الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

المؤامره ... من يحكم من ؟!! -2- طارق عبد الحميد



   المؤامره ...
 من يحكم من ؟!!
-2-
طارق عبد الحميد 

فى الحلقه الماضيه :

       بدأت الخطه الثقافيه قبل عام  1870  ولكن بوصول جمال الدين الأفغانى الى مصر للمرة الأولى كانت الخطط تتوالى بلا هواده.
       اعتاد الأفغاني أن يغيّر لقبه كلما انتقل من بلد إلى آخر. و انتساب جمال الدين الأفغاني للمحافل الماسونية.
       الدور الحقيقى الذى لعبه الافغانى ومحمد عبده، من الضرورى إعتبارهما ثمرة تجارب لجهود بريطانيه إستمرت على مدى قرن من الزمان لتنظيم حركه إسلاميه شموليه مواليه لبريطانيا.
       يقول اللورد كرومر نعياً فى الأفغانى ومحمد عبده " لم يكونوا مسلمين جيدين بما فيه الكفايه كما لم يكونوا أوروبيين جيدين أيضاً.

       ولسنوات، لم يكن للأمريكيين أى دور فى المنطقه، ولم تضعها على قائمة إهتماماتها أصلا، فلم تكن أمريكا إمبراطوريه بعد ولم تكن طموحاتها قد تبلورت فى الإهتمام بدعمها ــ فكرة الإمبراطوريه ــ.
        كانت بريطانيا اللاعب الرئيسى فى المنطقه لحماية مستعمراتها سواء فى الشرق الأوسط أو الأدنى، ولهذا كان التحالف الجدى بين آل سعود والوهابيين والانجليز، وقد عُرف عن الوهابيه انها هادمة القباب والتى قامت فيما بعد بالتعاون مع بريطانيا العظمى آن ذاك ومع آل سعود لبسط سيطرتها على جزيرة العرب،ــ ولا ننسى دور الحركه الوهابيه وفكرها الرجعى الذى أدى الى حملات محمد على باشا للقضاء عليها ، ولولا مساعدات المخابرات الإنجليزيه لها لقُضى عليها ــ وبدأت اولى الاتصالات بينهم سنة 1865 واخذت المساعدات البريطانيه تتدفق على خزائن آل سعود بل وتزداد مع اقتراب نذر الحرب العالميه الاولى.  وبعد تدشين بريطانيا للكويت، تلك الاماره الصغيره على حدود البصره فى 1899 بدأ آل سعود فى تثبيت ملكهم على الجزيره العربيه اعتبارا من عام 1901 حيث سقطت الرياض فى قبضتهم ـ أل سعود ـ بعد ان كانت تحت حكم آل الرشيد المواليه لتركيا.  وبعد ظهور البترول فى الجزيره كحقيقه واقعه بدأ كل شئ يأخذ منحى آخر.
        ومع ظهور لورانس العرب ــ  توماس إدوارد لورنس ضابط بريطاني اشتهر بدوره في مساعدة القوات العربية خلال الثورة العربية عام 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية عن طريق انخراطه في حياة العرب الثوار وعرف وقتها بلورنس العرب.  لاحقا كتب لورنس سيرته الذاتية في كتاب حمل اسم اعمدة الحكمة السبعة، قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسه له ــ. واندلاع الحرب الاولى عام 1914 ومساعدة هارى سان جون فيليبى الاسره الهاشميه ـ الشريف حسين ـ وكان وابناؤه حكاما على الحجاز (مكه والمدينه) بدأ المخطط لتنصيبهم على ممالك أخرى وإخلاء المنطقه لآل سعود، فأصبحت المملكه الأردنيه الهاشميه حالياً وبالطبع كان ذلك بالتنسيق مع لورانس العضو الآخر للمخابرات البريطانيه.
        وبعد نهاية الحرب العالميه الاولى، جاهدت بريطانيا لإستمرار بسط سيطرتها ونفوذها على المنطقه، وقد ظهرت بوادر الحركات الوطنيه التحرريه فى مصر، فمصطفى كامل ومحمد فريد، وآخرين الى أن جاء سعد زغلول  ووفده الشهير فثورة 1919، فما كان من الانجليز إلا أن يستثمروا ما بدأوه فى السعوديه ومملكتها ومن إطلاقها لحركةِ الأصوليه الإسلاميه ـ أو كما يعتقدون ـ وبدأت فى التخطيط لتنفيذ ضم مصر ودمجها ودفعها فى هذا الآتون الملتهب فكانت جماعة الإخوان المسلمين 1928. وبالقطع كان التخطيط لها قبل تاريخ تدشينها بسنوات وسنوات.
        ولم تكن مصر وحدها هى القاعده لإطلاق زبانيتهم بل إنضمت لها فلسطين أيضاً، وظهر حسن البنا فى مصر وأمين الحسينى فى فلسطين.
ويقول روبرت دريفوس فى كتابه لعبة الشيطان ص 63 " فى مصر ظهر مدرس يدعى حسن البنا أسس جماعة الإخوان المسلمين وهى المنظمه التى سوف تغير مجرى التاريخ فى الشرق الأوسط خلال القرن العشرين".
ويضيف قائلا "وشقيقها الفلسطينى هو الحاج أمين الحسينى المفتى الديماجوجى للقدس، وسيلعب كلاهما دورهما فى تقدم الإسلاميين على القوميين مثل العائله المالكه السعوديه وبمساعدة المخابرات البريطانيه والمسماه بالـ MI 6 .إم آى 6".
        وكان أول القروض والهبات طبعاً من شركة قناة السويس بمبلغ 500 جنيه مصرى فى هذا الوقت والتى اقدرها الآن بم يوازى مليون جنيه أو أكثر قليلا.
        كان أمين الحسينى موصوما بعلاقته بالنازيه.ــ  ومن يُرِد التشكيك فى أى معلومه من تلك التى يتم ذكرها عليه البحث وسأسرد المصادر فى الجزء الأخير من البحث ــ.
        وقد عمدا الإثنين على نشر فكر الإسلام السياسي والذى ربطوه بالوهابيه وأفكار الأصوليه الشموليه للأفغانى وبفضل التمويل السعودى ورعاية المخابرات البريطانيه والأمريكيه لاحقا وسرى هذا الفكر كالنار فى الهشيم حتى ظهر جناحه الإرهابى فى كل مكان فى العالم.
        والإسلاميون دائما وأبداً ضد الوطنيون، ففى مواجهة الحزب الوطنى الذى أُسس عام 1906 أنشأ الإسلاميون حزب الشعب وضم من بين أعضائه أتباع محمد عبده ورشيد رضا.. وكان ذلك بمباركة اللورد كرومر وهو كما تعلمون المعتمد البريطانى آن ذاك،  الذى قال أن أخطر الأفكار على الإمبراطوريه هو الفكر القومى والقوميه التحرريه.ــ ولهذا نرى أن لا الإخوان ولا السلفيين ولا غيرهم من حركات إسلاميه يؤمن بقيمة الوطن، فهم يلعبون على وتر الدين والإمبراطوريه الوهميه التى يبحثون عنها..
وسيظهر ذلك بوضوح فى الحلقه القادمه عندما نتحدث عن الأجهزه
السريه للحركات الإسلاميه وإرتباطها بأجهزة الـCIA  و MI6
وأجهزه إستخبراتيه أخرى. وعلاقة أصحاب هذا الفكر بالماسونيه العالميه.
الجزء 2