الجمعة، 13 سبتمبر 2013

قبل أن يطيح بكم قطار الثوره ...... طارق عبد الحميد





قبل أن يطيح بكم قطار الثوره
طارق عبد الحميد
يشعر الإنسان باحتياجه لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المُشْبَعَة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.
تتدرج الاحتياجات في هرم يبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات.
الحاجات غير المشبَعَة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاماً نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط.
وقد تصل الدفاعات الى أكثر من ذلك منها على سبيل المثال لا الحصر.. العدوان و الإزاحة، التعويض. السلبية،  الاحتواء الإسقاط ، أحلام اليقظة، التفكيك والعزله التحويل و التبرير. الانسحاب و الإنكار. وكل هذا واضح فى حياتنا اليوميه.
وتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي، ويتكون هذا الهرم من:
  • الاحتياجات الفسيولوجية والأمان
  • الاحتياجات الاجتماعية والحاجة للتقدير
  • الحاجة لتحقيق الذات

أولا : الاحتياجات الفسيولوجية والأمان والمتمثله فى : الحاجة إلى الـطعام والماء والمسكن والملبس والجنس والنوم.. أما الأمان والمتمثله على سبيل المثال فى:-  السلامة الجسدية من العنف والاعتداء، التعلم والأمن الصحى والأمن الأسرى والأمن المعنوى وكذلك أمن الممتلكات الشخصيه للناس.بالإضافه الى الأمن الوظيفى.. بإختصار لكل ما سبق العيش والكرامه والعداله.
ثانياً : الاحتياجات الاجتماعية والحاجة للتقدير
بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية والأمان، تظهر الطبقة الثانيه وهي الاحتياجات الاجتماعية، وتشمل:  العلاقات سواء العاطفية والأسريه وإكتساب الأصدقاء( الحب والإنتماء).   والبشر عموماً يشعرون بالحاجة إلى الانتماء والقبول، سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة (كالنوادي ، والمنظمات المهنية، والفرق الرياضية، أو الصلات الاجتماعية الصغيرة (كالأسرة والشركاء الحميمين، والزملاء المقربين)، والحاجة إلى الحب (سواء الجنسي وغير الجنسي) من الآخرين، وفي غياب هذه العناصر الكثير من الناس يصبحون عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب. ويمكن أن يصل الى العنف والعدوان.
وحاجة الإنسان للتقدير، يتم فيها التركيز على حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.
وثالثا : الحاجة لتحقيق الذات
وفيها يحاول الفرد تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
تلك المطالب النفسيه الإجتماعيه المشروعه كانت ولا تزال هدف ثورات 25 يناير و30 يونيو وما بعدها.. وما على الدستور الذى يتم وضعه الآن إلا أن يحقق تلك الرغبات الإنسانيه لشعب مصر..

وبالمناسبه، هذا الموضوع ليس جديداً على العلم والعلماء، فقد كان للمبدع إبراهام ماسلو( ولد فى 1 ابريل 1908 .. وتوفى 8 يونيو 1970 ) أن رسم هرم الإحتياجات بدقه كبيره، وكان ذلك فى أربعينات القرن الماضى، وأعتقد أن العالم الغربى الذى إستفاد ن تلك النظريه يعيش أفضل من العالم الثالث الذى إما لم يقرأ عن النظريه، أو تجاهلها تماماً فى نظمه ودساتيره ويمكن قوانينه..
فلا يمكن لشعب أن ينتج ويتقدم إلا إذا أكمل وإكتملت المرحله الأولى من إحتياجاته، أما إذا إستعذبنا وإستبحنا عناده والضحك عليه بالمسكنات التى تضر أكثر مما تفيد، فسينتهى بنا الحال إماً لإدمان المخدرات وحبوب السُطل والهلوسه، أو إدمان الدين الذى مارسته علينا جماعات النصب الدينى الممتده شرقاً وغرباً بطول البلاد وعرضها، وإستعراض دينهم الذى كتبوه بأيديهم ليعدوا الناس بالجنه، وما كان من الغلابه والجهلاء وأنصاف المتعلمين إلا أن صدقوهم، لأنهم لم يروا عكس ذلك من غيرهم.. وأخص بالذكر مدعى الليبراليه والثوريه والديمقراطيه، والذين ما زالوا يلعبون نفس اللعبه بنفس الأدوات ولم يملوا..
إصحوا قبل أن يطيح بكم قطار الثوره كما أطاح بمن قبلِكم..