السبت، 4 فبراير 2017

الجزيه أو الإتاوه أو الجبايه كتبه/ طارق عبد الحميد




الجزيه  أو الإتاوه
أو الجبايه

كتبه/ طارق عبد الحميد


هى تعبير عربى عن فرض مبالغ ماليه على غير المسلمين نظير الحمايه.. وهذه الحمايه أسماها المسلمون العرب الجهاد..
من أين اتينا الى هذا المفهوم.. ومن هم أصحاب السبق في فرض الجزيه.
يقول التاريخ : " إن الجزية كانت مقررة عند مختلف الأمم التي سبقت الإسلام كبنى اسرائيل واليونان والرومان والبيزنطيين والفرس، وكان أول من سن الجزية من الفرسكسرى الأول الملقب  بـ  أنو شروان) ( (531 – 579م ، حيث إنه رتب أصولها وجعلها طبقات. " ويعتبر العهد الجديد أداء الجزية للسلاطين حقاً مشروعاً، بل ويعطيه قداسة ويجعله أمراً دينياً.
       قد يكون هذا الكلام صادم للبعض، ولكن الجزيه أداه تاريخيه فرضها أصحاب النفوذ والسلطه على المستضعفين من البشر. ولكن أن يكون دين الله، دين الرحمة والعدل أداه لقهر البشر فهذا شئ آخر.
       والتراث الشعبى زاخر بقصص الفتوات الذين يفرضون الاتاوات على سكان المناطق التى تحت حمايتهم.. وانتقل هذا التراث الشعبى للمدن من القبائل البدويه التى كانت تعيش فى جزيرة العرب.
       وننتقل الى دعوة محمد(ص) والتى انزل الله بها قرآنا من فوق سبع سماوات استغله العرب فى تحقيق نفس منهجهم الهمجى البدوى المتسلط على القبائل المجاوره والمستضعفه لفرض الاتاوه عليها متخذين من كتاب الله ذريعه لاصباغ الصبغه الدينيه على هذا الاسلوب الهمجى البربرى ألا وهو فرض الجزيه على غير المسلمين كما يدعون.
       وفى هذا الموضوع كتب العديد من الخبراء والتنويريين والباحثين عن الحقيقه أمثال المهندس / عدنان الرفاعى الباحث السورى فى كتاب الله، كذلك المستشار/ أحمد عبده ماهر والذى يعتبر من أهم الباحثين عن الحقيقه فى زمن الكذب والخداع باسم الدين وباسم رسول الله (ص).
       يقول عدنان الرفاعى {" الظلم أمرٌ يتناقض مع منهج الله تعالى، لأنَّ منهج الله تعالى نور، والظلم ظلام .. والظلام ليس إلاَّ مجرّد دليلٍ على عدم وجود النورويتجلّى الظلم بأبشع صوره حينما يمارسه الظالم تحت مظلة منهج الله تعالى، ناسباً ظلمه لله تعالى ومنهجه هذا ما نراه في مسائل تكفير الآخرين وقتلهم لأنهم آخرون ، وفي فرض الجزية ( حسب المفهوم التاريخي ) عليهم نتيجة عدم اعتناقهم للإسلام .. ويضيف عدنان الرفاعى فيقول " والآية الكريمة التي يحتجون بها في الجزية بمفهومها التاريخي هي :
         :   قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ   ،سورة التوبه  29.
       وبدأ فى تعريف معنى قاتلوا الوارده فى أول الآيه فقال " كون هذه الآية الكريمة تبدأ بكلمة : قَـٰتِلُواْ.. دلالات الجذر اللغوي (ق ، ت ، ل ) في كتاب الله تعالى تدور في إطار محاولة القاتِل بإخراج المقاتَل من ساحة وجودِه، إخراجاً نهائيّاً، فالقتل يحمل – ممّا يحمل من معنى – مفهوم إخراج المقتول من عالم الدنيا، بمعنى هو استعمال وسيلة لإنهاء حياة إنسان، بحيث لا يعود إلى حياته الدنيا بعد قتله أبداً، ولذلك نرى أنَّ القتل يُعطَف على الموت .. وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنً۬ا‌ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٲزِقِينَ  [الحج : 58]
ثم يوضح الكاتب أن مفهوم القتل وفق أمرين فى كتاب الله..
