السبت، 30 مايو 2015

إسلام الله لا إسلام البشر 6/1 قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى... أكذوبة الناسخ والمنسوخ




إسلام الله
 لا إسلام البشر
6/1

قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى...

أكذوبة الناسخ والمنسوخ 

عرض يقدمه / طارق عبد الحميد

لعل من أكير، وأخطر، وأفظع ما تم تلبيسه على الله، وعلى كتابه المنَّزَل والمُنْزَل، هى مسألة الناسخ والمنسوخ.. وقد حفزنى صديقى ياسر أن ألخص ما كتبه باحثنا الكبير المهندس عدنان الرفاعى فى هذا الموضوع...
ولا أخفيكم سراً، أن أول مره أطرد فى حياتى ــ وللأسف أو لحسن الحظ لم تكن الأخيره ــ من محاضره كانت أحضرها أثناء دراستى بجامعة الأزهر كانت بسبب موضوع الناسخ والمنسوخ.. وكنت لا أتجاوز التاسعه عشر من عمرى حين قال الشيخ المحاضر أن الآيه التى أمامنا نسخت الآيه التى سبق وأن تحدثنا عنها، وكانتا فى آيات الخمر... فما كان منى أن قلت نصاً : "آه انا فهمت، يعنى ربنا رجع فى كلامه.. وقال خذوا الآيه دى بدلا من الآيه دى" ... وكان رد فعل الشيخ المحاضر عنيفاً وقال .. " بره يا فاسق يا إبن ...... " . وإستمر الموضوع يؤرقنى حتى وجدت ضالتى فيما قاله المهندس/ عدنان فى برنامجه المعجزه الكبرى مع الإعلامى علاء بسيونى...
وإليكم ملخصا لما كتبه هذا الباحث الجليل فى هذا الموضوع (الناسخ والمنسوخ)
يبدأ الأستاذ عدنان الرفاعى دراسته فيقول " لقد دَخَلَتْ مسألةُ الناسِخِ والمنسوخِ إلى الفكرِ الإسلاميِّ، بعدَ وفاةِ الرسولِ  بفترةٍ ليستْ قليلةً نسبيّاً ، ولكنّها معَ الزمنِ، ومع اتّباعِ منهجِ التقليدِ الذي غَرِقَ به الكثيرون من مفسّري القرآنِ الكريم ، ومن مؤطِّري أساسيّاتِ الفكرِ الإسلاميِّ ، والفقهِ الإسلاميِّ ، بدأتْ هذه المسألةُ تأخُذُ إطاراً مقدّساً، هو في حقيقتِهِ تاريخٌ حلَّ مع الزمنِ مكانَ دلالاتِ كتابِ اللهِ تعالى ..
ورسولُ اللهِ ص لم يُحدّدْ أبداً هذه المسألةَ ... والدارسُ بتجرّدِ الواعي لما يقرأ، يَستنبطُ هذه الحقيقةَ ، من خِلافاتِ المفسّرين والفقهاءِ حولَ تحديدِ الآياتِ الناسِخةِ من المنسوخَةِ .. فالإجماعُ المزعومُ في مسألةِِ الناسِخِ والمنسوخِ ، هو شبهُ إجماعٍ ، وصوريٌّ، حيث تتكشّفُ هذه الحقيقةُ حينما نرى أنّ الآيةَ المنسوخَةَ عند أحدِهِم ناسخةٌ عندَ الآخر، وليستْ ناسخةً ولا منسوخَةً عندَ الثالث.
ولمن لا يعرف معنى الناسخ والمنسوخ فقد بين الكاتب هذا الموضوع فى دراسته حيث قال" إنّ النسخَ كما توهّموه هو – باختصارٍ شديد – إزالةُ حُكْمٍ أمَرَ اللهُ تعالى به (الحُكْم المنسوخ ) ، بحكمٍ آخر بدلاً منه ( الحُكْم الناسِخ ) ، أي إلغاءُ الحُكْمِ المنسوخِ ... وقد صنّفوا الناسِخَ والمنسوخَ على ثلاثةِ أضرب :
·       ما نُسِخَ حُكمُهُ وخطُّهُ ، فقالوا – على سبيلِ المثالِ – أُنزِلَتْ سورةٌ تعدلُ سورةَ التوبةِ ثمّ نُسِخَت.
·       ما نُسِخ خطُّهُ وبقيَ حُكْمُهُ ، فقالوا – على سبيلِ المثالِ – أُنزلت آيةُ الرجمِ ثمّ نُسِخَ خطُّها ، وبقيَ حُكْمُها ، وقد استدلّوا على ذلك ببعضِ الأحاديث ، نختارُ منها الحديثَ التالي في موطّأ مالك (( والذي نفسي بيده لولا أن يقولَ الناسُ زاد عُمَرُ بن الخطّابِ في كتابِ اللهِ تعالى لكتبتها ، الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما البتّة ، فإنّا قد قرأناها ))
