الخميس، 12 سبتمبر 2013

الاخوان والسرطان كتبه : طارق عبد الحميد






الاخوان والسرطان
كتبه : طارق عبد الحميد
يعيش البعض فى وهم أنه تم القضاء على الإخوان" الإرهابيين"، قضاءً تاماً باتاً، لا رجوع فيه البته.. وقد يكون هذا الرأى له وجاهته، إذا لم تكن تعرف أو تُقدر حجم العدوـ الإخوان ـ الذى ظهر على السطح منذ الإنتخابات الرلمانيه الماضيه والتى أفرزت – كما يعلم الجميع ـ أسوأ بل وأحط برلمان شهدته مصر منذ عرفت الحياه البرلمانيه سنة 1881 أو 1882 تقريبا..
ولكن قضية الجماعة ليست فى العدد أو العده أو التمويل فقط.. بل لقد إتحدت ووضعت مصيرها فى أيدى مخابرات دوليه كبرى أهمها المخابرات الإنجليزيه والتى أسهمت فى إنشاءها سنه 1928، ثم دخلت المخابرات الألمانيه على الخط منذ الحرب العالميه الثانيه،  فالأمريكيه والفرنسيه وهذا ما نعلمه, أما ما لا نعلمه فقد يكون الكثير، ناهيك عن أجهزه عربيه وإقليميه تسعى كلها للسيطره على المنطقه، كُلٌ حسب هواه ومصالحه، منهم من أراد أن يأمن شرهم، ومنهم من أراد أن يستغل شرهم... ناهيك عن الجماعات الإرهابيه الكثيره التى أفرزتها ولا تزال تفرزها..
وإذا نظرنا الى كيفية تحطيم الإتحاد السوفيتى وتفكيكه، كانت الخطه الأساسيه كما تعلمون تعتمد أساساً على وضع الرجل الغير مناسب، والغير كفئ، ولا مانع من أن يكون مخرباً أيضاً، فى دواوين الحكومه المركزيه والمصالح والهيئات والصحف والقضاء والشرطه والجيش، كذلك أجهزة المخابرات سواء العامه أو الحربيه أو حتى أمن الدوله.. خلايا كلها نائمة او مستيقظه، غافلةٌ اومُنتبهه أيضاً لتتحين الفرصه للإنقضاض على الدوله وتحطيمها..
وإن كان من كرم الله لنا، أنهم تولوا السلطه العليا المطلقه فى البلاد، فى وقت لم يكونوا على أهبة الإستعداد له.  ولأنهم طمّاعين ومفجوعين كمان ومحدثى نعمه، فقد أكلوا وشربوا فى أشهر قليله ما لم يستطيعوا تحمله، فظهرت (كروشهم) بعد أن حلّقوا ذقونهم أو على الأقل خففوها شويه..
وهم الآن يعدون العده من جديد بمساعدة تلك الأجهزه العالميه الإستعماريه المخربه ـ أجهزة المخابرات ـ للتعامل مع مصر من نمظور جديد، ليسوا هم وحدهم ولكن أذنابهم ومواليهم وأحزابهم الكثيره التى أنشأوها على شاكلتهم، ويتعاملون الآن بالمثل الشعبى الذى يقول " الإيد اللى متقدرش تقطعها .. بوسها " ..
 ولكن هناك من يعتقد من الحكماء ـ او الذين يدّعون أنهم حكماء ـ انه بالإمكان السيطره عليهم بعد حبس كبيرهم هذا أو قادنهم.. وهذا وهم كبير، فهم كالسرطان الذى ينتشر ويتوغل ليدمر الجسد، ولا سبيل للعلاج إلا التدخل الجراحى ثم العلاج الذرى والكيماوى كما تعلمون جميعاً..
ولهذا علينا أن ننتبه جيداً، ولا نعتمد على أنهم الآن قد هُدّتْ عروشهم وتم تدمير أركان دويلتهم التى تشكلت فى مصر والعالم..  فالقضيه لم تنتهى بعد، وعلينا تطهير كافة المصالح والهيئات ومؤسسات الدوله منهم تماماً، ولا تأخذنا بهم أى شفقه، دعوهم فى بيوتهم يتقاضون رواتبهم ولا يعرفون من أسرار أى مصلحه أو مؤسسه شيئاً.. ولا يقول لى احد حرام، لأنه سيسمع منى كل ( طيت وطيت وطيت وطيت ...)
كفانا ما عايشناه طوال سنتين مضت..