السبت، 21 مايو 2016

المعلوم من الدين بالضروره كتبه/ طارق عبد الحميد




المعلوم من الدين
بالضروره



كتبه/ طارق عبد الحميد
  


أبدأ موضوعى هذا بعبارة صادمه أرجو أن يتقبلها الناس منى حيث يقول العلامه (ابن بطة: لو أن رجلاً آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلا شيئاً واحداً كان يعد ذلك كافراً عند جميع العلماء.)
 من هنا أبدأ حيث أننا للأسف نأخذ ديننا من إبن بطه، وليس من الله الذى قال .. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21]. ويقول عز وجل: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ [يونس:17].. وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ  [النحل 116] . وابن بطه هذا هو (ابن بطة العكبري (304 هـ - 387 هـ من كبار علماء الحنابلة.)
فمن نصدق يا ناس، هل نصدق الله عز وجل أم ابن بطه..
إختلف العلماء على مر الزمان فى تحديد وتعريف كامل شامل للفظة "المعلوم من الدين بالضروره" وإن كان أغلبهم تحدث عن أن المعلوم من الدين بالضروره هو ما كان ظاهراً متواتراً من أحكام الدين معلوماً عند الخاص والعام، مما أجمع عليه العلماء إجماعاً قطعياً مثل وجوب الصلاة والزكاة وحرمة الزنا والخمر والربا ووجوب الصيام  والحج لمن إستطاع.. ولكنهم أضافوا إضافتهم وفتواهم القاتله والتى تقول ــ والجاحد لها كافر ومرتد بالاتفاق ــ.  وعلى ولي الأمر أن يستتيبه فإن تاب وإلا أقام عليه الحد )القتل). ومنكرها أيضا لا تؤكل ذبيحته، ولا يرث المسلمين من قرابته ولا يرثونه، ولا يُصَلّى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

ثم أضافوا بنودا أخرى للمعلوم من الدين بالضروره ألا وهى سنة رسول الله وأحكام منكرى السنه فقالوا (" من ينكر السنة أو حجيتها ويفسر القرآن على هواه كافر خارج عن دين الإسلام") ... ولكنهم عرفوا السنه ومعناها فقالوا:- السنة الشريفة كلام رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهي كل ما صدر عنه من قول او فعل او تقرير والسنة في المصطلح تعني الحديث .. وأضافوا كلاهما وحي الهي .. فالوحى يشمل القرآن ، ويشمل ما ثبت من السنة النبوية الصحيحة ، لتواتر الأدلة الدالة على هذا والحديث إذا صح وثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم فهو حجة ودليل ، فللسنة النبوية حجيتها والحديث النبوي فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع..

وهنا يجب علىّ أن أقول أنهم خلطوا كل الأمور ببعضها وأنهم وضعوا مع الله إلها آخر يعبدونه ويقرون بمصادر أخرى للتشريع بعيدا عن الله خالق البشر جل وعلا.  ومنهم من زاد على ذلك بأن قال أن السنه قاضية على القرآن وأن السنه وأحكامها تنسخ أحكام القرآن أحيانا.. مع أن الله تعالى لم يذكر فى كتابه الكريم أى شئ عن سنة رسول الله، بل أن كلمة سُنَّه لم ترد فى القرآن إلا لله وحده والذين من قبلكم ..
 سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا   الإسراء (77)  
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا   الأحزاب (62)
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا   الفتح (23)
مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا   الأحزاب (38)  
ثم يستشهدون بجزء من آيه في كتاب الله فيقولون لك ("وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) .. كلام عام لكل زمان ومكان .. و (ما) هي من صيغ العموم والشمول وتعني : "كل ما آتاكم" .. فهذه الآية نستدل بها على حجية السنة النبوية المطهرةوالقاعدة الشرعية تقول (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب(.
        ولأنهم يدلسون عليكم من ألف سنه وأكثر، تعالوا نقرأ الآيه كامله من سورة الحشر وتقول :-
(مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر 7].. والآيه واضحه وضوح الشمس تتحدث عى الفئ وغنائم الحروب وكيفية توزيعها، ولكنهم يصرون على لًىّ الكلام عن مواضعه، وتفسير الأمور بما يحلوا لهم، ليعبدوا مع الله إلها آخر، وآلهة أخرى يشرعون لهم ما أرادوا.. وكما قال الله فيهم (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا)   الكهف  (55)
        ولانهم يدلسون على الله، ولا يقولون الحق أبدا، فقد إخترعوا للناس أحكاماً كافيه أن تودى بحياتهم أو ترسلهم الى غياهب السجون لسنوات وسنوات.. تلك الاتهامات قالوا عنها (إنكار المعلوم من الدين بالضروره).. ويضعون تحتها أى مواد يخترعونها، فقط لإرهاب الناس في الحديث عن الدين في أى وقت وأى مكان، كذلك لإتخاذها وسيلة ضغط قاهره على العامه.. وهنا يقول المولى جل شأنه فيهم (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ [يونس:59-60].. ويقول سبحانه: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل:115-117]..
ويقول ابن بطة: لو أن رجلاً آمن بجميع ما جاءت به الرسل إلا شيئاً واحداً كان يرد ذلك الشيء كافراً عند جميع العلماء.. وهكذا آمن الناس بما جاء به ابن بطه، وكفر بما يقوله الله جل شأنه ..

وأختم قولى بما قاله الله عز وجل في كتابه العظيم لعله ينير طريق مشايخ الفسق والفجور والتكفير والتنفير ..( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ   المائدة(41)