الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

وَحُورٌ عِينٌ طارق عبد الحميد



وَحُورٌ عِينٌ
طارق عبد الحميد
       أعلم اننى سأدخل فى ساحات مواجهه وسجالات صعبه مع أصحاب فكر أعتقد أنه ضال ومُضَلِلْ الى حد بعيد.. الفكر البدوى، القبلى، الذكورى، المريض، الذى لا يعير الأنثى أى إهتمام سوى الجنس والإستمتاع والمضاجعه فقط.  هذا المجتمع الذى تسود فيه نبرة ـ أن الإسلام أنصف المرأه، وجعلها مساوية له فى الحقوق والواجبات، فى الإيمان وعدمه، حتى فى العلاقات الماليه جعل لها ذمتها الماليه الخاصه بعيده عن الرجال ـ ومع هذا كله لم ينصفها الله ـ للأسف كما يدعون كذبا، وزوراً وبهتاناً فى الجزاء الأخير للإنسان، الدار الآخره  "الجنه"..
       فتسمع مثلا لأحاديث مثل " معظم أهل النار من النساء" وعندما تسأل لماذا؟.. يقولون لك أن الرسول شاهد الجنه والنار وأطلعه الله على أسرارها، وذلك يوم المعراج.. حيث رأى نساء معلقه من شعورها لأنها لم ترتدى الحجاب، وأخرى معلقه من ألسنتها لأنها إعتادت الغيبه والنميمه، وأخرى معلقة من ثدييها لأنها كانت تأكل منهما ـ والحره لا تأكل من ثدييهاـ " يمكن من ثدى واحد كفايه..
       أعلم أننى قد أتجاوز حدود الأدب ـ وسأتجاوزـ عندما أقول وما حال الرجل الذى يستخدم ما بين فخذيه .. اليس من العدل ان يُعلق من عضوه الذكرى، هذا الذى إستخدمه فى غير موضعه وزنا به، ام أن العقوبه على المرأه فقط .. وما علاقة ثدييها بالموضوع، أم أن إرضاع الكبير هو من الموضوعات المصرح بها فى فقهكم العفن..  والمعلقات من ألسنتهن للغيبه والنميمه، ولا نسمع عن رجل واحد معلق من لسانه لنفس السبب، وماذا عن من يرمون المحصنات بالزنا.. هل جزاء ذلك الجَلد ثمانين جلده فى الدنيا وكفى.
       ولكن الطامة الكبرى، فى تفسيرهم ورواياتهم عن حور العين، والتى ورد ذكرها بكتاب الله عز وجل.. وتفسيراته المَبْنيَّه على كل أمرض الشهوه الجنسيه لا غير.. وكأن الرجال لا عمل لهم فى الجنه إلا فض بكارة حور العين.. ويستندون فى ذلك الى أحديث مريضه ممزوجه بآيات من كتاب الله يفسرونها على هواهم.. وإليك أذكر جزء يسير مما قالوا فى هذا الشأن..
        وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ، قيل : يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟ قال : يُعطى قوة مائة " . رواه الترمذي ( 2536 )، وصححه ابن حبان    ( 16 / 413 ) ، والشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 8106).
        عن زيد بن أرقم قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع" رواه أحمد ( 18827 ) ، وصححه ابن حبان ( 16 / 443 ) ، والشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1627 )
                عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء .  يعني في الجنة )صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (367).
        هذا عن الحديث، وأترك للقارئ الذى يدرك جيدا كيف ينظر الى المقوله قبل النظر الى القائل، ولا يغرنك أن كل تلك الروايات منسوبة الى قول رسول الله(ص). إستخدم عقلك الذى وهبك الله إياه لتميز بين الأمور.
        ونأتى الى آيات الله، والتى بالقطع لا يمكن أن تكون باطله.. ولكن الباطل هنا هو تفسيراتهم التى فسروا به تلك الآيات .. وسأذكر لكم بعض الآيات وبعض ما فسروا به تلك الآيات..
وَحُورٌ عِينٌ 22 كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ  23  سورة الواقعة
         قال السعدي رحمه الله :" أي : ولهم حور عين، والحوراء : التي في عينها كحل وملاحة ، وحسن وبهاء ، والعِين : حسان الأعين وضخامها ، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها .( كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ) أي : كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي ، المستور عن الأعين والريح والشمس ، الذي يكون لونه من أحسن الألوان ، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه ، فكذلك الحور العين ، لا عيب فيهن بوجه ، بل هن كاملات الأوصاف ، جميلات النعوت . فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.
         كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ  58 سورة الرحمن
  قال الطبري رحمه الله :" قال ابن زيد في قوله ( كأنهن الياقوت والمرجان ) كأنهن الياقوت في الصفاء , والمرجان في البياض ، الصفاء صفاء الياقوتة ، والبياض بياض اللؤلؤ.
 إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً 35 فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا 36 عُرُبًا أَتْرَابًا 37 سورة الواقعة
قال إبن كثير: " قوله ( عُرُباً ) : قال سعيد بن جبير عن ابن عباس يعني : متحببات إلى أزواجهن ، وعن ابن عباس : العُرُب هم العواشق لأزواجهن , وأزواجهن لهن عاشقون. وقوله ( أَتْرَابا ) قال الضحاك عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة. وقال السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق المتواخيات بينهن ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر متعاديات.. والكلام ده فى الجنه خللى بالك  وقال الحافظ ابن حجر :عن مجاهد في قوله ( عُرُباً أتراباً ) قال : هي المحببة إلى زوجها.
ونرى التفسير الجنسى بوضوح فى تفسيرات الأقدمين.
   فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ 70  سورة الرحمن
قال ابن القيم :ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 25 سورة البقرة
قال ابن القيم :ووصفهن بالطهارة فقال : ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم.

