الأحد، 2 أغسطس 2015

الحق والعدل والصدق




الحق والعدل والصدق
طارق عبد الحميد
كان الفلاسفه وما زالوا يعظموم من قيم الحق والخير والجمال، وإن إعتبرها البعض غايات فى حد ذاتها، إعتبرها آخرين وسائل لتحقيق غايات أكبر وأسمى.
والرسالات السماويه جميعها عظّمت  كل القيم الجميله، كالحق والعدل والصدق والعمل الصالح والإيثار، بإختصار شديد كل الرسالات عظمت من قيم الإنسانيه والتعايش وحسن الجوار، بين أفراد المجتمع الواحد، مبين المجتمعات على إختلاف أنماطها.  والدليل ما يقوله الله تعالى لنا { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ   الحجرات (13)}.
وقد بعث الله محمدا بكل تلك القيم والمبادئ .. فيقول تعالى { ..... وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ   المائدة (42)  } كذلك يقول جل شأنه { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   التوبة (105)} حتى دخول الجنه فقد ربطه الله بالعمل { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ   البقرة (82)} { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   الزخرف (72)} { ...... لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ   الأعراف (43)  } وقال فى العدل { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ   النحل (90)} وقال كذلك فى الأمانه { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا   النساء (58)}.
ولكن قوم محمد، ولأنه قوم مختلف عن أقوام الأرض لم يلتفت إلى تلك القيم، وإنصرف عنها وبمجرد موت رسول الله (ص) إنقلبوا على أعقابهم، وعادوا الى جاهليتهم التى يتمسكون بها الى يومنا هذا .. وصدق الله تعالى حين قال..{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ   آل عمران (144)}.
إنقلبوا على أعقابهم، وأعدوا دينا جديدا عظموا فيه شعائر العبادات، وتناسوا عمدا شعائر المعاملات.. فكانت صلوات الخلفاء الف ركعه فى الليله الواحده، وصلاة التراويح تصل الى 36 ركعه.. والسنن ما قبل الظهر وبعده وما بعد العصر وما بعد العشاء، وصلاة المطر وصلاة رفع الخطر ولا مطر سقط ولا خطر رُفع..
صيام السته البيض كمن صام الدهر كله، بالإضافه الى أحاديث التواكل، وعدم تصديق ما جاء فى كتاب الله مثل " مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ « ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ: « وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ « ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ : «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ»، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قَالَ : « وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذر" .  كيف قبل الناس هذا الف سنه وأكثر، كيف يمكن أن يخالف نصوص القرآن فى حديث كهذا .. وحديث آخر يقول فيه مشايخ العصر والأوان أنه حديث متفق عليه يقول الحديث " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَلا أنا , إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ " مع أن الله قال لرسوله فى كتابه العزيز { لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا   الفتح (2) }. ومع هذا نردد تلك التلفيقات على لسان رسول الله بل نعتبرها ديناً.
ومن قرأ العشر آيات الأولى من سورة الكهف، أمن فتنة المسيح الدجال، وكأن هذا الدجال حقيقه واقعه، مع أنه خيال كاتبه.. وسيقولون أننى لم أدرس علوم الحديث ولا علم مصطلح الحديث ولا علوم تفسير الحديث ولا كل الكلام الفارغ الذى عملوا منه دينهم ودين آبائهم..
وزادوا الطين فوق رؤوس الناس وقالوا أن السنه تنسخ القرآن .. أى أن حكم النبى يلغى حكم الله تعالى .. وإستندوا إلى حديث شيطانى يقول " " إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث ." قال الترمذي : حديث حسن صحيح.  ومع أن كل آيات الميراث تؤكد صحة أى وصيه يوصى بها الشخص حال حياته صحيحه إلا أنهم أنكروا الآيات وعظموا الحديث { مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ النساء 12)} فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ }   { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ   البقرة (180)} .. ولكن كل أوامر الله لا تعنيهم .. ما يعنيهم هو دين آبائهم الذى أتو به من جيوبهم..
فالعمل والصدق والاخلاص والإتقان والعدل والمساواه وحسن الجوار والقسط والخير لا وجود لها فى دينهم.. بل صلى على النبى ألف مره فى اليوم تدخل الجنه وإن سرقت وإن قتلت..
والله لو صليت مليون مره .. بدون العمل الصالح لن ترى الجنه..