الأربعاء، 26 يوليو 2017

خطوات الشيطان كتبه/ طارق عبد الحميد




خطوات الشيطان
كتبه/ طارق عبد الحميد 


نزلت رسالة الاسلام على قوم العرب وبلسان العرب، ومع هذا ولأنهم قوم قساه القلوب، أغبياء العقول الى حد كبير، وبمجرد موت رسول الله (ص) إنقلبوا على أعقابهم وعادوا لسيرتهم الأولى... الغزو على الجيران، واستحلال نساءهم وسبى من يستطيعون مخالفين بذلك كل أسس الإسلام التى أبلغها لهم رسول الله (ص).
كان العرب قبل الاسلام مجرد قبائل تحركها نزعاتها البربريه الهمجيه فى مهاجمة الجيران ولأتفه الأسباب.. وكان الاســـتــيـلاء على الغنائم أو الأسرى من الدوافع الأساسية للحروب الجاهلية، العرب لم يغيروا من عاداتهم القبليه الهمجيه بعد ظهور نور دعوة الاسلام   التى نزلت على سيدنا محمد (ص).بل استمروا في غيهم هذا وأعادوا تسمية الحروب بفتوحات ليضفوا عليها الطابع الدينى .. الذى هو منه براء.
فمثلا حرب البسوس سببها قتل ناقة سعد بن شمس الجرمى عن طريق "كليب" واستمرت 40 سنه..
حرب داحس والغبراء والأسماء لفرسين لا يشق لهما غبار بين فرعين من قبيلة غطفان واستمرت 40 سنه..
وحروب كثيره أخرى تبين لنا أن عرب الجاهليه للأسف لا يختلفون كثيرا عن عرب ما بعد الاسلام.. فالإسلام لم يهذبهم ولم يمنع غزواتهم، بل أنهم غيروا إسمها الى فتوحات إسلاميه.. بعد موت النبى (ص)، وقبل موته كانوا يسمونها غزوات.. كغزوة بدر وأُحد والخندق وحنين... الخ .. الخ.
أما فى كتاب الله، فقد وصفهم الله بدقه متناهيه حين قال جل شأنه.. وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ..   (11) الجمعة
وقد وردت تلك الآيه فى السياق التالى :   (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ   (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ   (10)وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ   (11) الجمعة
وقد أشار الله بإنقلابهم على أعقابهم والعوده الى سيرتهم الأولى فور موت الرسول الكريم حيث قال تبارك وتعالى :
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ   آل عمران (144)
كذلك قال عنهم الله تعالى فى محكم آياته:
·      الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ   التوبة (97)  
·      وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ   التوبة (98)
·      قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ   الحجرات (14)  
·      وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ   التوبة (90)  
·      سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  .....  الفتح  (11)
لم يقتصر الأمر على أهل قريش ومكه بل إمتد الى المدينه، حيث قال سبحانه وتعالى:
·      وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ   التوبة (101)  -
·      وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ  ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ   يس (10)
·      إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ    البقرة  (6)    
وكان كثير منهم يخالف الرسول حين يطلب منهم الجهاد والقتال دفاعا عن دين الله، فيقول الله تعالى فيهم..
وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ   التوبة (90)  
تفسير المُيَسر ... وجاء جماعة من أحياء العرب حول (المدينة) يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبينون له ما هم فيه من الضعف وعدم القدرة على الخروج للغزو، وقعد قوم بغير عذر أظهروه  جرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفسير الجلالين...  وجاء المعذِّرون  بإدغام التاء في الأصل في الدال أي المعتذرون بمعنى المعذورين وقرئ به «من الأعراب» إلى النبي صلى الله عليه وسلم «ليؤذن لهم» في القعود لعذرهم فأذن لهم «وقعد الذين كذبوا الله ورسوله» في ادعاء الإيمان من منافقي الأعراب عن المجيء للاعتذار وسيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم.  
هؤلاء هم العرب، قوم محمد (ص)، هؤلاء يصفهم الله بالأوصاف التى ترونها وتقرأوها وتتداولوها.. هؤلاء هم القوم الذى أرسلت عليه الرساله الخاتمه للأسف.


·      مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا   الإسراء (15)  
·      لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ   يس (6)
·      كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ   آل عمران (86)
هؤلاء القوم أساء كثير منهم الى رسول الله، وكما بينّا فى الآيات، ما قاله الله فيهم.. أما أنت فيمكن أن تكون خارج ذلك الوصف ، ولتكون من أمة محمد وليس من قومه..  حيث قال الله فى أُمةِ محمد (ص) أمة الإسلام، متبعى ملة إبراهيم خليل الله.
·      وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ   آل عمران (104)
·      وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ   البقرة (143)  
·      كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ   آل عمران (110)  -
·      إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ   النحل (120
·      إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ   الأنبياء (92)  - 
·      وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا   النساء (125)  
نعم، لقد أمرنا الله أن نتبع مله إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، ولم يأمرنا أن نتبع أى ملة أخرى.. إن منهج إبراهيم وملّته هو التفكر والتأمل في ملكوت السماوات والأرض لأنه منهج أولو الألباب.. ومنهجه الوصول إلى اليقين في كل ما يقوم به من طاعة فلا يعيش مجرد ناقل أو مقلد
فما كان من العرب بعد وفاة سيدى رسول الله (ص) إلا أن إتبعوا دينا بديلا من إختراعهم، ألا وهو الدين الموازى، الذى وضعوا فيه حلالهم وحرامهم بناء على روايات وهميه ينسبونها لرسول الله، وهى روايات تخالف الرساله التى بُعث بها، مثل قتل المرتد، ورجم الزانى المحصن والزانيه، وإسترقاق البشر والدخول بهن دون رغبتهن ودون إذن اهلهن على إعتبار أنهم أسرى وسبايا، وكانوا يسمحون لأنفسهم فى حالة الهزيمه أن يسترق العدو نساءهم، ويعتبرونهم سبايا يعاشرونهم رغما عنهم، وبدون إذن أهليهم...
هذا هو دينهم، فهل هذا هو دينك أنت يا من تؤمن بالله وبكتابه وبرسله.. ألم يأمرك الله أن لا تتبع خطوات الشيطان
·         أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ   (60وَأَنِ اعْبُدُونِي هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ   (61)  يس
هذا قول الله الذى جحدوه، ليخرج علينا شيوخهم، يصرخون فينا أن السنة قاضية على القرآن وأن الحديث ينسخ الآيه  ــ أى يلغى حكمها ويلغيها وكأنها لم تنزل على رسول الله ــ هذا معنى النسخ لمن لا يعرف..
وشيخ آخر يخرج علينا بقوله أن الله أنزل قرآنين على نبيه (ص)، وآخر يفتى بأن للرسول حق التشريع، وأن الله أعطاه هذا الحق بالوحى الثانى الذى أنزله عليه.. إنه الدين الموازى يا ساده..
وفى النهايه أقول لكم
·         وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ..... الكهف 29.
اللهم بلّغت .. أللهم فإشهد..