الخميس، 5 سبتمبر 2013

اللهم إرحمنا ... ولا ترحمهم طارق عبد الحميد

    



 
اللهم إرحمنا ...  ولا ترحمهم
طارق عبد الحميد
إنطلقت مشاعر المصريين اليوم ما بين الحزن والترقب والغيظ والقرف أيضاً مما حدث نتيجة التفجير الذى وقع فى مدينة نصر، ناصية مصطفى النحاس.. زاد الإحساس ألما على الطفل الذى طارت أصابع قدمه.. وعلى أمين الشرطه الذى طارت قدمه فى الهواء كالدخان.
     يبدوا أم مشاعرى كانت مختلفه عن كثيرين وقد يتهمنى البعض ببرودة المشاعر والأحاسيس، ولكنى على غير ذلك تماماً.  ما رأيته اليوم وأحسست به أن أغلب المصريين توحدوا أكثر وأكثر.. ولم اسمع صوتاً ينادى اليوم بلم الشمل.. بل رأيت الناس تلملم أجزاء من جسد بشري "قد يكون"... أو جسد حيوان أيضا" قد يكون" ... نظرا لما كان هذا الإنسان أو الحيوان يفعل فى هذا المكان ساعة الإنفجار..
     رأيت على ما أظن عاملى الإسعاف أو النظافه، يضعون تلك البقايا على كرتونه يمكن وجدوها قى الشارع بالقرب من البقايا التى تطايرت، ويفرغونها فى كفن بلاستيك أسود كالذى توضع به الجثث.. ورأيت قدماً ـ نعم قدما ـ بشريه فى هذا الكفن الأسود.
     ولكن ما أنا سعيد به أن هذا التفجير والذى هو محنة بكل المقاييس للمصريين.. فهو فى نفس الوقت منحه من الله لنا أن نتوحد جميعاً، ليس على شجب الإرهاب ونبذ العنف والكلام الفارغ الكتير الذى نسمعه فى الإذاعه والتلفزيون.. نتوحد جميعا على أن لا نقبل أى شئ من أى شخص لا يعمل لصالح هذا الوطن..
     الأحزاب نددت بالحادث، والإرهابيين فى مصر نددوا أيضاً بالحادث وبالقطع لم يفرحوا لأن المستهدف (وزير الداخليه) نجا من محاولة الإعتيال هذه.. وأكيد سكان طره سواء داخل أو خارج السجن نددوا بهذا أيضاً.  نحن لا نريد تنديداً ولا شجباً.. نريد أن نتوحد ونمضى للأمام ولا ننظر خلفنا أبداً، مهما حدث.. لن يرهبنا من ركبوا موجة الإسلام أو الإسلام السياسى، لن يرهبنا الخرفان أو الجديان.. لن يرهبنا من إحتكروا الجنه لأنفسهم، واقول لهم إذا كنتم مؤمنون حقاً فتمنوا الموت إن كنتم صادقين.. لماذا تفرون من الموت كالفئران.. لماذا كل تلك الخسه والدناءه فى أفعالكم.. لماذا تقتلون الأبرياء وأنتم فى طريقكم الى جنتكم.. إذهبوا وحدكم فنحن لا نريد جنتكم.. لقد خلقنا الله لإعمار الأرض لا لقتل البشر.. لقد خلقنا الله لنتفاعل مع خلقه لا لنقتلهم.. لقد أمرنا الله أن نكون رحماءٌ بيننا لا سفاحين.. من أنتم؟ ما أنتم إلا (طيت) و (طيت) و (طيت).. ألفاظ لا تخرج إلا على القهوه فى شبرا أو الشرابيه..
     نشكركم على إعادتكم لنا نحن المصريين وحدتنا وأعدتم لنا الأمل فى المستقبل لأنه سيكون بالقطع أفضل من دونكم.. أما أنتم فإذهبوا لا رحمكم الله أبداً.