الخميس، 29 نوفمبر 2012

كلام كبير لشعب عريق طارق عبد الحميد

كلام كبير
 لشعب عريق

طارق عبد الحميد
ثورات الربيع العربى، وما أدراك ما ثورات الربيع العربى والتى إتخذ منها الإسلاميين منصه للإنطلاق، وانتظر العالم مرحلة الإنطلاق، يرصد ويحلل بحذر ليتبين حقيقة الإجابه على السؤال الذى ظل يدور فى الأفق، ماذا لو حكم الإسلاميون؟ ماذا سيفعلون، وما نتائج ما يفعلون؟.. هل الإسلام هو الحل حقيقه؟ أم أنه وهم كاذب يدعيه عاشقى السلطه والسلطان.. الجاه والمال معاً .. القوه والغطرسه.. وكل ذلك بإسم الدين.
نعم، ينظر العالم الى تلك التجربه وينتظر نتائجها، ويدرس ويحلل تلك الظاهره السياسيه الجديده القديمه التى تتخذ من الدين مطيّه يركبون بها على ظهور شعوبهم، هل تنتج خيراً أم نتتج ديكتاتوريه فاشيه إستبداديه إستمرت لأكثر من الف عام .. مُلك عضوض، قتل وسحل وسجن معارضى الدوله أياً كانت تلك الدوله، الأمويه أو العباسيه أو الفاطميه حتى الدوله الأيوبيه لم تسلم من هذا النهج الفاشى السادى المتآمر على كل لون وشكل .. وإقرأوا التاريخ يا ساده يا دكاتره يا أساتذه.
نعم، العالم ينظر وينتظر، ونحن نعيش التجربه وننتظر أيضاً، أما العالم العربى وحكامه فهم فى رعب بيّن واضح جلى من الربيع العربى لأنه يقض عروشهم وملكهم العضوض أيضاً ... ويعرفون أيضاً حقيقة المتأسلمون والمتأرجحون على أُرجيحة الدين، ليس لكراهتهم للدين، أبداً، ولكن يعلمون الى أى منقلب سينقلبون إذا ما وصل الإخوان والسلفيين كما يطلقون علي أنفسهم ونجحوا فى السيطره والهيمنه على شعوبهم.. وأقصد بالذات وبالتحديد مصر وتونس.
نعم، لم ينتظر الإخوان كثيراً أن يشعلوا بوادر الثورات الأخرى فى المنطقه، سوريا مثلا والأردن الآن، ايادى الإخوان تتحسس الطريق أقصد فى الأردن، أما فى سوريا فحدث ولا حرج، إخوان يضربون علويين وسلفيين يقتلون دروز وبالبلدى كده  "القتل على الكيف وعلى كل لون يا بطسته" لم يفكر أيا منهم بأنهم يقتلون شعبهم، يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق، ولكنهم دائما يصرون أنهم الحق ولا شئ غير الحق.
وفى مصر والأحداث تتوالى سلفيون يدعون الأمه إلى الإسلام وكأننا مجوس، منهم من يأمر بتغطية وجوه التماثيل بالشمع لأنها أصنام ويخشى علينا فى القرن الواحد والعشرين أن نعيد عبادة الأصنام" الأوثان " ومنهم من يدعى أن تطبيق الشريعه يأتى تدريجياً ومنهم من يؤكد على هدم أبو الهول والهرم... أما الإخوان فهم فى واد آخر، الدين والمال معاً، لا شئ يمنع طالما أنه مال حلال وليس ربا، لأن الربا حرام، آه حرام وهم لا يأكلون الحرام.
العالم ينظر وينتظر، هل الإسلام دين ودوله كما يدعون؟ هل يستقيم الأمر كما يأملون؟ هل الإسلام الوسطى أفضل من نظيره المتشدد؟.  وماذا لو نجح الإسلاميون فى إدارة دوله بحجم مصر وتونس وسوريا والأردن وباقى المنطقه العربيه من النهر الى البحر.  ينتظرون وينظرون ويحللون ويدرسون، ولكن المشهد يبدوا وكأن الضباب بدأ ينقشع عنه، وبدت شمس الحقيقه فى الظهور من خلف السحب والدخان، أهل البلاد أصبحوا يدركون أن اللعب بالدين كاللعب بالنار، وهؤلاء المهرجون المتلونون والمتحزلقون يسيؤن للدين أكثر مما يحسنون له.  وظهرت الحقيقه لكل من له قلب ينبض وعقل يعى وضمير حى... إنتفضت مصر وتونس ضد الإخوان، وإن زاد المشهد سخونه، نار تأكل مقار الإخوان وكأنهم يرجمون الشيطان وبدلا من الحصى بكرات اللهب" المولوتوف" للأسف.  لم يستفد أحد ممن يحكمون الآن من دروس التاريخ ولا حتى الجغرافيا ولا الديموغرافيا، فى مصر رفع المصريون شعار مصر ليست للبيع، نعم رفعوا هذا الشعار.. ألم يهتف المصريون فى مظاهراتهم " بيع بيع بيع .. الثوره يا بديع"    ألم تكن تلك إحدى الشعارات والهتافات.  

