السبت، 23 فبراير 2013

بين الرجعيه والتقدميه




بين الرجعيه والتقدميه



بقلم/ طارق عبد الحميد

الرجعية :  مصطلح سياسي يقصد منه معارضة الإصلاحات الحديثة، والتمسك بالأسس والأساليب والمبادئ القديمة، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أصبحت بالية، ولا تحقق الأهداف القومية، وهى عكس الراديكالية و الليبرالية في النظام السياسى وعكس التنوير كثقافة. وعلى مقياس السياسه تعتبر التقدميه على يسار الوسط السياسي وعلى النقيض من اليمين الرجعى تماماً
التقدمية :   هي فلسفة سياسية تدعو إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، والاقتصادي.   والتقدمية الحديثة ظهرت كجزء من استجابة أكثر للتغيرات الاجتماعية الواسعة والتى رفعت شعارها الثوره الصناعيه وعلى مقياس السياسه تعتبر التقدميه على يسار الوسط السياسي وعلى النقيض من اليمين الرجعى تماماً.
أين نحن من هذا وذاك ؟.. هذا هو سؤالى .. والى أى فصيل ننتمى؟ والى أى مبدأ ننحاز نحن؟
يعتقد الكثيرون ممن يطبلون ويزمرون للدعوه الى تطبيق الشريعه، إلى أن تطبيق الشريعه يجب أن يعود بنا الى عصر الخلفاء أو عصر بداية الدعوه الأولى الى الإسلام أى منذ العام الأول من الهجره، ومنذ بدايات إنشاء ما عُرِف بإسم الدوله الإسلاميه ــ أو هكذا أطلقوا عليه ــ ومع أنهم لا يعرفون ما يريدون، أردت أن أوضح الفرق بين التقدميه والرجعيه.
ونفس الأمر ينطبق على الفصيل الآخر المنادى بالليبراليه والذى يطلق عليهم أعداءهم صفة العلمانيه أو العلمانيون، فهم أيضاً إما تقدميون أو رجعيون فى أفكارهم وسياساتهم..
فالرجعيون العلمانيون يبحثون فى أشكال دولة قد تكون نجحت فى عصرها وزمانها وفى خضم أحداثها التى كانت تعيش فيها مثلهم ككمثل الناصريين ــ فى رأيي ــ الذين يريدون إعادة إنتاج عصر جمال عبد الناصر فى زماننا هذا حتى لو كان قد أثبت فشله فى نهاية عصره أو كان قد نجح فى بداية عصره.. فزمن عبد الناصر إنتهى وما كان له أو عليه إنتهى من نهاية زمنه. 




كذلك مدعى الإسلام من الشيوخ والملالى ومن يركبون فكرة الدين للوصول بها الى أطماعهم، ولا يمكن أن أسميها غير ذلك، لأن أهدافهم الغير مُعلنه لا تعنى لى إلاّ أنهم يريدون إستنساخ عصور قديمه قدم الزمان وفكرة الولايه والخلافه للوصول بنا الى بداية الزمان مره أخرى.. وبدايات عصر إنشاء دولة الإسلام كما يدعون.. 


يختلفون حتى فى التسميه، أهى دولة الخلافه، أم الدوله الإسلاميه، أم الإمبراطوريه الإسلاميه، ويدعّون أنها الطريق الى الله، وما الحكم إلا لله .. وهو الأمر الذى لا يؤهل إلا للدولة الرجعيه التى ترفض أى تقدم أو إزدهار..
حقيقة الأمر أن أيَّا من التفكيرين أو السياستين لن يصل بنا إلا إلى دوله لا وجود لها..  دولة طريقها الوحيد الى مزبلة التاريخ، دوله متخلفه، فاقده للأهليه، لن تستطيع أن تفيد نفسها قبل أن تفيد البشريه..
وعند سؤال الشباب الطاهر النقى الفطرى الذى لا تعنيه المصطلحات سواء الكبرى منها أو الصغري شيئاً لن يطلب منك إلا أن يكون فكرك تقدميا.. أى تسعى للأمام فى كل شئ.. لا يهمه توجهك السياسي بقدر ما يهمه أن يرى المحطه القادمه التى تقوده إليها سياستك تلك..
فإلى كل المسؤلين عن هذا الوطن.. وهذا الشعب العظيم الذى لا يريد منكم سوى العدو للأمام لا إلى الخلف... هذا الشباب الذى يريد أن  يركض بسرعة الصاروخ، لا تعيدوه إلى الخلف سواء كنت ليبرليا أو إسلامياً أو علمانياً.. هذا الشباب يريد منك أن تركب معه قطار المستقبل، وإلا فأترك مكانك لمن يرغب فى التقدم للأمام، لا لمن يرغب فى الدوران به للخلف..
وهذا هو الفرق بين التقدميه والرجعيه.
فأى القطارين ستركبون...