الثلاثاء، 10 أبريل 2012

وطنٌ يَسَعْ الجميع


وطنٌ يَسَعْ الجميع

طارق عبد الحميد

أوحت الىّ أختى العزيزه بهذا المقال حيث تحدثنا سوياً عن آخر التطورات والمستجدات فى أحداث مصر السياسيه.  ولأن أختى العزيزه بما علمت عنها من رؤيه جميله ومتفائله لمصر وشبابها ، رجالها ونساءها وكذلك أطفالها فهم الأمل على رأيها.
كان الحوار يدور بيننا على إمكانية ترشح عمر سليمان للرئاسه، وما هى مميزاته التى يمكن أن تساعد مصر فى الفتره القادمه على الخروج من أزمتها.  قالت أنه يبلغ من العمر 77 سنه تقريباً، ومعناها انه لن يترشح لولاية ثانيه، وأنه القادر على إعادة الأمن للشارع، وله علاقات خارجيه كثيره، بالإضافه الى قدرته على إعادة الفئران الى الجحور مرة أخرى.
وكان المقصود بالفئران التيارات الإسلاميه المتشدده منها والمعتدله على حد سواء، مع انها خريجة جامعة الأزهر وأنا كذلك ولكننا إتفقنا على أنهم تيارات متأسلمه وليست إسلاميه بأى شكل من الأشكال.  بالإضافه الى اتفاقنا بأنها لا تبدوا أن تكون تيارات وطنيه على الإطلاق، وتلك الفئران التى خرجت من خحورها بعد الثوره وتغيُّر موقفهم من الخروج على الحاكم حتى وإن كان مستبداً، لتركب الثوره وموجاتها العاتيه التى أسقطت رأس النظام السابق وأمنه.
وتطرقنا كذلك الى كيف أعطت حماس دَفْعَه للإخوان المسلمين فى مصر بالمصالحه التى تمت بين حماس والسُلْطَةُ الفلسطينيه أو دعنى أقول والسَلَطةُ الفلسطينيه, لتبدوا وكأنها ذات تأثير عالمى على القرارات، هذا بالإضافه الى إطلاق سراح شاليط ليبدوا تنظيم الإخوان العالمى أكثر قوةٍ من المتوقع أمام العالم العربى والغربى على السواء بالإضافه الى تفاهماتهم مع اللإداره الأمريكيه على بقاء كامب ديفيد كما هى ويمكن كمان مشروع فيلادلفيا. وتحدثنا عن تطور منهج الاخوان فى تأسيسية الدستور وموقفهم وأطماعهم الإستئثار بها لتمرير دستور بقائهم فى السلطه أولاً ودستور إقامة الخلافه المزعومه والمتوهمه دونما النظر الى مصر وشعبها, فهو مطيّتهم الى يوم يبعثون.
ولكن أكثر ما أزعجها ــ وكانت تصرخ فى بعض الأحيان ــ هو تصرف الجماعه السلفيه من السلف الله أعلم الصالح أو الطالح متمثلةً فى أبو إسماعيل المحامى الأصل والذى أطلقوا عليه لقب الشيخ وروّجوا له لما له من بريق عند عوام الناس الذين يرون أن الشيوخ لا تكذب ولا ترتكب أخطاء بل وخطايا.  ثم ذلك التطور الأخير الذى ظهر وتجلى فيه كذب الشيخ، وأن أمَّه كانت أمريكيه الجنسيه.  رفض الشيخ فكرة التخلى عن الكذب والإعتراف بما علم ولو بعد ترشحه وتقديم أوراقه... ألم يتصل بأخته فى أمريكا ليستعلم منها عن حقيقة الأمر أم أنه إستكبر ولم يتصل.  أم انه اتصل ولم يصدق الأمر، أم انه يعيش فى غيبوبة المؤامره عليه وعلى التيار السلفى كله.  وما أثارها حقيقة هى قيام مؤيدى الشيخ بضرب السباب فى ميدان التحرير فقط لأنهم من المعارضين والمصدقين بأن أبو إسماعيل يكذب، ولأن الشيوخ لا تكذب ولأنهم خلفاء الله على الأرض بعدما أخذوا الوكاله من الله بضرب كل من يعارض الشيخ أو يدعى بأنه كاذب، بالإضافة الى تهديداتهم عبر المساجد بما سيلاقيه معارضيهم من عذاب فى الآخره والدنيا كمان.
ومن هنا بدأ السؤال ماذا لو ترشح عمر سليمان؟ هل سيكون الوحيد القادر على إعادتهم الى جحورهم مرة أخرى، ولا تقوم لهم قائمة بعدها أبداً وهل سيكون هو المخلص من سطوتهم بم يملك من خبرة مخابراتيه فى هذا المجال.  ولكن رأيى اننا نعيد إنتاج العصر الفائت القديم مرة أخرى بكل سلبياته... فقالت لا يوجد مرشح آخر قادر على الوقوف أمامهم، فإمّا يحكمون ونهلك نحن وإما يحكم فيهلكون ونحيا نحن ... هو القادر على محاربة خفافيش الظلام تلك والتى تريد أن تعيدنا الى الوراء أكثر من ألف سنه قليلا. فالإخوان يلعبون نفس الدور بالجانب الآخر من العمله والسلفيّون لا يرون شعباً بل يرون مجموعه من العُصاةِ يجب أن يُسْتتَابُوا جميعاً، هكذا ينظرون الى شعب مصر.
كانت منفعله لدرجه حاولت أن أهدئ من سخونة الحديث فذكرتها بأيام الثوره الجميله وما كانت ترسله من أدويه الى المستشفيات الميدانيه، وأن حبها العميق لأبناء وشعب مصر قالت " الناس ميستهلوش اللى بيتعمل فيهم ده، إحنا شعب طيب صدقنا العسكر وباعونا وصدقنا الإخوان وباعونا.. طَبْ نصدق مين بعد كده".
فما كان منى أن صََرَخت وقلت " الشعب ده مش هيرجع تانى لورا أبداً، ولن يقبل إنتاج النظام القديم مرةً أُخرى بكل جبروته وسطوته والتى لم تخدمه عندما ثار الشعب ولن يضحك عليه الإخوان والسلفيين بعد كده ... خلاص الأقنعه زالت عى الوجوه". سوف يتوحد المصريون الشرفاء وهم الأكثر فى مصر على مرشح واحد يمكنه انتشالهم من هذا البئر اللى إتزحلقوا فيه.
سوف يتوحدون على أبو الفتوح ومعه البسطويسي وصبّاحى والبرادعى مستشاراً لهم على قلب رجل واحد.
لن يكون الشعب طرفا فى الخناقه بين السفيين وعمر أو بين الشاطر وسليمان ، سينأى الشعب عن هذا اللغو وسيستمر فى دعم أبو الفتوح ومن معه ذلك لأن لهم جميعا أمل واحد " وطنٌ يسَعْ الجميع "