الأربعاء، 22 يناير 2014

فضائيات.. الصدامه والندامه



فضائيات..
 الصدامه والندامه

كتبه/ طارق عبد الحميد

ما نراه هذه الأيام على قنواتنا الفضائيه وهو كثير من العبث وقلة الأدب والسفاله والتشويه وتصفية الحسابات بين أناس يدعون أنهم علية القوم ، مع أنهم فى الحقيقه أسافل القوم.
الكل يسب الجميع، كل مذيع أو مقدم برنامج وكأنه بالبلدى كده شارى مساحه فى خرابه على قناه فضائيه لا يشغل باله إلا فضائح الآخرين، ولا يستضيف إلا من يسب الآخرين الذين له موقف منهم.
فمنهم مثلا من لا يحب وزير التعليم العالى ويستمتع بشده وهو يسمع ضيفه يصف الوزير وكأنه أراجوز أو إمعّه.. هكذا فهمت من الضيف أنه لا يحب وزير التعليم العالى لأسباب متعلقه بعمله مدافعا للأسف عن من خرب مصر وأضاع مستقبلها، بماضيه الملوث العفن هو وأولاده الذكور.  ويعتقد القائمين على البرنامج أن المشاهده ونسبها سترتفع كذلك الإعلانات التى ترتفع مقدراتها بإرتفاع نسب السب والقذف وسخونة البرنامج الذى يقدمه المذيع المبجل.
ولكن يبدوا واضحا للجميع ضحالة فكر كثير من مقدمى تلك البرامج والسطحيه الشديده التى ينعمون بها، بالإضافه الى ثقافتهم المحدوده، وبالذات وهو يوزع إبتسامته لمشاهديه على الهواء مباشرة، وهو يستمع الى ماسورة المجارى المفتوحه أمامه من ضيفه قليل الإحترام وهو يسب ويلعن فيمن يلعن فيه.  ثم يبتسم المذيع ويذكر الناس بأن الكلام على مسؤلية الضيف لا القناه ولا هو شخصياً، ويرد الضيف طبعاً طبعاًً.
ومقدم برامج آخر مدعى بطولات وصولات وجولات من الثوره من عصر مينا موحد القطرين، يدعى علمه ببواطن الأمور، يهدد ويتوعد من يخالفه الرأى بأنه ليس ثوريا ولا يحب مصر، ناهيك عن إتهامات العماله والتبعيه والتمويل الأجنبى، وهى الإتهامات الجاهزه المعلبه دائما فى وجه المعارضين.. حتى عبد الحليم قنديل لم يفلت من الإتهامات لأنه من مؤسسي حركة كفايه.. فالقناه التى تحاول أن تجد بديلا لمقدم برامج مثقف على الأقل، محاور جيد، ثورى حقيقى.  إستبدلته بمن يردح ويهلل ويزيًط ويسرب مكالمات وفيديوهات مكانها الوحيد ساحات القضاء.
وبرامج أخرى كأننا قاعدين على المصطبه فى مَكْلَمَهْ  "كلام X  كلام" فقط لا غير.
أما من يقدمون الرأى ووجهات النظر المتعدده فهم قليل نظرا لأنهم مثقفون ولأن المثقفين فى هذه البلد.. للأسف قليل. 
 وإذا كنا نريد حقا محاربة الجهل فلنبدأ بتثقيف مقدمى البرامج، لكى يصل الى المستمع ما يفيده وليس هذا الهراء العفن الخارج من أفواههم.
.....