الأربعاء، 5 مارس 2014

عنوان الثوره.. الحريه





خلاف دائر بين المنظرين والناس وقد يمتد الى العالم أجمع.  فيقول الناس أن 25يناير هى ثورة الشعب المصري ضد الظلم والإستبداد ويقول آخرون أن 30يونيو هى الثوره ضد حكم الإسلاميين وحكم المرشد.. هذا بما بينهما من إنتفاضات وإعتصامات ضد حكم العسكر أحيناً.
وفى حقيقة الأمر من وجهة نظرى المتواضعه أن الثوره قامت وإندلعت أساساً ضد حكم الجماعه وحكم الفرد.  ولا أقصد 30يونيو وحدها بل 25يناير أيضاً, فمبارك كان يحكم مصر من خلال جماعته ـ ولا أقصد زوجته ـ بل جماعة المصالح والأهواء التى حكمت مصر والتى كان هو حاميها الأول.  30يونيو كذلك، كانت ثوره ضد حكم الفرد وإن إختلف هذا الفرد سواء كان مرسى أم المرشد وبالتالى حكم الجماعه سواء أسميناها الإخوان أو أبناء مبارك.  فالإثنين سواء بالنسبة لى وللبعض على الأقل.
ولأن الشعب عرف معنى الحريه التى ثار من أجلها, وعرف معنانى عدم الخوف من أى ظالم أو مناور أو أفاق، مهما كان جبروته ومهما كانت قوته.  وعندما شعر بأن حريته ستنتزع منه مره بإسم الإستقرار وأخرى بإسم "بالدين" علما بأن الدين منه براء، لن يقبل أن تُنتزع حريته تحت أى مسمى آخر مهما مان هذا المسمى.
أنا لست بصدد تقييم جماعة الإخوان أو جماعة مبارك.. فالإثنان عندى سواء، وما كانوا إلا كارهين هذا الوطن ونهب ومقدراته.  ولكنى أحاول إستشراف المستقبل الذى يطوق اليه كل مصرى حر يعيش على أرض هذا الوطن.. وأكرر الوطن الذى لا يعرفه الكثيرون.  شباب مصر الذى وجد فى الحريه والعداله والكرامه ملاذا يحتمى به من كل جبار أثيم وكل مجرم عتيد وكل أفاك ضرير لا يشعر إلا بنفسه فقط.  لن يقبل الشباب بغير تلك المُثل العليا التى سعى وسيسعى إليها مجدداً.
وأعتقد أن من سيتصدرون المشهد لإداره البلاد ــ وأكرر إداره البلاد ليس قيادة البلاد ــ فنحن لا نريد قائدا ولا زعيما بل نريد مديراً يدير البلاد والعباد الى ما هو لصالح الأمه المصريه.. ولن يستطيع أن يحكم أو يدير البلاد أحد من الآن بالحديد والنار.
فالحريه طريق للعداله والعداله طريق للكرامه الإنسانيه وللعداله الإجتماعيه.
ومما سبق يظهر بوضوح وجلاء أن 25 و 30 هما ثورة واحده ضد كل من أراد أن ينتزع الحريه والعداله والكرامه.
بقلم/ طارق عبد الحميد.