الثلاثاء، 24 يونيو 2014

التَحدى.. طارق عبد الحميد




التَحدى..

طارق عبد الحميد

وضع السيسي رئيس مصر نفسه فى أعتى بؤر الإختبار .. ذلك بأنه يختبر المصريين، غنيهم وفقيرهم.. ويراهن على هذا الشعب رهانا آخر.
فقد راهن عليه فى 26 يوليو 2013 ولم يخذله شعبه وبالذات فقراءه، وراهن عليهم فى الإستفتاء على الدستور، ولم يخذلوه أيضا، وراهن عليهم فى إنتخابه بلا حمله دعايه مكثفه وبلا مصرفات تذكر.. ولم يخذلوه أيضا وفاز بنسبه غير متوقعه او بالأحرى فاقت كل التوقعات..
وها هو الآن يضع الشعب فى إختبار آخر، ولكن تلك المره غنيهم قبل فقيرهم، مغتربيه قبل ساكنيه.. والسؤال هل سيخذله شعب مصر هذه المره؟..
هذا مع إختلاف الإختبار هذه المره.. الإختبار بحق صعب للموسرون منهم والأغنياء هل ستتنازلون عن جزء من ثرواتكم والتى جمعتموها بكل الطرق سواء المشروع منها وغير المشروع؟ .. بالطرق الأخلاقيه منها والغير أخلاقيه، بالعرق أو بلبلدى كده ــ بالفهلوه وتفتيح المخ، ونظام انجز وإبرز الونجز، وكبر دماغك وشيلنى وأشيلك ــ.
هذا للموسرون، أما الفقراء وهم كُثُر، فالإختبار يحتم عليهم التشبث بالأمل والتحمل، وربط الحزام لآخر خُرم.. والعمل الجاد والجاد جداً حتى تخرج مصر من محنتها الشديده العسره..
ومع كل هذا وإذا قَبِل الشعب ــ والفقراء منهم بالتحديد ومحدودى الدخل ــ هذا التحدى، فإنه سيكون بذلك الإختيار قد وضع حداً فى وجهة نظرى لكل أشكال الفساد فى البلاد.. ذلك لأن الفساد لن يقدر على البقاء فى ظل شعب قبل التحدى وأقبل على حياة صعبه لفتره من الزمن أرجو أن لا تطول وأعتقد أنها لن تتعدى 18 شهر يشعر بعدها المواطن بنتائج عمله ويأمن بعدها على مستقبل أبنائه.. ذلك لأن الناس لن تقبل أن تشد أحزمتها وهناك من يسرق منها قوت غدها وغد أبنائه..
القادم صعب ولكنه مشرق إن شاء الله.. أما الحاقدون والملوثون والمخربون والإرهابيون.. أقول لهم إذا قبل الشعب غنيه وفقيره هذا التحدى فإحذروه وإختفوا فى جحوركم، فقيامة هذا الشعب آتية عليكم بلا شك.