الجمعة، 26 يونيو 2015

مصادر التشريع المزعومه....... بقلم/ طارق عبد الحميد




مصادر التشريع المزعومه
بقلم/ طارق عبد الحميد


القرآن ــ قول الله عز وجل ــ  ليس كما يقولون المصدر الرئيسى للتشريع، بل هو المصدر الوحيد للتشريع، ومن يقول غير ذلك فقد ضل ضلالا بعيدا.. وعندما يصيح مشايخ العصر والأوان بأن مصادر التشريع هى القرآن والسنه والإجماع والقياس. وهذا ما يطلقون عليه مشايخ الزمان والعصر والأوان أنها المصادر التى إتفقت عليها الأمه منذ زمن بعيد.
وتلك هى مصيبة الأمه التى لم تتخلص منها منذ وفاة رسول الله (ص) إلى يومنا هذا، ولم يرتقى قوم محمد مما كانوا عليه منذ وفاته الى الآن خطوه واحده الى الأمام.. بل يتقدم العالم كله من حولنا ونحن "محلك سر".. بل فى بعض الأحيان نتراجع الى الوراء، إلى ماضى سحيق لا نخرج منه أبدا..
والسؤال الذى يطرح نفسه داخلى وبقوه.. إذا كان الرأى فى مسألة ما، يمكن أن يكون شرقيا وغربيا وشماليا وجنوبياً فى نفس الوقت.. ويقدم لنا المفتون كل هذا الآراء على أنها صحيحه... فهل معنى هذا بالبلدى كده "إن ربنا عامل لينا كمين" .. نمشى يمين أو شمال نطلق فوق أو ننزل تحت كله صحيح وكله تمام.. الحقنه تفطر والحقنه لا تفطر.. قطرة العين تفطر وقطرة العين لا تفطر.. ومؤخرا الشطاف فى الحمامات الحديثه يفطر وفى قول آخر لا يفطر..
حاجه من إتنين، يا إحنا مجانين علشان نصدق الكلام الفارغ ده، أو مغيبين علشان نعيش فيه أكتر من ألف سنه.. هذه التشريعات الكثيره المتناقضه لا يمكن أن تكون صادره من إله واحد، لا بد وأنها صدرت من آلهه متعدده.
 وصدق الله العظيم حين يقول:-
 " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ   يوسف (106) ..
 وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ   النمل (81)...
 وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ   العنكبوت (47)...
  وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولًا   الإسراء (94)...
 وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ..            آل عمران (144)  
أعلم أن كثيرا منكم سينكرون هذا الكلام، وسيقولون أن الرسول كان من حقه التشريع، فأذكره بقول الله تعالى لرسوله " مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ   المائدة (99) ...
 فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ  الشورى (48
وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ   العنكبوت (18)...
التراث الذى إعتبرناه جميعا أهم مصادر التشريع.. التراث الذى رفعناه فوق القرآن.. التراث الذى جر الناس الى تلك الهاويه التى يعيشون فيها.. وما زال عبدة التراث مصرون على أن تعدد مصادر التشريع رحمه بالناس وأن إختلافهم رحمه وأن ما إجتمعت أمتى على ضلال مع أن الحقيقه أنه ما إجتمعت إلا على ضلال..
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ   يوسف (103)
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ   الأنعام (116)
اللهم بلغت، اللهم فإشهد وإجعلنى من الشاهدين..