الجمعة، 8 نوفمبر 2013

التقرب الأمريكى .. الإيرانى !! طارق عبد الحميد



التقرب الأمريكى ..
 الإيرانى !!
طارق عبد الحميد
        بعد أن وصفت أمريكا ايران ، فى عهد الرئيس بوش بأنها أحد محاور الشر، وكانت العلاقات الأمريكيه الإيرانيه متوتره جدا لعقد من الزمان وأكثر، لدرجة التهديد بضرب إيران بالإتفاق مع إسرائيل، يراجع الجميع الآن عن ذلك مقابل تنازلات قدمتها البلدين لإعادة التفاوض حول البرنامج النووى الإيرانى..
        كل ذلك بدأ يظهر على السطح جلياً واضحاً بعد ثورة مصر الثانيه فى أقل من 30 شهراً وبالتحديد فى 30 يونيو 2013 وما بعدها من خالد الأيام.. هذا بالإضافه الى ما حدث فى سوريا، والمفاوضات على نزع السلاح الكيماوى السورى مقابل وقف ضرب سوريا..
        والسؤال الذى يراودنى الآن.. لماذا الآن؟ ولماذا بعد ما حدث فى مصر؟ وهل لسقوط الإخوان سببا فى هذا؟ وهل لتقارب دول الخليج مع مصر سبباً فى هذا أيضاً؟ وهل لخروج دول الخليج عن الطوق سبباً لهذا التحول السريع فى السياسه الأمريكيه؟ ... إسرائيل تعترض على هذا التقارب، وكما نعلم أن السياسه الإسرائيليه مرتبطه إرتباط حبل الوريد بنظيرتها الأمريكيه.. وإن كان التعاون الإستخباراتى هو المحرك الأساسى والرئيسي لكل تلك المناورات..
        فالحاكم الأساسى فى هذه الدول ليست الحكومات كما يعتقد الكثيرين، الحاكم الأساسي هى أجهزه المخابرات التى تدير كل الخيوط وأعنى كل الخيوط فى سياسة تلك الدول الخارجيه على إعتبار أنها ـ أى السياسات تلك ـ هى أمن قومى لا أكثر ولا أقل.  وإذا كنا لم نفهم أو نعى ذلك منذ زمن، فعلينا الآن تدبر الموقف والنظر الى أبعاده الحقيقيه..
        هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا سابقاً والملقب بوزير خارجية العالم خرج إلينا بتصريح عام 2012 مفاده:- " بعد عشر سنوات لن تكون هناك "إسرائيل". فى أحدث تصريحاته المثيرة للجدل قال هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية سابقا وأحد أبرز منظرى ومهندسى السياسة الخارجية الأمريكية.. والمعروف بتأييده وبدعمه المطلق لإسرائيل قال إنه بعد عشر سنوات لن تكون هناك إسرائيل أى فى عام 2022 إسرائيل لن تكون موجودة.
وسبق لرئيس جهاز الموساد سابقا (مائير داغان) القول فى مقابلة مع صحيفة (جيروزليم بوست) فى أبريل الماضى عام 2012: "نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث فى المستقبل".
كذلك قال  المستشرق د. كيفِن بارِت " أمريكا لم تعد تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار فى دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسانٍ بجوارها. لقد شيطنت وسائل الإعلام الغربية الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لتجرُّئه على تصور "العالم من غير وجود إسرائيل"، بيد أن هنرى كيسنجر ومجتمعَ الاستخبارات الأمريكى متفقون جميعا على أن إسرائيل لن تكون موجودة فى المستقبل القريب؛ فقد أوردت "نيويورك بوست" كلمات كيسنجر حرفيا؛ إذ قال: "بعد عشر سنين، لن يكون هناك إسرائيل".  ومقولة كيسنجر هذه واضحة حاسمة. إنه لا يقول إن إسرائيل فى خطر، ويمكن إنقاذها إن منحناها ترليوناتٍ إضافيةً من الدولارات وسحقنا أعداءها بجيشنا. ولا يقول إننا إذا انتخبنا صديق نتنياهو القديم مِِت رُومْنى، أمكن إنقاذ إسرائيل بطريقة ما، ولا يقول إننا إن قصفنا إيران فستتمكن إسرائيل من البقاء. كذلك فإنه لا يعرض وسيلة للخلاص.. إنه ببساطة يقرر حقيقة: فى عام 2022، لن تكون إسرائيل موجودة.  لعل المجتمع الاستخبارى الأمريكى يوافق على ذلك، وإن لم يكن تحديدا فى عام 2022؛ ذلك أن 16 وكالة استخبارية أمريكية تتمتع بميزانيات يفوق مجموعها 70 مليار دولار، أصدرت تحليلا من 82 صفحة عنوانه "الاستعداد لشرقٍ أوسطى ما بعد إسرائيل".
وهنا علينا ان ننظر قليلا الى الحاضر ونحاول إستقراء المستقبل، هل تحولت الساسه الأمريكيه من سياسة معاداة الشرق وإيران على وجه الخصوص وتحييد موقفها ـ أقصد أمريكا ـ من إسرائيل وقد تتركها الى مصيرها المحتوم مقابل دعم سيطرتها على بترول العرب.. هل إنتهت فكرة الحرب الشيعيه السنيه فى المنطقه وبالذات بعد الفشل الرهيب المهيب المدوى للإخوان والإطاحه بهم من الشعب المصرى الأصيل ذو الجذور الضاربه فى تاريخ الكره الأرضيه..
هل كل ذلك إنتهى وخطط المستقبل الأمريكى يتم إعاده تشكيلها من جديد؟ .. هل سيصبح للعرب مع مصر الى جانبها قوه فاعله فى مستقبل العالم؟ وهل نحن مستعدون لذلك؟ هل سيبدأ العرب فى خدمة البشريه من جديد بدلا من دمار الإرهاب المتأسلم الذى يضرب جنباتنا.. أم أن أجهزة المخابرات الدوليه والتى إتفقت جميعها على التجسس على تليفونات العالم حتى قادتهم أنفسهم حتى لا يخرجون عن الطريق المرسوم لهم بدقه..
هل هناك أمل فى أن نفهم ما يحاك لنا أم أننا سنظل كالحمير نحمل أسفارا لا نقرأ منها شيئاً..
يا رب أستر، يا رب أستر ..