الاثنين، 16 مارس 2015

داعش ... بين الدين والسياسه كتبه/ طارق عبد الحميد




داعش ...
بين الدين والسياسه

كتبه/ طارق عبد الحميد


صحيح ما تقوله (خلود) فى تصريحاتها ونظرتها الى دينكم هذا ..فالحروب القائمه الآن فى الشرق الأوسط، وفى الوطن العربى بالتحديد بالإضافه الى نيجيريا ومالى والصومال منذ سنوات، هى بالقطع حروب إختلط فيها الهدف السياسي بالمعتقد الدينى..
القضيه معقده فى نظرى الشخصى المتواضع، يؤججها صراع على سلطه، ومال لا أكثر ولا أقل... ويدعى قادة تلك الجماعات الإجراميه إنتماؤها ودفاعها عن دين الله، ففى نيجيريا مثلا يذبح أنصار بوكو حرام 200 مسيحى بتهمة الكُفر، وأدلتهم الشرعيه أنهم مأمورون من الله بقل الكفره الفجره، نفس الشئ كان يحدث فى الصومال بإسم الدين، وفى مالى..
أما فى منطقتنا هذه فالأمر يختلف تماماً، فهذا سنى وذاك شيعى، يتنافسان على مرضاة الله، ليس بعمل الخير، بل بقتل أعداء الله، وهذا ما أمرهم الله به فى دينهم، وإقتلوا المشركين كافه.. فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ   التوبة (5)
وبالمناسبه، من قال لكم أن المشركين ليسوا مؤمنين .. ألم تسمع قوله تعالى "وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ   يوسف (106)  "
وهذا هو دينهم الذى آمنوا به، ولا يمكن غض البصر عن طرف دون الآخر، ولا يمكن أن نُحمل ما يطلقون عليهم أهل السنه ما يقترفوه من قتل أهل الشيعه وغيرهم، كما لا يمكننا أن نغفل دور الشيعه فى محاولاتهم طوال قرون من الزمان فى الإنتقام من قتلة الحسين وعلىّ ــ رضى الله عنهما ــ وكل هذا يحدث بإسم الدين.. وحقيقة الأمر هذا هو دين أبوهم وليس دين الله..
ولست هنا فى معرض جدال بين أفكار وخزعبلات أهل السنه والشيعه، فكلاهما فى رأيي الشخصى أخطأوا بما فيه الكفايه طوال القرون الغابره، الدمويه، التى لم يتوقف فيها القتل والذبح، فالدوله الأمويه قتلت الآلاف وتبعتها العباسيه بعشرات الآلاف، ثم الفاطميه وإحتلال مصر وإنشاء الأزهر، ومحاولات تشييع القطر المصرى، وفشلت المحاوله، ولكن إستمرت الأفكار فى التطور والتقوقع داخل الذات الشيعيه وعقول قادتها، تماما كما فعل أهل السنه، ساعدوا بل أضرم مشايخهم الكراهيه للشيعه وإعتبارهم خرجوا من المله منذ عقود بل منذ قرون..
وإذا سألت أحدهم الفرق بين إسرائيل وإيران وأيهما تقاتل بجانبه إذا إندلعت حربا بين الطرفين... ستجد من يجيبك قائلا اليهود أهل متاب أما الشيعه فهم كافرون.  ووجب ذبحهم..  وهذا ما نحن فيه الآن.. فى العراق، وسوريا وجزء من لبنان صراع سنى شيعى، نتيجته ذبح آلاف المسلمين بإسم الطوائف وملوك الطوائف, صراع أبدى سرمدى لن ينتهى قريباً.
هذا يالطبع خلاف عقائد من نطلق عليهم أهل السنه والحماعه، الذين إعتبروا أن الخروج عليهم وعن عباءتهم هو خروج من الدين كله... وكأن الدين هو دين أهل السنه والجماعه.. وكل من خالفهم يستحق القتل..
واليوم هالنى ما صرح به شيخ الأزهر، فى تصريح له أوردته جريدة المصرى اليوم، ويقول الخبر " حملة شيعية ضد شيخ الأزهر بعد تنديده بالمجازر بحق سُنَّة العراق   أحمد البحيرى - وكالات الأنباء    ١٦/ ٣/ ٢٠١٥
شنَّت مرجعيات دينية شيعية عراقية حملة على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بعدما انتقد ما وصفها بـ«المجازر» بحق السُّنة فى العراق، والتى اتهم جماعات شيعية بارتكابها، فاتهمه البعض بـ«تجاهل» جرائم داعش. وجاءت تلك الحملة بعد أيام على تصريحات مستشار الرئيس الإيرانى التى اعتبر فيها العراق عاصمة لإمبراطورية إيران ورد بغداد عليه باستنكار تصريحاته."
حرب معلنه وغير معلنه بين سنه وشيعه يؤججها تراث تاريخى لا يريد أن ينتهى، سيعه يريدون الأنتقام وسنه يريدون تثبيت ملكهم ومملكتهم الدينيه، التكفيريه العفنه... ثم يطالعنا السيد عباس شومان وكيل الأزهر قئلا .." داعش صناعه إستعماريه" يا حج روح نام أحسن.. فسبب ما نحن فيه الآن هو أنتم وأمثالكم من أصحاب فكر التاريخ وليس منهج الله عز وجل..  مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ  (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)  وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ - الروم (33)
إتقوا الله فى خلق الله يا ساده، كفاكم تلبيس على الله وكتابه المُنَزَّل..
إتقوا الله فينا...
أما من ضمير تحتكمون إليه.