الأربعاء، 22 أبريل 2015

إسلام الله لا إسلام البشر-2- أكذوبة الجزيه لـ / عدنان الرفاعى




إسلام الله
لا إسلام البشر-2-
أكذوبة الجزيه لـ / عدنان الرفاعى

تلخيص/ طارق عبد الحميد
عندما يكون البحث عن حقيقة مراد الله فى كتابه العزيز، يجب أن يكون هذا البحث من داخل الكتاب لا من خارجه.. وهذا ما قام به عدنان الرفاعى بالضبط، لم ينظر الى خارج دفتى الكتاب، ولهذا وصل إلى نتائج مذهله فى مسائل عديده سنعرض فى هذا المقال اليوم ما وصل له فى موضوع "الجزيه" المختلف عليها..
الجزيه كما فسرها الأقدمون هى نوع من الضرائب مفروضه على غير المسلمين، ويأخذها المسلمون عنوه من البلاد التى يفتحوها أو بمعنى أصح يحتلوها.  ولما كان هذا على غير حقيقته فى كتاب الله، قدم لنا المهندس/ عدنان الرفاعى بحثاً قيما فى هذا الموضوع.. وإليكم ملخصا لهذا البحث..
يبدأ عدنان البحث بكلمات لها دلالتها الهامه عن خالق السماوات والأرض فيقول:- " الظلم أمرٌ يتناقض مع منهج الله تعالى، لأنَّ منهج الله تعالى نور، والظلم ظلام .. والظلام ليس إلاَّ مجرّد دليلٍ على عدم وجود النور.  ويتجلّى الظلم بأبشع صوره حينما يمارسه الظالم تحت مظلة منهج الله تعالى، ناسباً ظلمه لله تعالى ومنهجه هذا ما نراه في مسائل تكفير الآخرين وقتلهم لأنهم آخرون ، وفي فرض الجزية ( حسب المفهوم التاريخي ) عليهم نتيجة عدم اعتناقهم للإسلام .."
ويضيف عدنان الرفاعى فيقول " والآية الكريمة التي يحتجون بها في الجزية بمفهومها التاريخي هي ..)قَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ ۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡڪِتَـٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٍ۬ وَهُمۡ صَـٰغِرُونَ [التوبة : 29]..
وبدأ فى تعريف معنى قاتلوا الوارده فى أول الآيه فقال " كون هذه الآية الكريمة تبدأ بكلمة : قَـٰتِلُواْ.. دلالات الجذر اللغوي (ق ، ت ، ل ) في كتاب الله تعالى تدور في إطار محاولة القاتِل بإخراج المقاتَل من ساحة وجودِه، إخراجاً نهائيّاً، فالقتل يحمل – ممّا يحمل من معنى – مفهوم إخراج المقتول من عالم الدنيا، بمعنى هو استعمال وسيلة لإنهاء حياة إنسان، بحيث لا يعود إلى حياته الدنيا بعد قتله أبداً، ولذلك نرى أنَّ القتل يُعطَف على الموت .. وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنً۬ا‌ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٲزِقِينَ  [الحج : 58]
ثم يوضح الكاتب أن مفهوم القتل وفق أمرين فى كتاب الله..
 الأمر الأول هو القتل الحسى الذى نعرفه جميعاً وينتهى بالموت مستدلا على ذلك بقوله تعالى فى محكم تنزيله " ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقً۬ا مِّنكُم مِّن دِيَـٰرِهِمۡ تَظَـٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٲنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَـٰرَىٰ تُفَـٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡڪُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡ‌ۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٍ۬‌ۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٲلِكَ مِنڪُمۡ إِلَّا خِزۡىٌ۬ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا‌ۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِ‌ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ [البقرة : 85]
والأمر الثانى هو القتل بمعناه المعنوى تعني أيضاً الجهاد بالكلمة والحجّة والبرهان لإخراج الآخرين من حالة الظلام التي يغرقون فيها إلى حالة النور.. ودليله فى ذلك قول المولى عز وجل " وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِ‌ۖ ذَٲلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٲهِهِمۡ‌ۖ يُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ مِن قَبۡلُ‌ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ‌ۚ أَنَّىٰ يُؤۡفَڪُونَ [التوبة : 30] فلا يمكن لعاقل أن يتخيل العبارة القرآنيّة ) قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ‌( أنّها تعني حَمْلَ الله تعالى لسيفٍ يقاتل هؤلاء فيه في معركة حسيّة.
        .... وَقَـٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِڪِينَ كَآفَّةً۬ ڪَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمۡ ڪَآفَّةً۬‌ۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ(  [ التوبة : 36 ] فلا يمكن إعتبار قتال المشركين كافه هو قتلهم وإزهاق أرواحهم كما إدعى الآخرون..
ويضيف عدنان الرفاعى مفاجأته الثانيه فى الآيه ويقول " وفي هذه الآيةِ الكريمةِ نرى ورودَ عبارةِ ( ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡڪِتَـٰبَ ( ، دون عبارةِ ) أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ) .. فعبارة  أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مُصطلحٌ قرآنيٌّ خاصٌّ بمتّبعي رسالتي موسى وعيسى عليهما السلام .. بينما المصطلحُ القرآنيُّ ) ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ ( يشملُ أهلَ الكتاب والمسلمين ، وذلك حَسبَ السياقِ القرآنيِّ المُحيطِ بهذه العبارة .. وفي العباراتِ القرآنيّةِ التاليةِ دليلٌ على ذلك .. وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِڪُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذً۬ى كَثِيرً۬ا‌ۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٲلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ[آل عمران : 186]
وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِڪُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ‌ۚ [ النساء : 131 ] فورود كلمة من قبلكم دليل على أن المسلمين من الذين أوتوا الكتاب، أى أنها تشملنا وتشملهم.. فكيف يمكن أن تكون الجزيه على المسلمين أيضاً كما أمرنا الله ولكن المفسرون قصروها على اليهود والنصارى..ويضيف الكاتب " وهذا ينفي تماماً مفهومَ الجزيةَ بمعنى دفع الأموالِ بدلاً عن اعتناقِ الدين ، أي بمعنى الخيارِ الآخر لاعتناقِ الإسلام.
وبهذا يصل الكاتب والمفكر عدنان الرفاعى إلى أن مفهوم الجزيه التاريخى الهمجى البربرى، الذى كانت تعتمد عليه الإمبراطوريات السابقه كالبيزنطيين، والرومان ولبسوها لدين الله وكتابه عنوه أغلب المفسرين ورواة السيره هى أكذوبه على الله وعلى كتابه وعلى دينه.
للمزيد ....