الاثنين، 17 يونيو 2013

حرب الجديان.. بقلم/ طارق عبد الحميد





حرب الجديان..
بقلم/ طارق عبد الحميد
ما لا يعلمه الكثيرون بأن الحرب الدائره الآن فى سوريا ليست حرباً بين بشار وشعبه، ولكنها حرب بين روسيا وأمريكا تدور رحاها على أرض سوريا، ويموت فيها بنى سوريا... فالضحايا سوريين، عرب ، مسلمين ومسيحيين، دروز وعلويين، سنه وشيعه. يموت فيها من يموت من بنى البشر مسلمين كانوا أو مسيحيين..
لم يُقتل أمركى واحد ولا روسى واحد بل يُقتل العرب وفقط المتطرفين الإسلاميين من كل بقاع الأرض التى فاضت بهم على سوريا..
فروسيا، التى تريد إعادة إحياء وإستعادة مكانتها الدوليه كقوه عظمى فاعله فى العالم لتتساوى مع الولايات المتحده" أمريكا" فى حكم العالم وإعادة إنشاء الإمبراطوريه السوفيتيه مرة أخرى على يد ثعلب المخابرات الروسى فلاديمير بوتن... روسيا لا ترغب فى بقاء أمريكا القطب الأوحد فى العالم وتريد إعادة إنتاج القطب الآخر كما كانت عليه من قبل.
تساعد روسيا إيران وتساندها بقوه وتساند سوريا أيضاً، وإيران تدعم سوريا بكل قوه وبأموال روسيه إيرانيه مشتركه، وعينهم على منطقة الدعم الكبرى فى شرق آسيا فتحالف الجميع مع الصين، تلك القوه الإقتصاديه الهائله التى نمت بشكل مخيف فى السنوات العشر الماضيه.. فلو أوقفت الصين كل صادراتها للولايات المتحده وأقفت أيضا وارداتها من الولايات المتحده الأامريكيه سينهار الإقتصاد الأمريكى بسرعة البرق.. وبسرعه أكبر مما تتصور. والأمريكان يخشون هذا تماما.. فعندما انتشلت الصين أمريكا منذ سنوات من أزمة إنهيار الدولار الأمريكى" الأخضر الشهير" وساعدت على وقف هبوطه الحاد فى العالم أيقنت أمريكا أنها أمام مارد لا يُستهان به وهو الصين..
ولأن السياسه الأمريكيه لا تعرف إلا كيفية الهدم لا البناء.. وانظر الى العراق على سبيل المثل .. هدم ولا بناء.. الى كوسوفو هدم ولا بناء، وأخيرا وليس آخرا إلى مصر.. هدم ولا بناء.
تلعب الصين بورقة كوريا وكذلك امريكا.. والطرفان يلعبان بأوراق ضغط متعدده الصين وروسيا من جهه وأمريكا وحلفاؤها من جهة أخرى.  أما مستر بوتن رجل المخابرات القوى الذى لا ترى على وجهه أى علامات على الإطلاق وقال على رأى المقوله المصريه الشهيره ـ لابس الوش الخشب ـ فقد تلقى ضربات وصفعات وهو على قدميه، ولم يسقط وما زال الصراع محتدماً..
أما الصراع السنى الشيعى فما هو إلا لعبة أخرى من العاب الصراع الدولى، فإيران رمز الشيعه وزعيمة شيعة العالم كما تعتبر نفسها تساندها روسيا بقوه ـ بعد أن كانت أمريكا تساندها أيام الشاه السابق، لتقف ضد الإتحاد السفيتى سابقاً روسيا لاحقاً أى الآن ـ وتلك المسانده قد لا تصل الى تمكينها من إمتلاك سلاح نووى كما تريد إيران، ولكن لكى تبقى تحت السيطره ولكى تُستخدم إيران وجيشها لتكوين درع بشرى يحمى الروس ومصالحهم فى إقتسام العالم مع أمريكا..
وفى المقابل يستخدم الأمريكان السنه فى المنطقه العربيه ليس لنفس السبب فقط، بل ليكونوا دروعاً بشريه لحماية إسرائيل نفسها من الغزو الذى قد يأتى من الشرق.. وبالطبع حماية مصالحها أيضاً.
ويقع فى الفخ كالعاده أغنام وخرفان.. أبقار وجديان المنطقه، ليهبوا للدفاع عن مسلمى السنه ضد مسلمى الشيعه والتى تنطلق الأبواق من كل مكان لتعلن أن الشيعه كُفّاراً لا محيص. وما هم إلاّ وقود حرب صليبيه صليبيه بين قطبين أحدهما يحاول العوده الى مكانته التى كان عليها والآخر يحاول تعزيز مكانته فى البقاء كقطب أوحد يحكم العالم.
فإليكم يا أغنام العصر والأوان أبعث برساتى هذه.. فيا أبقار ويا جديان المنطقه إحذروا الحرب التى تُساقون اليها وأنتم لا تشعرون... فلن يكون بينكم غالب ولا مغلوب، بل أنتم عساكر شطرنج فقط أما الملك والوزير فهم يحتمون بكم.. ولا يظن لحظه أحدكم بأنا طابيه أو فيا أو حتى حصان فى رقعة الشطرنج، أنتم فقط بيادق لا أكثر.. ويمكن أقل كمان.