الجمعة، 26 أبريل 2013

الدواء فيه سم قاتل بقلم / طارق عبد الحميد ...





الدواء فيه
سم قاتل

بقلم / طارق عبد الحميد ...


أنظر حولك جيداً... ولا تجعل الضباب عائقاً، يحولك عن رؤية الحقيقه.. فأنت أمام إختيار صعب، نعم صعب جداً... 

إلى جانب من ستقاتل يا عربى إذا حدثت حربا فى المنطقه يكون طرفاها إسرائيل من جهه، وإيران، تلك الدوله ــ المسلمه، أم الشيعيه الكافره، صاحبة مصحف فاطمه والذين لا يؤمنون بمحمد رسولا، وأن الوحى أخطأ علياً بمحمد، ويقدسون آل البيت ويسبون الصحابه ــ ومع أن كل ما سبق يحتاج الى إعادة نظر،  فالآن يجب أن يكون بصرك حاداً، وبصيرتك يقظه..
ليس كل ما يُقال عن الشيعه صحيح ــ يا عالم، فوقوا بقى ــ فما يحدث الآن ما هو إلا تمهيد لإستقطاب اهل السنه المسلمين الموحدين بالله والمؤمنون بكتبه ورسله، فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ــ ولا حتى خروف ــ يا خرفان هذا الزمان.
سباب وشتائم، وقنوات فضائيه تُقام خصيصا من أجل سب الشيعه، والحرب متبادله بين الشيعه والسنه على حد سواء، فمتطرفى الشيعه لا يألون جهدا فى سب أهل السُنّه، والشئ بالشئ يذكر من أهل السنه يلعبون ــ بسلفييهم ووهابييهم وإخوانييهم وجهادييهم وتكفيرييهم وسلاطينهم وأمراءهم مع مطبليهم ومزمريهم وراقصيهم وراقصاتهم وعازفيهم ــ على أوتار الحرب والقتل وسفك الدماء.
ولأننى أرى أن الخطأ مشترك بينهما ولا يملك أى منهما دليل على الكُفر والإلحاد بقدر ما يملك الطرف الآخر من أدله، وكلاهما ضلّوا وأضلوا ...
فما يحدث مثلا فى سوريا من قتل وتدمير بإسم الدين، ونرى الجيش الحر وجبهة النصره وسلفيي العصر والأوان ووهابيي الزمان والمكان يقاتلون لخلع بشار الأسد الحاكم العلوى الشيعى كما يدّعون، الظالم، المستبد، المتكبر العنيد ــ قاتِل ناسه على رأى المثل الصعيدى ــ ومن يعترض فجزاءُه إما القتل رميا بالرصاص أو القتل ذبحاً... وفى المقابل يستخدم نظام بشار كل ما يملك من سلاح وعتاد يقتل به شعبه أيضا، ويقتل ويقاتل كل العصابات الإرهابيه التى دخلت سوريا بعون خارجى للأسف منه العربى، ومنه الأجنبى بهدف السيطره على سوريا للقضاء على التسلط الإيرانى ومحاصرة حزب الله الشيعى فى إيران، وتمزيق الدوله السوريه الى مجموعة دويلات ستتقاتل فيما بينها بعد ذلك على حبة قمح وشربة ماء ..
سيقول البعض أننى أدافع عن الشيعه بشكل من الأشكال، وهذا أول الخطأ لأن من يفكر فى هذا ما زال يعيش بمنطق الإستقطاب .. أى أن أنتسب الى فريق ما ضد الآخر لمجرد أنه ليس على مذهبى أو يمكن حتى على دينى.. ويتشدق الكثير منهم إن لم أكن مخطئا بل كلهم يقولون لك " الدين لله والوطن للجميع".. ولكنهم مع الأسف ما هى إلا كلمات تخرج من أفواههم، ولا يعنوا منها حرفاً مما يقولون. ولا يعرفون معنى الوطن فى الأساس.. لأن عقيدتهم لا وطن لها .....
يا ناس لقد إجتمع العالم عليكم وأقصد شياطين العالم عليكم، الذين لا يروا إلا مصالحَهم ومُلكَهم وسيطرتهم التى لا يريدون أن تزُل من بين أيديهم.. وأنظر الى تصريح وزير خارجية العالم كما أطلقوا عليه ومستشار الأمن القومى الأمريكى ووزير خارجيته سابقاً هنرى كيسنجرفى تصريحه الأخير.. حيث قال : ــ  
"إنّ اجراس حرب عالمية ثالثة قد بدت تدق فى الافق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى.وأكد أنّ واشنطن تركت الصين تعزّز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافَى من الإرث السوفيتي السابق، مما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كلاهما ومعهما إيران التي يَعْتبر سقوطها هدفًا له الأولوية عند إسرائيل" .
