفار قريش كما يعرفهم الأطفال الآن.. كانوا أبو جهل  الذى لا نعرف شيئا عنه إلا من أفلام هجرة الرسول لإبراهيم عماره ، وفجر الإسلام لصلاح أبو سيف.
 وبالمناسبه هو (عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.)
8-  قهر العقل : لا عقل مع النص .. أى لا تُعمل عقلك فى حالة وجود نص.. مع أن الله أمرنا بتدبر ما أنزله بنفسه على عباده .. ولكن قهر العقل أولى.
وفى هذا الصدد تخلفت الأمه قرونا وقرونا وقرونا بسبب هذه المقوله التى روجوا لها أصحاب اللحى والمصالح ــ لا عقل مع نَصْ ـ أى لا مكان للعقل إذا ورد فى المسألة نَصْ.. وطبعا كانت النتيجه ترويج كل الخرافات والتفاهات خلال الف سنه وما كان عليهم سوى القول " لا تجادل يا بنى " وأمثلة هذا لا حصر لها .. مثال حديث الذبابه رواه أبو هريره وحده بالمناسبه ويقول (قال صلى الله عليه وسلم :...إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء وفي الأخرى شفاء ) أخرجه البخاري وابن ماجه وأحمد.. وقالوا أن هناك أبحاثا طبيه علميه حول هذا الموضوع، وها نحن الآن فى القرن الـ 21 من أتى منكم ببحث واحد عن وجود دواء مضاد للبكتيريا فى أحد جناحى الذباب فلينشره الآن .. هذا كلام فارغ ولكنهم أصروا أنه لا عقل مع النص..
وحديث آخر أكثر غرابه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك - قال - فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها - قال - فرجع الملك إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتنى إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عينى - قال - فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدى فقل الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة قال ثم مه قال ثم تموت. قال فالآن من قريب رب أمتنى من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « والله لو أنى عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر » مسلم
يا مثبت العقل والدين يا رب .. وتقرأ كتبا حول هذا الحديث وصحته .. وإنت لا تفهم الغرض من الحديث ــ لا تجادل يا بنى، لا تجادل ــ وهذا هو منطق دينهم للأسف..
9- تشويه صورة الدين : جعلوا من دين الله دينا للقتل والتدمير والإرهاب والبلطجه، والكذب والنفاق والرياء وعدم إحترام الغير وعقائدهم..
وهذا لا يحتاج منا لأى شرح ، فما يحدث الآن على الساحه من القتل والتدمير والخراب فى العالم كله وكأننا دين الإرهاب والدمار، ثم يقولون لنا أن الإسلام ليس هذا، فما هذا إذاً يا مسلمى العصر ويا سلفيي الزمان ويا مكفرى كل من هو ليس على دين أبوكم الذى إخترعتموه.
لا يمكن لعاقل أن يقبل أن يكون الله فقط القهار والجبار والمتكبر، ولا يكون فى نفس الوقت الرحمن الرحيم الودود العفو الكريم ..  اللهم إغفر لنا ولا تغفر لهم لأنهم ضلوا ... وأضلوا كثيرين..
10- عدم تطور العلوم : توقف العلم والعلوم عند القرن الخامس الهجرى ولم يتطور مترا واحدا للأمام.. وكأن آلة الزمن توقفت عند هذا الحد .. العالم يتطور من حولنا ونحن نقدس ما سبق ..
وهنا لا أجد سوى صديقى وحبيبى وأستاذى آخذ منه ما قاله فى تخلف المسلمين ..
ويقول عدنان الرفاعى فى مقاله بعنوان (لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم)..
يقول "  علينا أن نميّزَ بين الفِكرِ كمنهجٍ إبداعىّ لآليّاتِ التطوُّرِ، والتقليدِ الذى لا يتجاوزُ التفاعلَ مع مرحلةٍ فِكريّة مُحدّدةٍ مُنتَجَةٍ فى مرحلةٍ زمنيّةٍ محدّدة. فمعيارُ الإنتاجِ الفِكرىّ هو الإبداعُ المُبرهَنُ، والتجديدُ الهادِفُ، للسموِّ بثقافةِ الأُمّةِ وفِكرِها.. وحينما يتوقّفُ الإبداعُ والتجديدُ فى الفِكرِ، فهذا يعنى أنّ الأُمّةَ لا تُنتِجُ الفِكرَ، ومن ثَمَّ لا تُفكِّر.
هذا هو القانونُ التاريخى الذى يَنْظمُ الحركةَ الثقافيّةَ والفِكريّةَ فى التاريخِ البشرىّ.. ولكن.. حينما يكونُ فِكرُ العامّةِ، وثقافتُهُم، وما اعتادوه تقليدًا عن آبائهم، ناظِمًا للإنتاجِ الفِكرىّ عند الأُمّةِ، فهذا يعنى موتَ الإنتاجِ الفِكرىّ عند هذه الأُمّة، واجترارَ الماضى، ومن ثَمَّ خروجَها من التاريخِ كأُمّةٍ فاعِلةٍ فيه، ومُحرِّكةٍ لقوانينِهِ.

ثم يقولون لك ــ وانت هتفهم أكتر من إبن تيميه .. وأقول أيوه هأفهم أكتر منه ومن ومن البيهقى ومن البخارى ومسلم وأحمد بن حنبل .. فكلهم رجال وكلهم يُرَدُ عليهم... أليس كذلك..
وفى النهايه أذكرهم بقول الله تعالى (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً )( الكهف : 103 – 105 ) ..