 الأمر الأول هو القتل الحسى الذى نعرفه جميعاً وينتهى بالموت مستدلا على ذلك بقوله تعالى فى محكم تنزيله " ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقً۬ا مِّنكُم مِّن دِيَـٰرِهِمۡ تَظَـٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٲنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَـٰرَىٰ تُفَـٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡڪُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡ‌ۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٍ۬‌ۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٲلِكَ مِنڪُمۡ إِلَّا خِزۡىٌ۬ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا‌ۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِ‌ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ [البقرة : 85]
والأمر الثانى هو القتل بمعناه المعنوى تعني أيضاً الجهاد بالكلمة والحجّة والبرهان لإخراج الآخرين من حالة الظلام التي يغرقون فيها إلى حالة النور.. ودليله فى ذلك قول المولى عز وجل " وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِ‌ۖ ذَٲلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٲهِهِمۡ‌ۖ يُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ مِن قَبۡلُ‌ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ‌ۚ أَنَّىٰ يُؤۡفَڪُونَ [التوبة : 30] فلا يمكن لعاقل أن يتخيل العبارة القرآنيّة ) قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ‌( أنّها تعني حَمْلَ الله تعالى لسيفٍ يقاتل هؤلاء فيه في معركة حسيّة.
        .... وَقَـٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِڪِينَ كَآفَّةً۬ ڪَمَا يُقَـٰتِلُونَكُمۡ ڪَآفَّةً۬‌ۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ(  [ التوبة : 36 ] فلا يمكن إعتبار قتال المشركين كافه هو قتلهم وإزهاق أرواحهم كما إدعى الآخرون..
ويضيف عدنان الرفاعى مفاجأته الثانيه فى الآيه ويقول " وفي هذه الآيةِ الكريمةِ نرى ورودَ عبارةِ ( ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡڪِتَـٰبَ ( ، دون عبارةِ ) أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ) .. فعبارة  أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مُصطلحٌ قرآنيٌّ خاصٌّ بمتّبعي رسالتي موسى وعيسى عليهما السلام .. بينما المصطلحُ القرآنيُّ ) ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ ( يشملُ أهلَ الكتاب والمسلمين ، وذلك حَسبَ السياقِ القرآنيِّ المُحيطِ بهذه العبارة .. وفي العباراتِ القرآنيّةِ التاليةِ دليلٌ على ذلك .. وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِڪُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذً۬ى كَثِيرً۬ا‌ۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٲلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ[آل عمران : 186]
وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِڪُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ‌ۚ  [النساء : 131 ] فورود كلمة من قبلكم دليل على أن المسلمين من الذين أوتوا الكتاب، أى أنها تشملنا وتشملهم.. فكيف يمكن أن تكون الجزيه على المسلمين أيضاً كما أمرنا الله ولكن المفسرون قصروها على اليهود والنصارى..ويضيف الكاتب " وهذا ينفي تماماً مفهومَ الجزيةَ بمعنى دفع الأموالِ بدلاً عن اعتناقِ الدين ، أي بمعنى الخيارِ الآخر لاعتناقِ الإسلام.
وبهذا يصل الكاتب والمفكر عدنان الرفاعى إلى أن مفهوم الجزيه التاريخى الهمجى البربرى، الذى كانت تعتمد عليه الإمبراطوريات السابقه كالبيزنطيين، والرومان ولبسوها لدين الله وكتابه عنوه أغلب المفسرين ورواة السيره هى أكذوبه على الله وعلى كتابه وعلى دينه.
وبناء عليه، فإن التراث الشعبى والقصص التاريخيه عندما تتحول عبر الزمان الى دين، تكون النتيجه هى ما نراه الآن على أرض الواقع من ذبح وتقطيع ألرقاب وقيام داعش بفرض الجزيه على المناطق التى احتلتها في العراق على غير المسلمين.
وهذا ما اعتبره العالم كله الدين الارهابى الاسلامى الذى نعرفه الآن.