الجمعة، 24 مايو 2013

ذهب ولم يعد.. طارق عبد الحميد



ذهب ولم يعد..
طارق عبد الحميد

سبق وأن تحدثت مع مجموعه من الساده الأفاضل رؤساء منظمات وجمعيات وإئتلافات شعبيه ثوريه فى إجتماع منذ فتره ليست بالقصيره، وكان ذلك فى نادى المهن التمثيليه على كورنيش النيل فى شارع البحر الأعظم.  وكان من بين المتحدثين والحضور د/ محمد العدل والأستاذ خالد يوسف والدكتوره كريمه الحفناوى وعضو الإخوان المستقيل الأستاذ الشرنوبى بالإضافه الى الأستاذ صدقى القصير عضو إئتلاف مكافحة الفساد التابع لمنظمة التعاون الأفريقى المصري.
وكان ذلك تحديدا أثناء تشكيل لجنة إعداد الدستور، والتى كان أغلبها من التيار الإسلامى كما ظهر بعد ذلك...
وكان بداية حديثى عن مصر أهى دوله أم دويلات، وأن كل دويله كانت ولا تزال تريد أن يكون لها مكانه قويه داخل حدود مصر وكل ما يهمها هو عدم التعرض لكيانها ولا يهمها مكانة وكيان مصر الأعظم بأى شكل من الأشكال.. وأن المشهد الذى كان سائداً أيام المخلوع وما قبله كان واضحاً تماماً دويلة العسكر ودويلة الداخليه ودويلة رجال المال والأعمال ودويلة الجامعات ودويلة هيئة قناة السويس... الخ .. الخ من الدويلات الأصغر عددا والأقل حجماً.. وفى معرض حديثى ذكرت دويلة الأقباط فإنبرى من يدافع عنهم بشده ومشددا أن الأقباط لا يريدون إنشاء دويله داخل مصر.. وقد خان كلانا التعبير فأنا لم أقل أنهم سيقيمون دوله مستقله داخل مصر ولكن وضع حد لتدخل الحكومه فى حياتهم بأى شكل من الأشكال بالذات بعد صعود التيار المتأسلم السياسى الى الحكم.
لم يهتم الكثيرين بما قيل وإعتبروا أنها خيالات محضه لا ترقى إلى حيز التدقيق والبحث الجاد، وإن ذَكَرَ أحدهم أن الإخوان المسلمين يقيمون معسكراً خارج حدود العريش يتدربون فيه على إستخدام السلاح، ومر هذا الكلام ايضاً مرور الكرام...
وها نحن الآن وبعد أكثر من عام ونصف على هذا المؤتمر أعود وأسأل مرة أخرى، هل نجحت الثوره فى إعادة وحدتها مرة أخرى والتى كانت عليها بعد مارس 1811 م أي بالتحديد بعندما أقدم محمد على باشا على تنفيذ مذبحة القلعه فى هذا التاريخ.  ألم تكن تلك المذبحه هى بداية نهضة مصر الحديثه وإن كنت لا أقصد عمليات القتل التى حدثت بل أقصد توحد مصر كلها داخل منظومه إداريه موحده بعيدا عن عصور التخلف والتردى عصور المماليك.
ألم يكن محمد على باشا مؤسس مصر الحديثه رغم إختلافى مع صديقى هيثم يونس أنه كان يفعلها لحسابه أو لحساب مصر.  فالأمر لا يختلف كثيرا عندى فالنتيجه واحده، أقام المدارس والمستشفيات، أرسل البعثات العلميه والثقافيه وإستفاد من المطبعه التى تركها الفرنسيون ولم يدمرها ويقول أنها من عمل الشيطان لأنها بدعه، وصل الى منابع النيل، أنشاء جيش وطنى من أبناء الوطن لا من السبايا والمرتزقه كما كنّا أيام المماليك.. جيش قام بحرب الوهابيين وما تمثله أفكارهم من تخلف حضارى واضح فى المنطقه وعليها وعلى العالم بأسره وخشى من إمتداد هذا الفكر التخلفى إلى حلمه بمصر الحديثه.. ولا ننسى أنه وصل الى منابع النيل ليؤمن وصول مياهه الى البحر دون إنقطاع، ليتمكن من زراعة أكبر مساحه ممكنه فى مصر.
وها نحن الآن نعيد التاريخ للخلف مرة أخرى،وبنفس منطق المماليك وبنفس الغباء والبلاده.. محمد على جاء بعد ثوره شعبيه وإختاره الناس للقضاء على المماليك، نفس ما قامت به ثورة الشباب لكنهم أتوا بالمماليك ليحكمونا.  جيش رضى بل سعى لأن يكون له وضع مميز فى الدستور ولا أحد يقترب من دولته وشرطه قبلت أن تكون أداة قمع لحساب جماعه ملتحيه تتخذ من الإسلام ستاراً تتخفى وراءه، وجماعات سلفيه تطلق على نفسها جهاديه أحينا وتكفيريه أحينا أخرى وقامت بإقتطاع جزء من سيناء برعايه الأم الراعيه لكل جماعات الإرهاب سواء كانت الدوليه أم المحليه ألا وهى جماعة الإخوان وذلك زعماً لإقامة إماره إسلاميه على أرض مصر
نعم فقد سيطرت الجماعات الإرهابيه مدعومه بحركة حماس الإرهابيه على المنطقه بين رفح والعريش ولم يعد كما يبدوا لكل من له قلب يعى وبصيره نافذه أن الدوله المصريه لم تعد لها السيطره الكامله على تلك المنطقه التى تمتد بعمق 40 كم شرقاً من حدود رفح المصريه الى العريش شرقاً مرورا بالشيخ زويد والخارطه توضح ذلك.



