الأحد، 26 مايو 2013

واضربوهن من / طارق عبد الحميد




واضربوهن

        ظهر علينا أحد المشايخ وما أكثرهم بأيامنا هذه يقول بضرب الزوجه الناشز مستشهدا بالآيه الكريمه التى تقول فى سورة النساء رقم الآية 34
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَىٰ النِّسَآء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَالِهِمۡ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهۡجُرُوهُنَّ فِى الۡمَضَاجِعِ وَاضۡرِبُوهُنَّ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلاَ تَبۡغُوا عَلَيۡهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا.
وطبعاً، فهموا وفسروا بعقولهم المريضه أن الله قد أمر بضرب النساء اللاتى نخاف نشوزهن أى اللاتى يعصين أمر أزواجهن كما يدّعون  وهذا إستدلال فاسد وتفسير يحتاج الى مراجعه عامه ممن يدّعون أنهم علماء الدين وإلاّ فلماذا لم يقل الله ( فإجلدوهن) مثلا.. وقالوا أن الضرب يكون ضرباً خفيفاً، ولما حاولت أن أفهم معنى الكلام وجدت نفسى أبحث عن معنى ثابت لكلمة الضرب فى القرآن فوجدت أنها تأتى فى 54 موضع وآيه فى القرآن منها على سبيل المثال لا الحصر.. ففى سورة النساء مثلا وردت آيات وتعدده تقول:
يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِى سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنۡ أَلۡقَى إِلَيۡكُمُ السَّلاَمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنًا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرًا.
وفى قول آخر: (وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِى الأَرۡضِ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ إِنۡ خِفۡتُمۡ أَن يَفۡتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الۡكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمۡ عَدُوًّا مُّبِينًا) أى سلكتم مسلكاً
وفى سورة إبراهيم يقول تعالى (أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٌ وَفَرۡعُهَا فِى السَّمَآءِ )
وفى سورة النحل قال تعالى (فَلاَ تَضۡرِبُوا لِلّهِ الأَمۡثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ ) وقال أيضاً (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبۡدًا مَّمۡلُوكًا لاَّ يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَىۡءٍ وَمَن رَّزَقۡنَاهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرًّا وَجَهۡرًا هَلۡ يَسۡتَوُونَ الۡحَمۡدُ لِلّهِ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لاَ يَعۡلَمُونَ) وفى سورة الكهف يقول العزيز القدير (فَضَرَبۡنَا عَلَىٰ آذَانِهِمۡ فِى الۡكَهۡفِ سِنِينَ عَدَدًا )
وفى سورة طه أهم توضيح لكلمة ضرب التى فسروها تفسيرا يهين المرأه ويجعل منهم من يستحق العذاب والإهانه.. وتقول الآيه ( 77 ) فى سورة طه (وَلَقَدۡ أَوۡحَيۡنَا إِلَى مُوسَىٰ ٓأَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِى فَاضۡرِبۡ لَهُمۡ طَرِيقًا فِى الۡبَحۡرِ يَبَسًا َّلا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخۡشَى)
وهنا نجد أن ضرب هنا معناها تبيان وتوضيح وتوجيه طريقا يسلكه المتقون ليهربوا ويفلتوا من العذاب سواء على يد فرعون أو غيره..
وفى سورة الحج 73  تتجلى المعانى لتلك الكلمات فيقول تعالى (يَآأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسۡتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخۡلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجۡتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ الذُّبَابُ شَيۡئًا َّلا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالۡمَطۡلُوبُ )
أى أن الله أوضح لكم الطريق الذى تسلكونه " يَآأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسۡتَمِعُوا لَهُ" أى تدبروه جيدا ولا تحيدوا وتأتى باقى الآيه لتوضح للناس كافه أن من يدعون من دون الله أيا من كانوا لا يستطيعون عمل شئ مهما كان.. وَيَضۡرِبُ اللَّهُ الۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ أى يوضح للناس
وهنا نجد أن كلمة إضربوهن تعنى أن نوضح ونبين لهم سوء ما يعملون إن كانوا يسيؤن ويخرجون عن طريق الله بنشوزهن.

طارق عبد الحميد