الثلاثاء، 3 مايو 2016

التراث والتخلف كتبه/ طارق عبد الحميد





التراث والتخلف

كتبه/ طارق عبد الحميد



يسأل الناس كثيرا عن سبب تخلف العرب عن باقى أجناس شعوب الأرض المتحضر، سواء الغربى منه أو الشرقى.  ومن نظره عابره تأكدت أن سبب هذا التخلف هو التراث..
نعم، التراث الذى بذل العرب الغالى والنفيس فى الحفاظ عليه، طنا منهم أنه تاريخهم الذى يجب الحفاظ عليه.. بالقطع علينا الحفاظ على تاريخنا بلا شك، والتأكد من عدم دس أى معلومات خاطئه فى هذا التاريخ.. لأنه من نمطلق البناء فنحن نبنى على ما سبق لنا معرفته من علوم.
أما المصيبه الكبرى أننا حولنا تراثنا هذا الى دين، حكاوى القهاوى والنواصى تحولت الى دين.. ومن  يخالف هذا الدين يتهموه بأنه ينكر معلوما من الدين بالضروره.  وبالتالى يتم إتهامه بإزدراء الأديان.. والإتهامات جاهزه وكثيره.. يُتهم بالكفر والإلحاد أيضاً، ثم تتحول الإتهامات الى أنه ينكر السنه وأنه شيعى أو قرآنى... الخ الخ.
ففى تلك الأيام نحتفل بالإسراء والمعراج، ودائما ليلة 27 رجب من كل عام، ولكن حقيقة التراث والتاريخ تقول خلاف ذلك..
اختلفت أقوال العلماء اختلافًا شديدًا في تحديد تاريخ الإسراء والمعراج،فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوه، وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين، رجَّحه النووي والقرطبي. قبل الهجرة بستة عشر شهرًا، أي في رمضان سنة 12 من النبوة
وقيل: قبل الهجرة بسنة، أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة..

  ونرى فى قصة واحده يحتفل بها مسلمى الشرق كل عام فى 

نفس الموعد..

غير مبالين بما قيل سابقا عن إختلاف موعدها، والأخطر من 

ذلك ما يقولونه ( إن من أنكر الإسراء والمعراج، فإنھ ینكر 

شیئا ثابتا في القرآن ُوھناك قاعدة معروفة یجب أن نعرفھا 

جمیعا ، وھي أن من أنكر شیئا ثبت في القرآن، فإنھ كافر 

وكذلك في السنة).

ليس هذا فقط، بل أحاديث وصف البراق، والمديح فيه والغزل الذى يطالعنا به شيوخ الظلام عاما بعد عام.. فيقولون لك عن البراق (وهو دابة خيرٌ من الدنيا وما فيها، عُرفُها من اللؤلؤ الرطب منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور . .وأذناها من الزّمرّد الأخضر . .وعيناها مثل كوكب درّيّ يوقد لها شعاع كشعاع الشمس . شهباء بلقاء محجّلة الثلاث مطلوقة اليمين . عليها جلّ مرصّع بالدّرّ والجوهر لا يقدر على وصفها إلا الله تعالى  .نَفَسُها كنَفَس ابن آدم       
ومع هذا الوصف، تجد المستمعين وهم فاغرى أفواههم، يجلسون أمام الخطيب المفوه وهو يسرد لهم كيف إمتطى رسول الله هذه الدابه التى سافر بها في رحلة الاسراء، وفى روائة أخرى أخذته الدابه الى السماء.
هذا مجرد مثال أطرحه والأمثله في تراثنا الذى تحول بفعل فاعل الى دين، ما أنزل الله به من السماء.. والإصرار على إعتبار هذا الموروث دينا هو قمة الغباء والتخلف.. ولهذا نحن ما زلنا متخلفين وسنبقى على هذا الحال الى أن نتخلص من فكرة أن هذا الموروث دينا..
فهو ليس دين، بل روايات قال بها السابقون، فيها من الحقيقة ما فيها، وفيها من الخيال ما فيها..
ولما تخلصت دول الغرب من إعتبار رواياتها دينا، بدأوا في التقدم العلمى الذى هم فيه الآن .. فعندما فصلوا الدين عن الدوله، هم بالأحرى فصلوا الروايات والموروث عن الحقائق العلميه الصريحه التى وصلوا اليها.  واستمروا في البحث العلمى والتطوير، واضعين التراث في خانة ماده من مواد البحث..
أما العرب فحدث ولا حرج.. التراث ديننا، والقصص حياتنا ويجب الإيمان بها، وعدم المجادله.. فلما نزل ملك الموت الى نبى الله موسى وفقأ عينيه .. تلك رواية صحيحه لا يجب أن تنكرها يا أخى .. لأنها جزء من دينك..
يا سيدى هى ليست جزء من دينك بل هى جزء من دين أبوهم الذى أوهموك بأنه دينك، بل هم بكل معتقداتهم دمروا دينك وإبتدعوا لك دين غير دين الله..
وللحديث بقيه..