وها هى جماعات الإسلام السياسى كم تطلقون عليها.. جماعات الإرهاب كما أسميها .. تعيد مصر الى عصر المماليك وعصور ملوك الطوائف مرة أخرى، قوانين تحاك لمل ما يسمى بإقليم قناة السويس يخوّل للوالى ـ نعم الوالى ـ لأن السلطان هنا هو رئيس الجماعه الدوليه مرشدها العام ورئيس تنظيمها الدولى الذى لا يعرف له عدد ولا عُده ولا نعرف عن أعضاءها شيئاً إلا ما يظهر منها صدفة أو يعلن بقصد.. وفيه يخول القانون للوالى الحق فى إقتطاع أى جزء من أرض مصر لتضاف لأى إماره يمنحها هو لمن يشاء وقتما يشاء.
سمح الوالى ومن أولاه حكم مصر للجماعات الإرهابيه المتطرفه  بالبدء فى تكوين إمارتهم على حدود مصر الشرقيه وقام الوالى بحمايتهم بعدما قدموا له أغلى هديه بقتل سبعة عشر جنديا من حنود حرس الحدود فى رمضان الماضى قام على إثرها بالإطاحه بقائد القوات المسلحه ومساعده جزاء لهم على ما حدث.. ولم يهتم بتعقب القتله و الجناه الذين أفلتوا بفعلتهم هذه ـ حتى الآن ـ.
والأخطر أن هؤلاء الجهلاء المغيبين عن الواقع الذين يعيشون فى حلم الإمبراطوريه الإسلاميه الكبرى وأن الله ناصرهم لرفعة شأن الدين كما يدعون وكما يتوهمون، لم يلتفتوا الى أن هناك مخطط دولى صهيونى عالمى بدأ منذ أمد بعيد وما زال فى طى التنفيذ وهو عزل سيناء عن الإداره المصريه تمهيدا لتدويلها ووضع قوات دوليه متعددة الجنسيات ليست كالبوليس الدولى الموجود الآن بل قوات كاملة العده والعتاد، ثم يتلوا ذلك إقامة دوله على قطاع غزه والمنطقه من رفح للعريش للدوله فلسطين المزعومه، ثم عمل وحده إقتصاديه عسكريه دفاعيه مشتركه بين إسرائيل وفلسطين غزه وسيناء وبا تكون المدرعات الإسرائيليه على حدود الإسماعيليه والسويس وبور سعيد.وستعود مطارات وسط وشمال سيناء تستقبل الطائرات الحربيه الإسرائيليه مرة أخرى بإسم التعاون الدفاعى المشترك..
وستنتهى قصة الضفه الغربيه والقدس التى ستتحول الى العاصمه الأابديه لإسرائيل وتنتهى فتح ةتختفى تماما عن الوجود ويتحولون الى وجوه فى حكومات متعاقبه سريعا الى أن ينتهى وجودهم من على الساحه تماماً. أما إقليم قناة السويس فهو حدود الدوله من الغرب..
والسيناريو التالى هو تجييش الجيوش والعده والعتاد لمقاومة الخطر القادم من الشرق، من إيران وروسيا والصين إستعداداً للمعركه الكبرى بين السنه والشيعه والتى بدأ الإعداد لها منذ سنوات.  وأنتم مغيبون ونايمين فى بحر العسل لتستيقظوا منه فى بحر الظلمات.
أما جيش مصر فهو على حدود تلك المنطقه الآن فى العريش، وأيامه أياما قليله ليتخذ قراراً هو بالفعل تاريخيا قد يغيّر فى شكل التاريخ القادم للمنطقه بشكل ما، فإما أن يعيد سيطرته الكامله الغير منقوصه ويحطم خطط الجماعات الأغبى عالمياً عن أهداف الصهيونيه العالميه وأنه ما هو إلا معول هدم وليس كما يظن أن يبنى حضارته الإسلاميه بل سيهدم المنطقه بأسرها ويعطيها على طبق من الماس الى ألد أعداء الإسلام والمسلمين... على الجيش أن يعيد السيطره بأسرع وقت ممكن.
أو يعلن بأن هناك جزء من سيناء الآن ذهب ولم يعد..