الاثنين، 27 أكتوبر 2014

الإرهاب فِكْرٌ. ( طارق عبد الحميد )


الإرهاب فِكْرٌ.
لم يكن تأييدنا لإنتخاب رئيس مصر الحالى إلا حباً فى مصر، ولم يكن حبا فى شخص بعينه، ولكننى ككثير من أبناء هذا الوطن وقاطنيه، فضلنا مرشح على آخر لإحساسنا بصدق نواياه تجاه مصر الحبيبه.
ولعل من أهم الأسباب، إن لم يكن أهمها على الإطلاق هو عدم تمكين الإسلام السياسي بأى صورة من الصور من مصر أو شعبها، ليس فقط لأنهم كانوا سيستعبدون هذا الشعب، ويعيثون فيه فساداً وإفساداً، لدرجه قد تصل إلى إسترقاق البعض منهم، إما بسبب الدين أو العرق، ولكن لفساد عقيدتهم التى هى ليست من الإسلام فى شئ.
وسعدت كما أُسعد آخرون بمواجهة هؤلاء المتأسلمون ــ كذبا، ونفاقا، وقبل كل هذا جهلا وغباءًــ.  فكلهم وبلا إستثناء لبسوا عباءَة الدين وأحلّوا ما أحلوه وحرموا ما حرموه، ليس من دين الله بل من دين آباءهم، وشيوخهم وسالفيهم.
فعندما يطلب هذا الشعب العظيم تغيير الخطاب الدينى، لا يطلب أن يكون الخطاب الدينى أهدأ من سابقيه، بل يطالب بمعرفة حقيقة مراد الله من البشر قبل فوات الأوان.  والحقيقه تلك للأسف لا يمكن لأى فصيل من فصائل الإسلام السياسي أن تكون على معرفه به، لأنهم للأسف يؤمنون ببشر، بالبخارى ومسلم وإبن كثير وإبن تيميه، بل ويقدسونهم، أكثر من إيمانهم بالله عز وجل، وتقديسه.  وهذا مذهب من يدَّعون أنهم أهل السنه والجماعه..
وليس الشيعه بأفضل منهم بأى حال من هؤلاء، فهم يقدسوا أئمتهم وملاليهم بنفس قداسه أهل السنه للصحابه.. ولا يعترفون أبدا بأنهم بشر يخطئون ويصيبون، بل يزيد عليهم الشيعه بأنهم يقدسون آل البيت وينزهونهم ويعصمونهم عن أى خطأ.. وكأنهم جميعا يوحى إليهم.
نفس الحال للأسف برجال المؤسسه الدينيه فى مصر، نفس الحال المؤسف، نفس التفاهات والإفتراءات التى يريد شعب مصر التخلص منها ومعرفة الحقيقه.. والحقيقه فقط.  أو على أقل تقدير تدبر آيات الله بعيدا عن القصص التاريخيه الوهميه التى ملأت عقول العامه والخاصه على السواء طوال ألف سنه وأكثر.. بل إنهم يحاربون كل محاوله صادقه منزهةٌ عن الهوى، تبحث عن حقيقه مراد الله بمنهج علمى صحيح يبتعد بنا عن الخرافات والإسرائليات المنتشره فى تراثنا.
ويزداد الأمر تعقيداً بإصدار المملكه العربيه السعوديه قانوناً ملكياً، يُحبس بمقتضاه أى صاحب رأى مخالف لآراء علمائهم، حتى وإن ثبت بالدليل القاطع بأن آراء علمائهم أو من يدّعون العلم بأنه موروث فاسد لا هدف له إلا إبقاء الإسلام وشكله وحاله على ما هو عليه تبريراً لسياسات قمعيه سلطويه لإخضاء البشر لسلطة المشايخ، والمطبلين والمزمرين لسياسات الحكام. حتى وإن كانت سياسات خاطئه لا تمت للواقع المعاصر بصله، إلا إنها ترسخ لنظم الإستبداد الساسي المرتدى عباءة قال الله وقال الرسول، وهم منها براء.
ولهذا كله أتمنى أن تستعين الإداره السياسيه بكافة المستنيرين، الذين لا يرجون من وراء أبحاثهم إلا الحقيقه، ولا يرجون جزاء ولا شكورا إلا تبليغ كلمات الله الحق، بعيدا عن عبدة أصنام التاريخ.
                                                       طارق عبد الحميد