واضاف كيسنجر في حواره لصحيفة "ديلي سكيب" الأمريكية: "إن ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصرواحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره". وأضاف: "إنَّ إدراك الاتحاد الأوروبي لحقيقة المواجهة العسكرية المحتومة بين أمريكا وكل من روسيا والصين المتباهيتين بقوتهما، دفعه للمسارعة بالتوحُّد في كيان واحد متماسك قوي".
 وأوضح كيسنجر أنه يدرك أن كلاً من الدبّ الروسي والتنين الصيني لن يقفَا موقف المتفرج ونحن نمهد الطريق لقوتنا، خصوصًا بعد أن تشن إسرائيل حربًا جديدة بكل ما أوتيت من قوة لقتل أكبر قدر من العرب. وهنا سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني، وقتها سيكون نصف الشرق الأوسط على الأقل قد أصبح إسرائيليًا، وستصبح المهمة ملقاة على عاتق جنودنا، وأقصد هنا الأمريكيين والغربيين بصفة عامة، المدَرَّبين جيدًا والمستعدين في أيّ وقت لدخول حرب عالمية ثالثة يواجهون فيها الروس والصينيين معاً.
كما صرح كيسنجر " بأنّ الدوائر السياسية والاستراتيجية الأمريكية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصًا النفط والغاز، مؤكدًا أنّ السيطرة على البترول هي الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب"
وكشف كيسنجر أنَّ العسكريين الأمريكيين حققوا هذا الهدف تقريبًا أو هم في سبيلهم إلى تحقيقه استجابة لطلباتنا. "وبقي حجر واحد علينا إسقاطه من أجل إحداث التوازن، وهو المتمثل في إيران".).
ولعل بعض المسؤولين الغربيين لا يخفون ما يحلمون به في المنطقة من صراع مذهبي إسلامي.. كأنهم يستعجلون تلك المغامرة التي قال فيها وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر ذات يوم حينما سئل عن جديد المنطقة إنها "حرب المائة عام المقبلة" وعندما سئل بين من أجاب: بين المذهبين الاسلاميين المعروفين السنة والشيعة، والكلام ذاته ردده وزير الخارجية الفرنسي كوشنير..
ولعل السبب الكامن وراء انفلات ذلك الصراع هوالخوف على إسرائيل، ولإحتمال زوالها، وأيضاً الخوف الإضافي مما قد يحدث بعد زوالها.
ولوضع الأمور والمنطقه فى نصابها وحجمها الطبيعى الذى يتصوره شاطيين الإنس من الغرب ــ وللأسف ــ الشرق معاً. ومع حرص حكام المنطقه على إستمرار ملكهم وحكمهم فقط دون النظر الى شعوبهم، فقد عقدوا العزم على أن لا يهنوا فى حماية ملكهم العضوض بكل السبل الممكنه والمستحيله أحيانا..
وحتى يكون الأمر مميزاً لقوى الإستعمار فعليهم أن يشغلوا المنطقه بحرب طويله جدا ومتنقله بين دولهم الآن ودويلاتهم فيما بعد، بحيث لا يجف الدم أبدا، ولأن الدم يجلب دماً ويزيد من حجم الصراع دائماً... ولما كان العنف لا يُغسل إلا بعنف مثله، ولما للدم من سحر فى السيطره على عقول مشاعر البشر ويخرج عقولها عن التفكر والتدير..
هناك خطر داهم على المنطقه والقاطنين فيها، وهنا أتذكر فيلماً قديماً قد لا يتذكر إسمه الكثير منكم، ولكن تتذكرون أهم جملة حوار فى الفيلم ويمكن فى السينما المصريه.. الفيلم إسمه ( حياه أو موت ) والجمله الحواريه هى (من حكمدار العاصمةالي احمد ابراهيم القاطن في دير النحاس لاتشرب الدواء الذي ارسلت ابنتك في طلبه الدواء فيه سم قاتل ) الفيلم بطولة يوسف بك وهبى وعماد حمدى..
بالفعل ما يحدث الآن وإن إدعى مشايخ السلفيه الوهابيه الجهاديه التكفيريه الباذنجانيه الكونفوشيوسيه أن حربهم ضد الشيعه هى حرب مقدسه‘ لرفعة شأن دين الله.. كل ما يحدث الآن من خطاب للشعوب ما هو إلا سم قاتل لا تشربوه أرجوكم..
والشئ بالشئ يذكر .. الى الملالى وأصحاب العمامات السوداء، عودوا الى دين الحق والى كتاب الله، إتركوا أطماعكم السياسيه جانباً وإنتبهوا الى صالح شعوبكم.. فلن يشفع لكم إمامكم الغائب عند عزيز مقتدر.