الأحد، 31 يناير 2016

التنوير والتنويريون.... كتبه/ طارق عبد الحميد





التنوير والتنويريون
طارق عبد الحميد



لعل أكثر ما يصدمنى الآن لفظ التنوير وكل ما يتعلق به من مفردات أمثال تنويريين، تنويريه، متنورين، المجلس الأعلى للتنوير، وفى الأخير ناس متنورين.. وممكن منورين.
المصيبه الكبرى أن التويريين الجدد، مثلهم مثل الظلاميين القدامى، يقدمون أنفسهم على أنهم محتكرى الحقيقه، ولا أحد غيرهم يحتكر تلك الحقيقه.. فمثلا نرى فى التاريخ الإسلامى لفظ "إجماع الأمه" أو " إجماع الائمه" مع انهم لم يجمعوا على شى قط سوى ثوابت الشعائر كصلاة الظهر 4 ركعات مثلا لم يختلف عليها أحد كذلك المغرب 3 ركعات.. صحيح إختلفوا فى هيئتها، ايدك جنبك أو على بطنك كيف تضع قدمك تحتك .. تفتح ارجلك او لا تفتحها.. كل هذا لا علاقه له بالفرض.. وهو الصلاه.. أما إن إجتمعت الأمه على شئ آخر فهم فى الغالب يجتمعون على ضلال.. وعلى رأئ صديق لى (" ما إجتمعت أمتى إلا على ضلال ")..
تنويرون إسلاميون، أو هكذا يطلقون على أنفسهم، لا يملكون شيئا سوى الهدم، الهدم فى كل ما تصل اليهم أيديهم، بعلم كان أم بجهل.. وللأسف لا يعرفون شيئا عن البناء.. يتنابذون بالألفاظ على الفضائيات .. الكل يتهم الكل بأنه فاسد وجاهل .. وكلهم على حق فيما يقولونه.
وللأسف التنويرون الحقيقون قليلون جدا، من يملك منهم مقومات وقدرات البناء، قليلون.. ولا يلتفت إليهم الكثيرون.. لهذا ستظل مصر وقوم العرب أجمعين فى جهلهم وغباؤهم وثباتهم العميق أو كما قال تعالى (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ). هطذا يصفهم الله عز وجل..
هذا ما وصل اليه التنوير فى عالمنا المعاصر...