الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

إفتراءات المفسرين وكُتَّاب السيره




إفتراءات المفسرين وكُتَّاب السيره

الى متى سيستمر هذا اللغو فى دين الله، وما أسفرت عنه روايات التاريخ وتقديسها أكثر من تقديس كلمات الله المنزله على البشر.  هناك أماس يقسون الروايات ويحتجون بها على كتاب الله المُنْزَل، وعندما تناقشهم تراهم يؤمنون بالروايات والتاريخ أكثر من حتى محاولة فهم مراد الله من خطابه للبشر..
يقولون أن من يُنْكِر التاريخ الآن يحاول أن يُجَّمِل صورة الإسلام، وأن يزينه فى أعين الناس، وأن أى محاولات جديده لفهم النص بعيداً عن أحداث التاريخ هى محاولات فاشله..
الإسلام، ليس مجرد دين ينافس المسيحيه واليهوديه كما يدعون، بل هو فطرة الله التى خلق الناس عليها.  المسلمون السابقون كما يدعى البعض، ليسوا بحاجه الى تشويه، بل هم مشوهون بما يكفى ويفيض، والقضيه ليست فى المسلمين، بل فى البشر.  فمحاكم التفتيش فى العصور الوسطى لم يكن لها علاقه لا بالإسلام ولا بالمسلمين، قتلوا وحرقوا الناس أحياء، عذبوا وسلبوا أموال البشر بإسم الصليب، الذى هو بالمناسبه برئ من هذا الذى فعلوه. إنها أطماع بشريه وثقافات متدهوره إبتعدت تماماً عن فطرة الله التى فطر الناس عليها.
يقولون أن فطرة الله فى القتل والذبح والدم، ثم يقولون أنه الرؤوف الرحيم.  كيف كل هذا التناقض، تؤمنون كما تدعون بأنه رؤوف رحيم، يغفر لمن يشاء بغير حساب وتقتلون وتذبحون البشر لتقدموها قرابين لله تعالى رب العالمين، مدعين أنه أمركم بهذا.  وما أمر الله إلا بالعدل والإحسان.
مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ ۥۤ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأَخِرَةَ‌ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ۬  سورة (الأنفال رقم الآية 67).
قالوا الكثير حول تلك الآيه، وكل ما قالوه أسندوه الى روايات وحكايات كحكاوى القهاوى والطرقات، وأكدوا أن رسول لله ندم على تركه لأسرى بدر لأن الله أمره بقتلهم.  قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ما كان لنبي أن يحتبس كافرًا قدر عليه وصار في يده من عبدة الأوثان للفداء أو للمنّ. وأضاف " أن قتل المشركين الذين أسرهم صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثم فادى بهم، كان أولى بالصواب من أخذ الفدية منهم وإطلاقهم."  (الطبرى).
هذه الآية نزلت يوم بدر، عتابا من الله عز وجل لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم. والمعنى: ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أسرى قبل الإثخان. ولهم هذا الإخبار بقوله « تريدون عرض الدنيا » . والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب، ولا أراد قط عرض الدنيا، وإنما فعله جمهور مباشري الحرب، فالتوبيخ والعتاب إنما كان متوجها بسبب من أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفدية. هذا قول أكثر المفسرين، وهو الذي لا يصح غيره.( القرطيى)
هكذا قال السلف الذى يقدسونه ويقدسون رواياته، الله يأمر رسوله بقتل الأسرى ولا يأمر بغير ذلك.  هذا ما يفعله الدواعش الآن فى العراق والشام، وهذا ما فعله الإخوان المسلمين فى رابعه والنهضه كذلك هذا ما فعله اليهود الصهاينه فى جنودنا فى سيناء بحرب 5 يونيو ودهس دباباتهم للجنود العزل، أم نسيتم يا بشر.
