الخميس، 9 فبراير 2017

ملتنا إختراع بشرى بقلم: مستشار/أحمد عبده ماهر



ملتنا إختراع بشرى

 


بقلم: مستشار/أحمد عبده ماهر
باحث وكاتب إسلامي ومحام بالنقض ومحكم دولي

يجب أن تعلم بأن الدين غير الملة، فالملّة بمثابة الفرع من الأصل، أو هي الطريقة العملية التي يتم بها تنفيذ العقيدة.
والملّة ليست اختراعا بشريا تأدلجه كل طائفة وكل أصحاب رسالة وفق معارف من يقولون عنهم أحبار ورهبان وعلماء، وليست هي القرءان الذي تنزل على محمد، بل هي البحث واليقين، وهي الاستسلام لحكم الله، وهي الرضاء بقضاء الله..واخيرا تنفيذ ما جاء بكتابك السماوي الذي تؤمن به.
لقد صنع الفقهاء ملّة محمد التي لها مقوماتها والتي صارت أحد مصادر التشريع الإسلامي عندهم وصار يتم اتهام من يخالفها بالكفر أو الفسق أو الزندقة، لأنهم يريدون قهرنا على تلك الملّة التي صنعوها ....
إنها ملة السواك، وصوم الاثنين والخميس وإطلاق اللحية، وتحريم التختم بالذهب للرجال، واستحسان تأديب الرجل لزوجته بالضرب، ونكاح الرضيعة، وقتل الأسرى وهدم الكنائس، وقتل تارك الصلاة وقتل المرتد، وحجاب المرأة وانتقابها، وختان الإناث، والهجوم على الدول لنشر الإسلام، وقتل الزنديق حتى وإن تاب، واعتقاد وجود آيات ملغاة من القرءان يسمونها [منسوخة]، وتقديم مرويات السُنّة على دلالات آيات كتاب الله .....إلى آخر ذلك من طابور التحريمات والواجبات الفقهية التي اخترعها البشر وألزموا بها البشر على انها شريعة الله.  
وبصراحة هي ملّة السنن القولية المحمدية التي ينافسون بها القرءان تحريما وتشريعا.
  •  بينما يقول الله تعالى بأن نبينا مأمور بأن يتبع ملّة إبراهيم حنيفا
  •   فهل تعلم شيئا عن ملة إبراهيم؟....بل هل تصورت أو يقفز إلى ذهنك بأن نبينا مأمور باتباع خليل الرحمن؟.
  •  هل تعلم بأنك مأمور بأن تتبع ملّة إبراهيم، فهل كلّفت نفسك أن تتعرف عليها؟.
  •   هل تعرف بأن نبينا مأمور أن يتبع ملّة إبراهيم؟.
وإليك الآيات القرءانية التي تحث على اتباع ملة إبراهيم.
1.  ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  النحل123.
2.    قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  الأنعام161.
3.  وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ  البقرة130.
4.    قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  آل عمران95.
5.    وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً  النساء125.
6.   إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ  آل عمران68.
7.   قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  الممتحنة 4 .
فهل يا ترى تعلمت وعلمت ما هي ملة إبراهيم الواجبة الاتباع؟
        إن منهج إبراهيم وملّته هو التفكر والتأمل في ملكوت السماوات والأرض لأنه منهج أولو الألباب..
       ومنهجه الوصول إلى اليقين في كل ما يقوم به من طاعة فلا يعيش مجرد ناقل أو مقلد وليس أدل على ذلك من قوله لربه (( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ )) ومنهجه وملّته الطاعة إلى أقصى مدى حتى أنه أقدم على ذبح ابنه الوحيد طاعة لربه . ....
 إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ  الزمر2.
 قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ  الزمر11.
 قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي  الزمر14.
  ومنهجه وملّته التبرؤ من المعاصي وأهلها حتى وإن كان وحده في مواجهة كل الخلائق.  ومنهجه وملّته التضحية بالنفس في سبيل الله وأن يعبد الله بيقين.  والصبر على الفتن والبلاء هو من أسس ملة إبراهيم حيث ألقي به في النار وواجه متفردا كل قومه بشجاعة منقطعة النظير. وعمارة الدنيا من مناهجه فهو أول من أقام القواعد من البيت وأسكن أهله بواد غير ذي زرع ودعا الله أن تعمر هذه الأرض القاحلة....فاستجاب الله لإخلاصه.
لقد كانت طاعة نبي الله إبراهيم لربه مضرب المثل حتى جعل الله أعماله وأسرته نسك الحج للمسلمين لتظل طاعته لربه مضرب الأمثال.
لكن الفقهاء ــ سامحهم الله ــ اخترعوا لنا ملّة محمد (ص) المذكورة أعلاه لكن استحوا أن يقولوا عنها بأنها ملة فأطلقوا عليها لفظ سنة نبوية قولية.  وصارت هي الملة المعتمدة التي لا يجب الحيد عنها، فيقولون ذامين لك   [أنت منكر سنة] لكن لا أحد يستشعر أبدا إنكار الملّة.
لقد صرنا مشركين باتباعنا ملّة محمد التي اخترعوها....وهنا مكمن الخطورة، فحين قام الفقهاء باعتبار السنة القولية مصدرا من مصادر التشريع فقد حق علينا قول ربنا:
 وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ  يوسف106.
وحق علينا قول ربنا: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ 6. وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ   (7) {يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم  - الجاثية (8)

فنحن من حملنا الإشراك سفاحا مع الإيمان بعدم اتباعنا ملة إبراهيم واتباعنا ملة اخترعوها واستحوا تسميتها أنها ملة محمد.