الخميس، 19 فبراير 2015

عارٌ علينا غَسْل التُراثْ >>>> طارق عبد الحميد





عارٌ علينا غَسْل التُراثْ

طارق عبد الحميد


يتجه البعض الآن ممن يحاولون تبرئة فقهاء المسلمين القدماء، وتنقيتهم مما أفاءوا علينا من أحكامهم الفقهيه الملوثه بالدماء، وما فى تلك الأحكام من مخالفه صريحه واضحه وضوح الشمس لكتاب الله المنزل على البشريه جمعاء..
هذا الإنكار قد تكون له مبرراته لمن ينكرون أن هؤلاء كتبوا ما كتبوا، ونقله إلينا أتباعهم ومريديهم ومطبليهم ومزمريهم على مدار قرون سبقت، وسوف يطبل المطبلون ويصدح مشايخ العصر والأوان بما قاله السلف وما أقروه من أحكام على هذه الأمه التى ضحكت من جهلها الأمم..
الإنكار ومحاولة غسل ثوب هؤلاء الأئمه والفقهاء لن يجدى الآن، ولا داعى منه الآن، فما حدث قد حدث.. حتى وإن لم تجدوا بخط يد البخارى أو مسلم أو أحمد أو الشافعى ما يدل على أنهم كتبوا ما كتبوا، او لم يكتبوا ما أشيع عنهم أنهم كتبوه.. فإن لم يكونوا كتبوا كل هذا الفقه والأحكام والخرافات التى تخالف نصوص القرآن مخالفه صحيحه.. لماذا لم تظهر وثيقه واحده، نصف وثيقه تقول شئ آخر؟ .. لماذا لم يظهر فصلا واحدا فى كتاب البخارى مثلا يقول لنا أن البخارى الذى جمع الصحيح من أحاديث الرسول يوضح لنا أنه غير مقتنع بمتون تلك الأحاديث؟ .. لماذا تستمر كتباً مثل "الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع" يتم تدريسها فى مدارسنا وجامعاتنا الإسلاميه على أنها من أصول الدين الإسلامى..
أتعرفون لماذا يا ساده، لأن كل من أمتهن الدين ليحقق منه نفعاً مادياً لن يقبل أن تكون تلك الأفكار وتلك الكتب إلا منهاج حياه للناس.. ذلك لأنهم رضعوا من ألبانها، وشربوا أبوالها، وتغذوا على تراثها ولن يقبلوا أن تبور تجارتهم هذه أبداً
تلك الحقيقه يجب أن يعيها القاصى والدانى.. تلك الحقيقه يجب أن نعترف بها جميعاً، فلا يمكن أن يكون تراثاً عمره 1000 سنه وأكثر كله مزوراً تزويرا دقيقا لم يكتشف أحد تزويره، إلا من ينادون هذه الأيام بأنه لا توجد مخطوطات بخط يد الأئمه الكبار.. الذين فرقوا ديننا وجعلونا شيعاً..
نعم، أنا أُحمِّل هؤلاء الأئمه جميعاً ما كتبوه وما وصلنا منهم، كما أُحمِّل كل من حمل شعلة الدين وإمتهنها وتكسب من وراءها، أن يقر ويعترف أنه بفتواه التى تخالف نص الكتاب الذى أنزله الله تعالى على محمد (ص) يتحملها أمام الله وأمام الناس..
للحق أقول .. لا توجد كتبٌ مزوره فى تراثنا.. فكل من يحاول أن يخفف من وطأة تراثنا الملوث، الدموى، فعليه إعادة النظر فيما يقول..
فنحن الآن لسنا مسؤلون عما صنعه الأقدمين، بل ما سوف نسطره نحن بأيدينا الآن..