الجمعة، 1 ديسمبر 2017

رساله مفتوحه الى حاكم مصر المحروسه كتبه/ طارق عبد الحميد




رساله مفتوحه الى حاكم
 مصر المحروسه

كتبه/ طارق عبد الحميد

التغيير لا يأتى من أسفل لأعلى أبداً، فإذا أردنا التغيير يجب أن تكون القرارات فوقيه.. وإذا أرادت دولة ما أو مجتمع ما  التغيير، فيجب أن تكون قراراته نابعه من قياداته.  أما إذا كانت قياداته تؤمن ببعض التغيير ولا تؤمن بالبعض الآخر ، فهنا تكمن الخطوره.
خطورة هذا أن التغيير قد لا يكتمل وتتكالب قوى الظلام عليه، وتعيده للخلف، وهذا ما أخشى عليه فى مصر، بلدى الحبيب.
نعم، لقد بدأنا نبحث عن التقدم والإزدهار، بدأنا نبحث عن العلم، العلم الحقيقى وليس العلم المتخلف الذى يسحبنا للخلف.. فالعلم والتكنولوجيا هو طريقنا الوحيد لمستقبل أفضل.. أما مظاهر التمسك بالماضى، وبالفقه المتخلف الذى ورثناه عبر عقود وقرون، لن يرسلنا إلا لمزبلة التاريخ، وها نحن الآن فيها نحاول الخروج منها ولكن قوى الشر تسحبنا للأسفل لا للخلف.  وقوى الشر المتمثله فى السلفيه بكل صورها والتى تدعوا الى العوده للوراء آملين فى دولة الخلافه، التى لم يكن منها الا كل دماء سُفكت وبيوت خُرِّبت وبلاد أُحرقت.. نعم هذا هو ملخص تاريخ العرب الأسود الذى عاشوه أكثر من ألف سنه.. فما أن دخلوا بلدا عنوة إلا وأفسدوها، ولنا فى الشرق الأوسط ومصر العبره..
ففى العراق كانت هناك حضاره رائعه، وهى حضارة بابل وفى الشام الحضاره الآشوريه وفى مصر الحضاره المصريه القديمه والمعروفه خطأً بإسم الحضاره الفرعونيه.. كل تلك الحضارات وتاريخها تم محوه منذ غزو العرب لها بحجة نشر الاسلام.. لم ينشروا إسلاما بل نشروا دينا موازيا (دين أبوهم) وهذا ليس رأيي بل رأى القرآن وكتاب الله المبين، حيث قال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) البقره 170 .
نعم ، قدموا النقل على العقل فكانت الطامة الكبرى ، التخلف بأبهى صوره فى هذه البلاد، ولما نادى ابن رشد بإتخاذ العلم سبيلا، لم يستمع اليه أحد، وها هى النتيجه الآن بلاد متخلفه علميا لا تعلم عن العلم إلا أمانى، تستورد التكنولوجيا كالحاسب الآلى والمحمول ولا تصنّع أيا منهما.. تستورد السيارات الفارهه ولا تصنع كرسى من كراسيها.. حسبنا فقط تكنولوجيا الإصلاح والميكانيكا..
هذا هو حال المسلمين الآن، ذلك لأنهم إعتمدوا النقل لا العقل منهاجا.. ولم تستهويهم علوم الغرب، بل عاشوا فى تخلفهم بحثا عن الجنه والآخره، وشفاعة النبى التى لن تأتى أبدا، وقياسا على أن دخول الجنه برحمة من الله وليست بقدر العمل الصالح الذى تؤديه.
وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئً
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون
هذا قول الله، إن كنت تؤمن بالله.. أما غير ذلك من إدعاء بخول المسلم الجنه مهما كانت ذنوبه، فهذا هراء وكلام فارغ، وسيتم اتهامى بإنكار السنه وما هى الا دينا موازيا إخترعه العرب ليعيشوا على معتقداتهم التى ألِفوها.. وعاشوها.. قبل الإسلام وبعد موت الرسول (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران.
نعم، إذا أردنا التغيير فيجب أن نتوقف عن المناداه بحبنا للماضى وأن لنا فيه أسوة حسنه ممن سبقونا.. فمن سبقونا لم يكونوا أفضل منا حالا بل كانوا سفاحين وقطاع طرق، حولوا دين الله الى سبايا وملك يمين.. وإستعبدوا الناس التى خلقهم الله أحرارا.. أليس هذا هو إسلامكم الذى تعرفونه.. بل هو ماضيكم القذر للأسف.
ورسالتى هذه الى الحكام وبالذات حاكم مصر الآن.. التغيير لن يأتى الا من عندك.. وبالأمر.. فليتوقف المشايخ عن فتاواهم التى تعيدنا الى الوراء.. ولينتفض العلماء وأصحاب الرؤى التنويريه ليأخذوا الناس بعيدا عن معتقدات السلف الطالح الذى خرب عقولنا جميعا.
واللهم إغفر لنا ولا تغفر لهم لأنهم ضلّوا وأضلوا..