الجمعة، 9 يونيو 2017

التدليس والتلبيس على الله كتبه/ طارق عبد الحميد

         
التدليس والتلبيس
 على الله






كتبه/ طارق عبد الحميد

أكثر ما يثيرنى ويستفزنى مشايخ الحيض والنفاس، الذين يضلون الناس، وهم يعلمون أنهم يضلون الناس، ألا وإنها الدنيا التى أصابوها.. والعز والأُبهه التى يعيشون فيها..
        أغلبهم، عندما يريد طرح موضوع لا يستشهد إلا بأحاديث آحاد أو بالأصح أحاديث موضوعه، وعندما يأتى ذكر القرآن لا يذكر سوى جزء من الآيه قد تفيده.. وفى الأغلب الأعم هو يخاطب مجموعه من الجهلاء الذين لا حول لهم ولم يقرأوا حرفا يفيدهم أبداً.
        ولن أتحث اليوم عن شيخ عادى بل عن شيخ الأزهر، كبيرهم والذى قال بالأمس فى حلقة تلفزيونيه أن من لا يؤمن بالسنه لا يؤمن بالقرآن وهو خارج عن الملّه ــ رائع والله يا شيخ طيب ــ ثم استعان بحديث أوتيت الكتاب ومثله معى .. وأن الله أوحى لرسوله بالسُنه كما أوحى له بالقرآن.. واستشهد بــ  ( لا ينطق عن الهوى .. إن هو الا وحى يوحى ) .. كذللك قال (وما أتاكم الرسول فخذوه ) وهذا دليله على ما قال..
        وأنا العبد الفقير لله أتحداه وأقول .. لا يوجد شئ إسمه سُنّة النبى ، بل الله قال أن السُنه سُنّة الله واليك الدليل من كتاب الله..
 سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا   الأحزاب (62)
 سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا   الفتح (23)  
مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا   الأحزاب (38)
.......... وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا   الإسراء (77)  
        بالطبع يا حافظ القرآن بلا فهم أو تدبر لن تلتفت لهذه الأدله .. فأنت وكثيرون مثلك على مدار سنين طويله قال الله فيهم .. وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ   الزمر (45) وكذلك قال الله فيكم ..
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)  وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ( 7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)  - الجاثية
وإستمع أيضا الى قوله جل شأنه (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ   الأعراف (146)  
         وتعالى نناقش الحديث الذى تستشهد به ..( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه).. بالمناسبه هو حديث مرفوع عن  الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلا إِنِّي  أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ   ويقول من سبقوك ومن تجتر منهم أقوالهم فى شرح هذا الحديث ( قال الله عز وجل: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) وإعتبروا أن الذكر هو الكتاب الثانى الذى نزل مع القرآن ..
  أما ما يقال عن الذكر فى كتاب الله فلا ذكر لكم به لأنه يخالف شريعتكم .. والله يقول جل شأنه : إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ   الحجر (9)   هل تعنى السنه أم القرآن .. يا شيخ المشايخ .. (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ   ص (1)  -  وهل هذه الآيه تعنى أيضا القرآن أم السنه ..
 إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ   يس (11) هل هنا الذكر بمعنى السُنه .. أى أن اتباع السنه وخشية الرحمن هى مدخلك للجنه ..
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ   الحجر (6)  - هل كانوا يقصدون سنته الشريفه أم القرآن ..
        كفاكم تدليسا على الله وعلى الناس.. كفاكم.
         تعالى ننظر الى   وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (٣) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡىٌ۬ يُوحَىٰ (٤) ما هو الذى أُوحِىَ لمحمد .. أليس القرآن وحده .. أم تدليسكم أوصلكم الى أن هناك وحى آخر .. ولنتتبع ما أوحى به الله لنرى..
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا   النساء (163)   سُنه أم القرآن ..
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ   فاطر (31)   سُنه أم قرآن يا شيخ الشيوخ..
وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ   الشورى (7)  -
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا   الإسراء  (86)   الكتاب أم ألسُنه يا شيخ الأزهر..
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ...... الشورى (13) كتاب الله هذا أم سُنه..
كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ..... (الرعد) أهذا ليس قرآنا..
وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا   الإسراء (73)    كل هذه الأدله لا تكفيكم يا عبدة البخارى ومسلم والصحابه..
أما بحصوص استدلالك الأخير .. وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا فهذا استدلال المدلسين على الله الذين يلوون الكلم عن مواضعه .. فالآيه تقول ..( مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ   الحشر (7)  - ..
الفى يا سيدى هى الهبه والعطيه والتبرعات .. والآيه تبين أسلوب توزيعها على الناس فى كل زمان ومكان .. فهى لذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .. ويقول للأغنياء ما أتاكم الرسول فخذوه حتى لا ينفرد الأغنياء بالعطايا .. نظرا لقوتهم وجبروتهم..
أفهمت يا شيخ الأزهر ..
أللهم إغفر لنا ولا تغفر لهم.. لأنهم ضلوا وأضلوا..