الأحد، 15 يوليو 2012

الإخوان والفاشيه طارق عبد الحميد

الإخوان والفاشيه
طارق عبد الحميد

قبل أن نبدأ فى الحديث عن، هل للإخوان علاقه بالفاشيه، علينا أن نتعرف أولا على معنى الفاشيه. 
الفاشيّة وبالإنجليزيه "FASCISM" مشتقه من الكلمة الإيطالية FASCIO ، وهي تعني حزمة من الصولجانات كانت تُحمَل أمام الحكام في روما القديمة دليلاً على سلطاتهم. وفي تسعينيات القرن التاسع عشر بدأت كلمة فاشيا "FASCIA" تستخدم في إيطاليا لتشير إلى جماعة أو رابطة سياسية.  وكان توظيف موسوليني لوصف الجماعة البرلمانية المسلحة التي شكّلها في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها
 والفاشيه"FASCISM" كمصطلح تفتقرإلى الدقة،  فكثيرًا ما تستخدم كاصطلاحات تهدف إلى الإساءة السياسية للخصوم السياسيين والاتهام لهم بالدكتاتورية ومعاداة الديمقراطية.

وبناء عليه أصبح "الفاشي" و"الديكتاتور" لفظين يطلقان بشكل متبادل على كل مَن يتبنى أو يعبر عن آراء منافية أو مخالفة للمنظومة الحاكمه أو مؤسساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والحق أنه لا يجب مساواة الفاشية بأساليب القمع الخالص،  كما أن الأنظمة الفاشية التي ظهرت في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين قدمت صيغًا من الحكم والإدارة السياسية التي يجب دراستها بمعزل عن الطبيعة السلطوية للأنظمة الفاشية.

وفى الحياة السياسية يأتي الفاشيون إلى السلطة ـ في أغلب الحالات ـ على إثر حدوث انهيارما بالبلاد سواء اقتصادي أو هزيمة عسكرية أو كارثة أخرى وفى حالتنا هذه قيام ثوره فى البلاد. ويكسب الحزب الفاشي أياً كان اسمه، تأييدًا شعبيًا لما يبذله من وعود بأنه سينعش الاقتصاد، ويعدل المايل ويسترد كرامة البلاد. وقد يستغل الفاشيون خوف هذه الشعوب من عودة النظم السابقه أومن الأقليات.العرقيه أو الدينيه وخلافه ونتيجة لذلك قد يستحوذ الفاشيون بأشكالهم المختلفه على السلطة عن طريق انتخابات سلمية أو عن طريق القوة إذا لزم الأمر.
بعد أن يستولي الحزب الفاشي على السلطة، يتسلم أعضاؤه الوظائف التنفيذية والقضائية والتشريعية في الحكومة. وفي أغلب الحالات يتولى رئاسة الحكومة شخص واحد ـ وغالبًا مايكون ذا نزعة استبدادية وجاذبية لدى الجماهير. وأحياناً، تتولى قيادة الحكومة هيئة من أعضاء الحزب. ولايسمح الفاشيون بقيام حزب آخر أو معارضة بشكل ما لسياستهم.

والحرية الشخصية مقيدة تقييدًا شديدًا في ظل الحكومة الفاشية، فعلى سبيل المثال، قد تقيد الحكومة السفر إلى البلاد الأخرى، وتحد من أي اتصال خارجى بشعوبها، وتهيمن على الصحف ووسائل الاتصال الأخرى في بلدها، وتبث الدعاية للترويج لسياساتها،ــ أحلام النهضه ــ وتمارس رقابة صارمة على المطبوعات لقمع الآراء المناوئة لها. ويفرض على كل الأطفال الالتحاق بمنظماتها ، حيث يتدربون على المسيرات ويتعلمون المفاهيم الفاشية. وتسحق الشرطة السرية أية مقاومة. وقد تؤدي المعارضة إلى السجن والتعذيب والموت.
والسؤال هنا، هل هناك ثمة تشابه بين موسولينى وحزبه وبين الحريه والعداله أى جماعة الإخوان فى مصر؟ .. وللحق أقول أننى أرى شبها كبيرا بين البدايات، ولكنى لا علم لى بالنهايات.  فما تطالعنا به وسائل الاعلام المغرضه وغير المغرضه ولا أعلم الفرق بينهما الآن على أية حال، وبين الكتاب والمحللين المغرضين منهم وغير المغرضين، ولكنى أرى تناحرا شديداً على جذب الجماهير الى أى من الفصيلين.
قنوات الإخوان من الناس مثلا وغيرها لا تألوا جهدا فى سب كل من يعارضهم وفى أى شئ، ومجلس الشورى يبدأ خطة الاستحواذ على تحرير الصحف ورؤساء تحريرها... ويتهم كل رأى آخر بأنه عميل ومأجور وابن ستين فى سبعين ... والمسيرات لا تتوقف من أجل الإستحواذ على كل شئ...
الكل أصبح ثورياً، والكل ينادى بالدين وتطبيق شرع الله والكل مختلف حتى مع آيات الله الصريحه الواضحه... وجهات النظر متعدده ولكن الهدف واحد الكل يريد الاستحواذ... هل معنى هذا أننا كلنا فاشيون؟
يطالب البعض بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل وإعطاء الصلاحيات كامله للرئيس... والبعض الآخر مرعوب من تلك الصلاحيات، لو أخذها سيطبق الاخوان ما هو أخطر من الأحكام العرفيه... صحيح أما لا أعرف ما هو أخطر من الأحكام العرفيه ولكن حادثة السويس تكشف عن مثال لها واضح وضوح الشمس ... يا إما تسمع الكلام أو تقتل... وكله بإسم الدين عقبال عندك... فالفاشيه هنا لن تكون فاشيه فكره أيديولوجيه بل ستكون فاشيه دينيه...
والبعض الآخر يرفض الفاشيه الدينيه بكل أشكالها وصورها مهما كانت ولو كانت ستأتى بالمن والسلوى من عند الله ... ليس لأنهم كفروا بآيات الله كما يدعى الاسلاميون ولكن لأنهم قرأوا تاريخ الفاشيه الاسلاميه على مر العصور ولم يجدوا فيها خيراً أبداً. ولا يقل لى أحد أن فاشية العصر الحديث أو الفاشيه الاسلاميه المصريه ستكون مختلفه ... فهى فاشيه ممتده من عصر معاويه الى آل الشيخ ــ أتباع محمد بن عبد الوهاب ــ فى العصر الحديث وأتباع مشايخ التكفير ومفتوا القتل والتنكيل كمن أفتى يقتل السادات وتفجير المبانى والسيارات وقتل الأبرياء أيّا كان دينهم أو عقيدتهم ..
وهنا أسأل هل الاخوان فاشيون؟