الأربعاء، 16 مايو 2012

بلد تفصيل على مقاس حزب

بلد تفصيل على مقاس حزب
طارق عبد الحميد

ربما نكون أول بلد فى العالم يحاول فيها حزب الأغلبيه تفصيلها على مقاسه ... طبعا ده كان الحزب الوطنى واستمر فى عمله هذا 30 سنه ويمكن أكثر قليلاً، وكانت نتائجه على مصر كما تعرفون كارثيه، 1500 منطقه عشوائيه يقابلها 150 ملياردير فى نفس الوقت.  بلد مديونه بـ 150  مليار دولار تقريبا حجم الدين الخارجى والداخلى ونصف شعبها يعانى من الفقر والفاقه والحاجه والعوَزْ.
واليوم، وبعد ثوره وناس ماتت وانصابت وأخرى فقدت عيونها يحاول حزب الحريه والعداله الذراع السياسى للإخوان المسلمين إعادة تفصيل البلد بس المره دى على مقاسهم، ويسحبون وراءهم السلفيون كالأغنام دون أن يشعروا كالأنعام أو يشعرون بما هم فيه ويتعاملون مع الواقع الجديد كالضباع.  والضباع يا ساده يا كرام تتغذى على الجيفه والنتنه كما تعلمون.
هل نتجه فى مصر الى هذه الحقيقه وهذا الطريق..... هناك حزب يسعى لتفصيل البلد على مقاسه مرة أخرى ولا علاقة لهذا الحزب لا بالمواطنه ولا غيره، بل علاقتهم فقط بأعضاء الجماعه، وباقى الشعب كأن لا وجود له.
يدفعون نائباً سلفيا بأن يقدم مشروع قانون يهدف الى تفتيت المحكمه الدستوريه، لماذا؟ حتى لا تتخذ قرارا ببطلان قانون انتخابات مجلسى الشعب والشورى والذى سيؤدى فى النهايه الى حل البرلمانات القائمه... ناهيك عن الهيافه .. قانون للختان، وقانون لسن الزواج المبكر للفتيات، علشان البنات تتباع للعرب حبايبهم لزوم زواج المتعه ولو لعدة شهور، ماشى الحال مادام الزبون هيدفع ... ثم الطامه الكبرى فتوى مضاجعة الوداع .... يعن لمن لا يعرف أن الانسان أو الزوج ــ بلاش الإنسان دى ــ يحق له مضاجعة زوجته إذا ماتت خلال 6 ساعات من موتها... وقانون آخر للأزهر يمنعه من أن يكون المرجعيه الرسميه للفتوى ... وتبقى الفتاوى على الكيف، كل واحد يشرب له كاسين عرق سوس يضرب فتوى للناس ساعة مغربيه كده أو بعد العشاء.
ولكن يبدوا أن هذا الترزى كان ترزى بلدى يحاول تفصيل بدله كامله بالسديرى وطبعا لسه مش عارف يفصلها إزاى ... ناهيك عن تفصيلها على مقاس الجماعه.  وفى الآخر ممكن واحد يؤكد أن ما يفعلونه شرعى ويستندون فيه الى آيات الله عز وجل مع الأسف فى غير سياقها مثل " وكل شئ فصلناه تفصيلا " ...