والسؤال الذى أطرحه على الناس هو " هل الله الرؤوف الرحيم يُمكن أن يُصدر مثل هذه الأوامر لنبيه أو لأى نبي آخر؟  ولنناقش الموضوع من جوانبه الأربعه.
أولا: النص لم يكن بأى حال من الأحوال صادر من الله لمحمد(ص) فقط، بل هو نص جامع لأى نبى (مَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَن يَكُونَ لَهُ ۥۤ أَسۡرَىٰ) فكلمة نبى أتت هنا مجهله وليست معرفه بـ أل التعريف حتى يمكن أن يكون الخطاب كما يدعون لمحمد(ص) وعليه فالخطاب هنا جامع شامل لكل أنبياء الله. والخطاب يبدأ بكلمة (مَا كان) أى أنه لم يكن لأى نبى قبل محمدا أن يكون له أسرى.
ثانياً: أخطأ المفسرون خطأً جسيماً فى تفسيرهم لكلمه (حَتَّىٰ) وفسروها على أنها تعنى "الى أن"  ــ أى أَن ــ  يَكُونَ لَهُ ۥۤ أَسۡرَىٰ الى أن يُثْخِنْ. ولكن الحقيقه أن كلمة " حتى " تعنى هنا (من أجل أن) وليس الى أن، بمعنى انه ما كان لنبى أى نبي أن يكون له أسرى من أجل أن يُثْخِنْ فى الأرض.  وهنا نصل الى كلمة يُثْخِنْ التى هى لب المقال والموضوع.
ثالثاً: كلمة يُثْخِنْ، تلك الكلمه أثارت الكثير من اللغط لدى المفسرين، والذين إعتمدوا فى تفسيرهم للكلمه على الروايات دون أن يعيروا الكلمه ذاتها أى إهتمام. وتقول معاجم اللغه:-  { أثْخَنَ أعدَاءهُ : أى بَالَغَ وَغَلُظَ فِي قَتْلِهِمْ أَثْخَنَ فِي عَدُوِّهِ } وأيضاً { أثْخَنَهُ بالضًّرْبِ : أى ضَرَبَهُ ضَرْباً شَدِيدًا } و ايضا { ثَخُنَ أى غَلُظَ ، ويُقَال أثخَنَ فى الأرض قَتلا. "من مختار الصحاح."  وكل تلك المعانى والتصريفات تأتى للفعل..  (ثَ خَ  نَ) بفتح الثاء والخاء والنون.. فماذا إذاً عن يُثْخِنْ ( ىُ  ثْ خِ  نْ ) ولماذا الكسر تحت الخاء.. ذلك لأنها تعنى عكس ما يقولون نماماً .. وإنما تعتى أنه ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يُثْخِنَ فى الأرض.. فالله يعاتب نبيه ويوضح له أن إتخاذ الأسرى من الحروب شئ لا يرضى عنه الله، بل يجب عليه أن يطلقهم إما منّا أو فداء (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرۡبَ الرِّقَابِ حَتَّىٓ إِذَا أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا الۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّى تَضَعَ الۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا ذَٰلِكَ وَلَوۡ يَشَآءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَكِن لِّيَبۡلُوَ بَعۡضَكُم بِبَعۡضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعۡمَالَهُمۡ) محمد 4 . أما ما إدعوه أصحاب الروايات الملفقه بأن عمر بن الخطاب أشار عليه بذبح الأسرى ولكن رسول الله أطلقهم وأن الآيه أتت لتوافق رأى عمر، فهذا كله غير صحيح على الإطلاق، وإذا أكملنا الآيه وما بعدها سنتأكد من صدق ما نراه .. يقول تعالى (تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأَخِرَةَ‌ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ۬  سورة) أى أنكم تبحثون عن القوه والإرهاب فى الحياة الدنيا.. والله يريد للجميع الآخره) ويقول تعالى أيضاً (وَإِنۡ أَحَدٌ مِّنَ الۡمُشۡرِكِينَ اسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّى يَسۡمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٌ لاَّ يَعۡلَمُونَ) التوبه.. كيف يكمن أن يكون مصير من يطلب منك الله أن تجيره، وتبلغه مأمنه، أن تذبحه كما يدعون.. إنها فريه إفتروها على رسول الله فى أحاديثهم ورواياتهم الملفقه..