الخميس، 20 يوليو 2017

تصحيح بعض المفاهيم.. بقلم/ طارق عبد الحميد




       
تصحيح بعض
المفاهيم..

بقلم/ طارق عبد الحميد
        لى أحد الأقرباء سلفى التوجه،  مثله كمثل باقى السلفيين قراءاته محدوده، بكتاب الله وبعض الأحاديث والأذكار والأدعيه، ويكمن كتاب رياض الصالحين بما فيه من 1900 حديث وروايه تقريبا.
كلما إختلفنا فى شئ من الدين، كان دائما يردد لى الآيات التى سنناقشها الآن وهى بالقطع آيات تم تفسيرها خطأ للتدليس على الناس، وإحتكار الجنه للمسلمين دون غيرهم..
وأهم تلك الآيات التى نتحدث عنها هى آيات خواتيم سورة البقره كما يطلق عليها السلفيون..
(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة  285
 فقالوا لنا أن شرط الإيمان هو أن نؤمن بجميع الرسل لدخول الجنه.  وبما أن هناك من لا يؤمن بمحمداً كواحد من الرسل، فهذا يخرجه من دائره الإيمان.
      والحقيقه أن هذه الآية الكريمة بالذات بتصوير المؤمنين من متَّبعي رسالة محمد (ص)،  الرسالة الخاتمة، ودليل ذلك هو كلمة ــ الرَّسُولُ ــ  التي تعني محمَّداً، وبالتالي فكلمة {وَالْمُؤْمِنُونَ}  التي تتبعها بذات السياق تعني المؤمنين من أتباع الرسول محمَّد (ص). فقط وليس كل متبعى باقى الملل.  وهؤلاء المؤمنون من أتباع الرسالة الخاتمة مطالبون بالإيمان بجميع الرسل عليهم السلام، وذلك كون القرآن الكريم الموجود بين أيديهم والحامل للرسالة الخاتمة لن يحرَّف أبداً.
      ولكن، مفسرى العصر العباسى، والذين كان لهم رأى آخر، جعلوا من هذه الأمه مجرد قطيع من الماشيه يتبع سيده أو قائده دون وعى..  ألم يقل الله تعالى فى سورة النساء (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)  النساء 123 – 124  وقال تعالى أيضا فى محكم آياته (كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنڪَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ‌ۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡڪِتَـٰبِ لَكَانَ خَيۡرً۬ا لَّهُم‌ۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَڪۡثَرُهُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (110) لَن يَضُرُّوڪُمۡ إِلَّآ أَذً۬ى‌ۖ وَإِن يُقَـٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ (111) ضُرِبَتۡ عَلَيۡہِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ إِلَّا بِحَبۡلٍ۬ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبۡلٍ۬ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُو بِغَضَبٍ۬ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡہِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُ‌ۚ ذَٲلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقٍّ۬‌ۚ ذَٲلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ (112) لَيۡسُواْ سَوَآءً۬‌ۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ أُمَّةٌ۬ قَآٮِٕمَةٌ۬ يَتۡلُونَ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ (113) يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلۡخَيۡرَٲتِ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ (114) وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٍ۬ فَلَن يُڪۡفَرُوهُ‌ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ (115)
 آل عمران : 110 – 115
الحكم هنا لمتبعى الرسالات الأخرى غير رسالة محمد (ص). وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٍ۬ فَلَن يُڪۡفَرُوهُ‌ أى لن يضيع سدى ..
      وهكذا، علينا أن نتدبر آيات الله بكل تفاصيلها وما ترمى اليه، وما يريد الله من البشر.. فالله لم يخلق البشر ليعذبهم، ولم يرسل من الآيات والرسالات ليتفرق الناس على أديان مختلفه.. فالله أرسل دينا واحدا للبشر ، برسالات متنوعه مع أنبياءه ورسله.. وفيه قال المولى جل شأنه (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)   الشورى (13)
هذا دين الله واحد لا يتغير بتغير المرسلين.. ولكن نحن بنى آدم من تغيرنا..

اللهم إغفر لنا ولا تغفر لمن ضلّوا وأَضَلّوا