·       ما نُسِخَ حُكْمُهُ وبقيَ خطُّهُ ، وهو آياتٌ كثيرةٌ نتلوها في كتابِ اللهِ تعالى، فهموها فهماً خاطئاً متناقضاً مع آياتٍ أُخرى، فزعموا نَسْخَها
وذهبوا أيضاً إلى أنّ حديثَ الآحادِ يمكنُهُ نسخَ حُكْمِ النصِّ القرآنيِّ ، وقد قالوا – على سبيلِ المثالِ – إنّ الحديثَ التالي الواردَ في سُننِ الترمذي : ( إنّ الله قد أعطى لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه فلا وصيّة لوارث)، ينسَخُ حُكْمَ الآيةِ الكريمةِ .. (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) ( البقرة :180 ) .. كيف يمكن لعاقل راشد بالغ أن يقبل نسخ وإلغاء حكم من أحكام الله بحديث قد يكون ملفقاً على رسول الله (ص).. أى فكر ملوث هذا الذى يدعون..
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل زادوا عليه بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان، مثل ذلك حكم الرجم للزانى المحصن وقالوا فيما قالوا أن من النسخ ــ ما نُسِخَ خطه وبقى حكمه ــ وإستدلوا بذلك بإدعائهم أن هناك آيات قد نزلت على رسول الله وأكلتها دابة الأرض فى  الحديثَ التالي في موطّأ مالك ( والذي نفسي بيده لولا أن يقولَ الناسُ زاد عُمَرُ بن الخطّابِ في كتابِ اللهِ تعالى لكتبتها ، الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما البتّة ، فإنّا قد قرأناها ) ..
يشير الحديث الى قول عمر بن الخطاب ــ رضى الله عنه ــ أنه روى ما تقدم، وأن هذه الكلمات توجب رجم المحصن أى المتزوج.  ولم ينتبهوا أو يقدروا خطورة ما ذهبوا إليه، فى أن القرآن جاء ناقصاً على هذا النحو لأنهم لم يكتبوا هذه الآيه كما يدعون..
ويقول عدنان الرفاعى فى هذا الشأن :- " الضربُ الأوّلُ ( ما نُسِخَ خطُّهُ وحكمُهُ ) ، والضربُ الثاني ( ما نُسِخَ خطُّهُ وبقي حُكمُهُ ) ، يقتضيان أنّ القرآنَ الكريمَ الذي أُنزِلَ دفعةً واحدةً من اللوحِ المحفوظِ إلى السماءِ الدنيا .. ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  ) ( القدر : 1 ) ، والذي – هو ذاتُهُ دون زيادةٍ أو نقصان – نَزَلَ على الرسولِ ص على مدارِ ( 23 ) عاماً ، أكبرُ حجماً من القرآنِ الموجودِ بين أيدينا .. وفي ذلك قفزٌ فوقَ حقيقةِ القرآنِ الكريمِ المصوغِ صياغةً مطلقةً ، بحيث يقتضي حذفُ حرفٍ منها ، أو زيادةُ حرفٍ ، أو تبديلُ حرفٍ بحرفٍ ، الخروجَ على هذا الإطلاق .. والحديثُ الذي يحتجّون به ( حديث الرجم ) ، لا يمكنُ أنْ يكونَ نصّاً قرآنيّاً ولا بأيِّ شكلٍ من الأشكال ، بدليلِ قولِ عُمَر رضي الله تعالى عنه ( لولا أن يقولَ الناسُ زاد عُمَرُ بن الخطّابِ في كتابِ اللهِ لكتبتها ) ، فلو كانتْ من كتابِ اللهِ تعالى لما خافَ عُمَر رضي اللهُ تعالى عنه من كتابتِها، فما منعَهُ من كتابتِها هو أنّها ليستْ من كتابِ اللهِ تعالى ..حيث إنّ كلمةَ شيخٍ تعني مرحلةً من العُمرِ ، بينما الذي يُرجَمُ هو المُحصَن.

ونتابع غدا إن شاء الله