الجمعة، 10 نوفمبر 2017

التنوير والتنويريون كتبه/ طارق عبد الحميد



التنوير والتنويريون

كتبه/ طارق عبد الحميد
لعن الله التنويريون والتنويريات الأحياء منهم والأموات،  والباحثون عن التنوير، فكل تنويره مستحدثه، وكل مستحدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلاله فى النار...
طبعا هذا رأى السلفيين والظلاميين وجهلاء العصر والأوان.
 يقولون أن التنوير فتنة للذين آمنوا، التنوير يجعل منك انسان متسائل دائما، ومجادل، ولكن فى نظر الظلاميين فأنت مجادل، ومتحزلق، والجدال يفتح باب الشيطان و يغلق أبواب الهدايه أمامك (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)   وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا   (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا     (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا   (57)  - الكهف. وطبعاً يستشهدون بجزء من آيه كعادتهم وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا.
وطبعاً، ذكرنا النص كاملا حتى يعرف القارئ أنهم مدلسون واستشهادهم بجزء من النص ليس له محل.. فالجدل يفتح أبواب النقاش، وهذا النقاش يمكن أن يصل بك الى النور الذى كنت تبحث عنه.. أما إذا كنت من الباحثين عن الظلام، فما عليك إلا أن تتمسك بقول الزور (لا عقل مع نص) مع أنهم حاولوا تفسير قول الله وكتابه الكريم عدة محاولات، كلها تعتمد على روايات ملفقه وأحداث تاريخيه، وكأنما كتب الله كُتِبَ وطُبِعَ من 1400 سنه وانتهى الأمر عند هذا الحد.
نعم، ما تم جمعه وصلنا كاملا، ليس بإراده بشريه بل بإراده الاهيه سواء رضيت أم لم ترض،( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَه   (17) إِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ  (18)   ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ    (19) القيامة)..
فقضية التنوير قضيه هامه جدا لنهضة الأمم، وبدون تنوير سنظل ننعق كالبوم فى الظلام منتظرين فأرا لنأكله.. التنوير قضية شعب وليست قضية مجموعه من البشر إعتقدوا أنهم فوق هذا البشر، وإن أظهروا غير ذلك، ليقولوا للناس تفاهات، على أنها أفكار تنويريه دونما أى دليل على ما يقولون..
جاليليو، عالم فلكى إيطالى شهير، في سنة 1609 بدأ جاليليو يصنع منظاراً بوضع عدستين في طرفي أنبوبة من الرصاص، وكان أفضل بكثير من الذي صنعه ليبرشي، بعد ذلك انكب جاليليو على منظاره يحسّن من صناعته، وراح يبيع ما ينتج منه بيديه، وصنع المئات وأرسلها إلى مختلف بلاد أوروبا، وكان لنجاحه صداه في جمهورية البندقية، ففي تلك الأيام كان كل فرد يعتقد أن الأرض مركز الكون، وأن الشمس وغيرها من الكواكب تدور حولها، وكان الطريق اللبني يعتبر حزمة من الضوء في السماء، وأن القمر مسطح الشكل. ولكن عندما نظر جاليليو من خلال عدسات منظاره لم يجد شيئاً صحيحاً من هذا كله، فقد رأى أن في القمر مرتفعات، وأن الشمس تنتقل على محاورها، وأن كوكب المشتري لهُ أقمار، مثلها في ذلك مثل القمر الذي يدور حول الأرض، ورأى أن الطريق اللبني ليس مجرد سحابة من الضوء إنما هو يتكون من عدد هائل من النجوم المنفصلة والسديم.
وكتب كتاباً تحدث فيه عن ملاحظاته ونظرياته، وقال أنها تثبت إن الأرض كوكبٌ صغير يدور حول الشمس مع غيره من الكواكب، وشكا بعض أعدائه إلى سلطات الكنيسة الكاثوليكية بأن بعض بيانات جاليليو تتعارض مع أفكار وتقارير الكتاب المقدس، وذهب جاليليو إلى روما للدفاع عن نفسه وتمكن بمهارته من الإفلات من العقاب لكنهُ انصاع لأمر الكنيسة بعدم العودة إلى كتابة هذه الأفكار مرة أخرى.  وإنصاع لتهديدات عصره، حيث كانت الكنيسه هى المصدر الوحيد للتشريع والالهام فى أوروبا.. ولذلك سمى بعصر الظلام.
هذا هو حالنا الآن، أزهرنا كنيستنا، وظلامهم ظلامنا، ولكنهم أمسكوا بطرف خيط النور منذ 500 سنه أما نحن فكلما أمسكنا بطرف الخيط قطعوا أيدينا، وهددونا بالثبور والقبور، والسجن بإتهامات عديده كلها معلبه ومغلفة فى موضوعات مثل
·       إنكار معلوم من الدين بالضروره ... الحكم تستتاب  و تقتل.
·       إنكار السُنَّه .. تستتاب وتقتل.
·       معارضه رأى إجتمعت عليه الأمه .. تحبس
·       مخالفة المذاهب .. تحبس
·       الجديد تولى أمر الفتوى لغير المتخصصين ... تحبس
·       الأحدث .. قانون نقد الرموز .. لا تتسائل كثيرا عن من هم الرموز .. سيتم تحديدها تباعا والعقوبه 7 سنوات سجن ومليون جنيه غرامه.
عظيمه يا مصر يا أرض النعم، يا مهد الحضاره، نعم كنا مهد الحضاره ، نعم كنا شعاع النور فى العالم كله.. أخذ عنا اليونانيون والرومان ونقلوا علوم المصرى القديم الى أوروبا، وكان النور.ولكن هناك من لا يريد لنا الآن أن نرى النور..
أنا لا أتهم أحد بعينه، او فصيل بعينه ، أو مذهب بعينه، أو أيديولوجيا معينه شيوعية كانت أو رأسماليه، فكلهم عندى سواء.. فلا يمكن لنا أن نعيش أكثر من ذلك فى الظلام الذى نعيش فيه.. والتغيير لا يأتى إلا من أعلى.
نعم، التغيير يجب أن يكون هَم القياده السياسيه والإقتصاديه للدوله، وعلى رأسها رئيس هذه الدوله، الجمهوريه المصريه.. فأنا لا أبالى بكل من حولى.. بل أنا مصرى أطمع وأطمح أن أعيش فى مجتمع متنور، يعرف قيمة الانسانيه التى خلقها الله فينا، لا قيمة البربريه التى كان العرب عليها من آلاف السنين، يسطون على جيرانهم من أجل النوق والخراف والماعز.. ثم تحولوا الى جيوش إتجهت نحو الشمال من أجل الشقراوات الجميلات، والثروات الممكنه من جراء ذلك الغزو .. والمصيبه أسموها فتوحات إسلاميه.. وتعللوا بنشر دين الله.. يا الله ... كم أنت مظلوم يا دين الله... لم يأمرك الله بهذا بل نصبت نفسك إلها مع الله وأخذت عنه القرار. وتقول للناس هذا أمر الله.
السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس مصر..
أطالبك بحماية كل رأى مخالف لرأى الفقهاء والأزاهره ومن يطلقون على أنفسهم رجال الدين، وما عم بعارفون من الدين إلا ما قيل لهم منذ العصر العباسى الأول.. نعم.. لم يتم تطوير شئ منذ ذلك التاريخ.. نعيش فى الماضى وكلما حاولنا التمرد على هذا الماضى لنعيش لمستقبل وطن وأبناؤه، يسحبنا هؤلاء الظلاميون الى الأمس البعيد، ليكرروا علينا...
أن كل مستحدثة بدعه... وكل بدعه فى النار..