لم تكن قرارات الإخوان الأخيره إلا محاوله لتأسيس مُلك عضوض كما هو الحال فى تاريخ كل من حكم بإسم الإسلام، وما كان من صاحبه وتابعه" قفه" ــ على غرار المسرحيه الشهيره لألفريد فرج رحمه الله أى والله رحمه الله المعروفه بإسم ( على جناح التبريزى وتابعه قفه ) ــ  التيار الآخر إلا وأن ناصره وتشبكت مصالحهما معاً تشابك خيوط العنكبوت التى لا تستطيع أن تفصلها عن بعضها إلا بقطعها وتمزيقها تماما.  وهذا هو المشهد الآن، ليس فى مصر وحدها ولكن فى تونس أيضاً، إحتجاجات ضد سياسة الإخوان وحزب النهضه التونسى ... وبدأ يظهر الفكر المتعارف عليه بالإسلام السياسى غريباً فى بلده... ملايين يتظاهرون ثم يقول الإخوان وتابعيهم " لأ لأ دى قله مندسه" وطبعا الكل عارف هى مندسه فين.

الحقيقه الغائبه عن أذهانهم وأقصد الإخوان والحركه الوهابيه السلفيه فى مصر أن الله لم يأمر حاكم أيا كان إلا أن يحكم بالعدل .. وأن العدل ليس فى الإسلام فقط بل فى أساس البشريه كلها خلق الله العدل كخلقه لأحاسيس أخرى كالكراهيه والإيثار والعزه والنخوه ... فالعدل أساس الملك .... أما التمسح بالدين والشريعه وأمر الله الذى أمر به العالمين كافه ولم يأمركم أنتم فقط يا مسيلمات العصر والأوان " على وزن مسيلمه الكذاب" أن تتمسحوا فى الدين وبالدين، تحكمون وتستبدون وتأمرون وتنهون كما يحلوا لكم، ومتى يحلوا لكم، وأينما يحلوا لكم.
نعم، ظهرت نواياكم الإستبداديه للشعب أسرع مما كنا نتصور، والحمد لله على هذا حمداً كثيراً، ظهرتم على حقيقتكم أسرع مما تنخيل، ظهر حبكم للتملك والسيطره، ظهرت الغطرسه بأبشع صورها، ظهرت اللحى وكأنها قنابل موقوته أو أحزمة ناسفه فى وجه معارضيها، ظهرت أشكالكم فى أنصر أخاك ظالما أو ظالماً،نعم ظالماً أو ظالماً، المهم أنصر أخاك وخلاص. أما هذا الشعب الأمين فلا حاجة لكم به، اللى مش عاجبه يهاجر.. المسيحى يدفع الجزيه ورجله فوق رقبته، ومش عاجبه يرحل... ولكن شعب هذا البلد الأمين قال كلمته " الشعب يريد إسقاط النظام"... ولكن هل تعلمون حقيقة القول ... إسقاط النظام يعنى إسقاط هذا الفكر المتعجرف المتغطرس المتعالى القمعى البغيض .... الفكر الذى إتخذ من كتاب الله شعاراً ولم يعمل به أبداً ...
أنتم يا من تدّعون الإسلام الصحيح، إعلموا أن الله يأمركم بالعدل والإحسان ... ألا تقولون هذا فى كل جمعه أليس تلك المقوله شعاراً عاما فى كل يوم جمعه ... أين العدل والإحسان هذا الذى تتحدثون عنه.. ألم تسمعوا " كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" الم تعوا بعد أن المقدمات الخاطئه ستؤدى بالقطع الى نتائج خاطئه بل كارثيه أحيانا.
نعم، تلك هى الحقيقه الغائبه عن عقولكم إن كان لكم عقول.. وأقول لكم إتقوا الله يا أولى الألباب .. وإن كنت أعلم أنه لا لب لكم.. فأنتم تتشبهون بهذا .. شيخكم هذا ...