يا مثبت العقل والدين "أزواج مطهره لا تعنى إلا أنهم بلا حيض ولا يؤذين أزواجهن ، ولماذا ستعرفون فيما بعد أن الحماع يستمر سبعين سنه فى المره الواحده فكيف يكون هناك حيض إذاً.
 فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ 56 سورة الرحمن
حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ  72 سورة الرحمن
        قال ابن القيم :ووصفهن بأنهن (مقصورات في الخيام ) أي : ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم ، وقَصَرْنَ عليهم فلا يردن سواهم ، ووصفهن سبحانه بأنهن ( قاصرات الطرف ) وهذه الصفة أكمل من الأولى ، فالمرأة منهن قد قصرت طرفها على زوجها من محبتها له ورضاها به فلا يتجاوز طرفها عنه إلى غيره.
أى لغو هذا يا ساده، هل هذا هو دين الإسلام، هل تلك المعانى هى ما يقصده الله ويرسله لنا فى كتابه المبين .. هل يمكن لأحد فى الجنه ـ دار الجزاء، الدار الآخره أن يفكر حتى مجرد التفكير فى معصية الله,, ألم يقل الله " لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا"..
        من أين تأتون بدينكم هذا يا مشايخ العصر والأوان، يا مشايخ القرن الواحد والعشرين؟.. أم أنكم لا تؤمنون بالمستقبل .. فقط الماضى والماضى البعيد من ألف سنه وأكثر..
ألا عمل للرجل فى الجنه إلا جماع حور العين فقط .. لا شئ آخر .. وهل اليوم فى الجنه 24 ساعه أيضاً أم ماذا؟ وهل اللقاء الحميمى بين الذكر والأنثى الذى سيستمر 70 سنه فى الجماع الواحد كما تدّعون سيكون مصيره ماذا؟ هل سننجب فى الجنه ذريه جديده أم أن معاناتنا سبعين سنه ستضيع هباءً.
        وما ذنب المرأه فى أن يضاجعها الرجل سبعون سنه متصله بلا إنقطاع أو توقف، ما هذا اللغو الذى تدعون..
        أما يكفيكم حال الأمه الآن من تخلف فكرى وحضارى بسبب كل تلك الموروثات الفولكلوريه الشاذه جنسياً التى جعلتموها دينا، والتى تَعِدُون به إنتحارييكم والمغيبة عقولهم بأن هذا هو ما وعدهم الله به وفى إنتظارهم لحظة موتهم.. ستصطف حور العين لإستقبالهم..  هل العمليات الإنتحاريه والإنتحارى مصيره سيكون بين يدى 72 حور عين لكل منها 20 وصيفه على نفس درجة جمالها، وهن مخلوقات لإرضاء "الإنتحاريين"فقط ــ آسف أقصد الشهداء كما تدعون ــ وما دورهم إلا لإرضاء شهواتهم وكل مضاجعه مدتها سبعون عاماً..
 يعنى بالبلدى كده 70سنهX   72حور عين =5040 سنه مضاجعه فى الجنه، ثم نبدأ من جديد ..
ده إسمه كلام يا ناس ..
        قد أكون تجاوزت، بل تجاوزت بالفعل حدود اللياقه والأدب، ولكن الموضوع مستفز جداً، وكان يجب أن يكون كلامى هذا صادماً لعلكم تحكمون العقل لا النقل فيما تسمعون.