الخميس، 20 مارس 2014

رد من صديق كتبه/ أحمد بهجت




رد من صديق
كتبه/ أحمد بهجت
سلام إلى  أ.د. حسني المتعافي
حضرتك قلت
وأدلة التفوق المطلق لسيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ على سائر الأنبياء والمرسلين لا حصر لها، وعلى رأسها الرسالة الخاتمة ومنطوق وفحوى آيات القرءان وكون رسالته هي الرسالة العالمية الخاتمة الباقية التي لا فلاح إلا لمن آمن بها واتبعها، وهذا وحده يكفي دليلا على تفوقه المطلق، وأهل الكتاب ملزمون باتباع رسالته لأن الرسائل الحقيقية للأنبياء والرسل الحقيقيين متضمنة فيها، فرسالته هي الصورة الكاملة التامة للدين الواحد الذي أنزله الله تعالى وألزم به البشر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47، فهل ثمة تهديد هو أقوى من هذا، وقال:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الأعراف157، فلا فلاح إلا باتباعه، هذا أمر محسوم ولا يجوز المجادلة فيه.
ولقد نصَّ القرءان على أنه رحمة للعالمين؛ أي لكل ما خلق الله تعالى بما في ذلك الملائكة المقربون والأنبياء المرسلون، فهو إمامهم وزينتهم، فمن هو رحمة للعالمين على إطلاقهم يكون خيراً منهم كلهم.
      
إن من تلقى القرءان من لدن حكيم عليم ومن أوتي السبع المثاني والقرءان العظيم ومن جاء بالرسالة الكاملة التامة الخاتمة هو الأفضل على الإطلاق، هذه بديهيات. إن من تلقى القرءان من لدن حكيم عليم ومن أوتي السبع المثاني والقرءان العظيم ومن جاء بالرسالة الكاملة التامة الخاتمة هو الأفضل على الإطلاق، هذه بديهيات.
       قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80، هذا هو أعظم تكريم ناله إنسان، ولمن قيلت في حقه الأفضلية المطلقة على سائر المخلوقات!
والأنبياء الذين أرسلوا قبل خاتم النبيين أرسلوا إلى أقوامهم فقط، والنبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أُرسل للناس كافة وليس إلى قومه فقط، هو مرسل رحمة للعالمين وهو شهيد على العالمين! فلا يجوز قياسه عليهم!
انا اقول
حضرتك ارتكبت خطأين جسيمين
١-  انك مصر علي ان تفضل بين انبياء الله ورسله بأن تجعل محمد افضلهم واكثرهم تفوقا واحسنهم واخيرهم واشرفهم واكرمهم، في معصية منكرة لنهي الله في كتابه الحكيم ولنهي رسول الله الذي تنسبوه اليه في كتب احاديثكم، البخاري ومسلم، وهذا الخطأ لن اعذرك فيه لانك استاذ دكتور
٢ - انك تزعم ان محمد رحمة لكل شئ حتي الملائكة نتيجة فهمك الخاطئ لكلمة "للعالمين" ولكن انا سأعذرك في هذا الخطأ لانك مجرد ناقل لما ورثته بدون ان تفكر فيه بالمرة، وبالطبع ربما كل المسلمين وقعوا في هذا الخطأ، عموما لم تسمع هذا الكلام الذي سأقوله لك عن كلمة "العالمين" من قبل، وهذا هو سبب عذري لك في هذا الخطأ الجسيم
        مبدأيا، الله سبحانه وتعالي هو من يفضل بين من اصطفي من الرسل واالانبياء وليس نحن، ومازال الله سبحانه وتعالي لم يقل لنا من هو أفضلهم بالنسبة له،{ لا نفرق بين أحد من رسله} البقره ..  احنا مش ربنا علشان نضع انفسنا مكانه ونفاضل بينهم ونختار واحد من الانبياء ونتقول علي الله سبحانه وتعالي ونزعم انه افضلهم بالنسبة لله، من نحن لكي نفعل ذلك ونتقول الكذب علي الله سبحانه وتعالى طالما هو لم يقولوها بنفسه؟ وهدا هو الخطأ الجسيم الذي لن اعذرك فيه ولن اتكلم فيه كتير
 ما سأتكلم فيه كتيرا هو خطأك الثاني والذي سأعذرك فيه أيضا، فأنت تزعم ان محمد رحمة لكل شئ حتي الملائكة نتيجة فهمك الخاطئ لكلمة "للعالمين"
فأنت تراها بفتحة علي الام الثالثة كما شكل البشر القرءان، اي
للعالَمين  بينما منطقيا هي لا يمكن ان تكون كذلك، ولكن لابد ان تكون بكسرة علي اللام الثالثة، اي للعالِمين اي العارفين، اي من يعلموا ان الله سبحانه وتعالي ارسل رسولاً اسمه محمد (ص) وامنوا به نتيجة علمهم..
هذا الكلام المنطقي لا يشوبه اي شائبة، بل القرءان الحكيم يؤكده ١٠٠٪
فمحمداً (ص) لا يمكن ان يكون رحمة للملائكة ولا للجبال ولا للطيور ولا للكواكب ولا للسحاب ولا لاشياء اخري كثيرة جدا، بل محمد ليس رحمة لمن يكفر به من البشر، محمد سيكون نقمة وعذاب لمن يكفر به من البشر
الإسراء:١٥ من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
اي من يكفر بالرسل حايتعذب، لذلك الكفرة كان احسن لهم الا يرسل الله سبحانه وتعالي رسل لهم لانهم سيكفرون بهم ومن ثم سيكونوا مسئولين وسيتم تعذيبهم بقسوة وليس برحمة، اي الرسل نقمة وعذاب وقسوة علي من يكفر بهم، هذا يتضح من اية اخري حكيمة
النساء:١٦٥ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما
اظن وضحت الان، انه لو لم يرسل الله سبحانه وتعالي رسل، سيكون للكافرين حجة علي الله سبحانه وتعالى ولن يعذبهم الله سبحانه وتعالى كما قال الله سبحانه وتعالى بنفسه، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
وان لم يكن ذلك كافي لك كأدلة ان محمد رحمة للعالِمين (بكسرة) علي اللام الثالثة، اي العارفين، سأعطيك دليلا اخر قرأنيا لا يقبل المناقشة، لان الله سبحانه وتعالي قالها فيه مباشرة، ان محمد سيكون رحمة للمؤمنين به فقط
التوبة:٦١ ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم
ورحمة للذين آمنوا منكم واضحة وضوح الشمس اي محمد رحمة للعالِمين وليس للعالَمين


اي أن محمداً (ص) رحمة للعارفين انه رسول من الله ثم امنوا به، من سيعرف ان محمداً رسول من الله ولن يؤمن به؟
العالمون او العالِمين، مذكورين في القرءان اكثر من مرة
العنكبوت:٤٣ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَٰلِمُونَ
الروم:٢٢ وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَٰنِكُمْ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّلْعَٰلِمِينَ
تحياتي