الاثنين، 27 أبريل 2015

إسلام الله لا إسلام البشر 5/1 ..كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى... تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ




إسلام الله
 لا إسلام البشر 5/1
قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى...
تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ
كتبه/ طارق عبد الحميد

 

كنت أود أن أعرض عليكم هذا الموضوع وهو تفسير مختلف للآيه الكريمه التى تقول قال تعالى فى كتابه العزيز"  قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِى بَأۡسٍ۬ شَدِيدٍ۬ تُقَـٰتِلُونَہُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ‌ۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنً۬ا‌ۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمً۬ا... (الفتح 16)..

 ولكن لمن لم يتابع كتابات المهندس عدنان من قبل رأيت أن تلك الآيه مرتبطة بتفسير له لبعض آيات من سورة الإسراء كتبه من قبل، ولهذا وجب علىّ الإشاره الى مقالته السابقه والتى هى بعنوان  نهــاية   إسـرائيــل   في  الـقرآن  الكـريـم أولا قبل تفسيره للآيه معرض مقالنا هذا.

فى مقاله هذا "نهاية إسرائيل " إستعرض الكاتب بعض الآيات الوارده فى سورة الإسراء فى كتاب الله المنزل وربط بين دلالات تلك الآيات، ونهاية إفساد بنى إسرائيل فى الأرض، وبدأ أولا بإستعراض تلك الآيات والتى تقول .." وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرءيلَ فِي الْكِتَبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِللَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَكُمْ بِأَمْوَلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً(6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً(7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَفِرِينَ حَصِيراً  )  [ الإسراء 4-8 ] ..

ويقول الكاتب فى مقدمة مقاله :- " إنّ الحديثَ عن الغيبيات يحمل مجازفةً بحقيقة إدراكنا للمقدمات التي ننطلق منها في الحديث عن تلك الغيبيات، وبمصداقيّتها .. وفي الوقت نفسه يحمل - هذا الحديث - إدراكاً عميقاً لفهم تلك المقدّمات إذا ما تمَّ تحقّقُ هذه الغيبيّات وفق الصورة التي نتوقّعها ..
وإذا ما كانت بين أيدينا مقدّماتٌ ثابتةٌ حول مسألةٍ ما، فيصبح التنبّؤُ بالغيبيّات المتعلّقة بتلك المقدّمات متعلّقاً بإدراك هذه المقدّمات، وأكبرَ احتمالاً للتحقّق، وبالتالي تصبح إمكانيّةُ تحقّق هذه الغيبيّات أبعدَ ما تكون عن التخمين، وأقربَ ما تكون إلى الواقع.
وفي حديثنا عن نهاية الكيان الإسرائيلي، لا نرى مقدّماتٍ أوثقَ من القرآنِ الكريم للانطلاقِ نحو تصوُّرِ نهايةِ الصراعِ مع هذا الكيان."
وهنا نرى أن المهندس عدنان الرفاعى ــ كاتب البحث ــ إتخذ القرآن الكريم ــ قول الله ،منهجا خالصا لإستنباط ما قد يثير جدلا بين الناس ولا يحتكم الى أى مقدمات سياسيه أو أيديولوجيه أو حتى تاريخيه لفهم النص القرآنى.. ويضيف عدنان الرفاعى قائلا :- في البداية نقول .. إنّ المرحلة التي تمرّ بها الأمّة ومنذ أكثر من نصف قرنٍ هي مرحلةٌ مؤرّخةٌ قرآنيّاً، حيث صوّرها القرآنُ الكريم في مكانين من سورة الإسراء ..( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) [ الإسراء 7] .. (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرءيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ) [الإسراء 104  ] إنّ العبارة القرآنية  (وَعْدُ الْآخِرَةِ) في هاتين الصورتين القرآنيّتين تتعلّق بالحياة الدنيا قبل قيام الساعة، وتتعلّق بفترةٍ زمنيّةٍ واحدة .. فقول الله تعالى : (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاًهو مقدّمةٌ للنتيجةِ التي تُصوِّرها الصورة القرآنيّة : (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) .. وإنّ قول معظم المفسرين بأنّ وعد الآخرة بالنسبة لدخول المسجد الأقصى قد تمَّ سابقاً (قبل الإسلام حينما قَتَلَ اليهودُ يحيى عليه السلام ) ، وأنّ وعد الآخرة بالنسبة للمجيء لفيفا هو بعد قيام الساعة، هما قولان يتعارضان مع حقيقة الدلالات التي تحملها هاتان الصورتان القرآنيّتان ، ومع حقيقةِ ما يحملُهُ القرآنُ الكريمُ بشكلٍ عام ..
والنص الذى ذكرناه سالفا هو النص الوحيد فى كتاب الله الذى بيّن فساد إسرائيل فى الأرض أو بمعنى أدق إفساد بنى إسرائيل فى الأرض كما قول الكاتب، ويضيف عدنان الرفاعى قائلا :- " والصورة القرآنيّة : (   وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرءيلَ فِي الْكِتَبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِتُبيّن لنا أنّ إفسادَ بني إسرائيل في هاتين المرتين سينتشر في الأرضِ كافّة ، وبالتالي لن تكونَ هناكَ أمةٌ خارجَ تبعاتِ هذا الفساد.
 وإذا ما نظرنا الآن إلى كلِّ ما يجري على الأرض من فسادٍ ومن انحطاط في القِيَم ومن فتنٍ ومآسٍ وحروبٍ وأزماتٍ اقتصاديّةٍ ، فسنرى أن لهذا الكيان يداً في كلّ ذلك.  وهذا الفساد الذي يُلقون بذورَه في الأرض ويرعونه ، هو وسيلتُهُم الوحيدةُ للعلوِّ في هذه الأرض ، وهذا ما تحمله الصورة القرآنية : (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً)،  فهؤلاء لا يعلون إلاّ على أرض الفساد، وفي مُناخِ الفتن والمآسي وانحطاط القِيَم والأخلاق .. وقد بيّن القرآنُ الكريمُ صفتَهم هذه في أكثر من موقعٍ، عبر تصويرِ سيرتِهم مع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وعبر وصفهم المجرّد عن هذه السيرة.  ويتابع النصُّ القرآنيُّ الحديثَ عن إفسادِهِم الأوَّل الذي قاموا به قبل نزول النصّ القرآني، وكيف أنّ الله تعالى بعث عليهم عباداً أولي بأسٍ شديد .. ومن المعلوم والثابت تاريخياً أنّ هؤلاء العباد الذين وضعوا حداً لإفساد بني إسرائيل في المرّة الأولى هم بقيادة نبوخذ نصر سنة (586) قبل الميلاد. ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُوليهمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) ..
وهكذا أوضح الكاتب أن التفسيرات الموروثه لم تلتفت إلى القرآن كمصدر رئيسى للمعلومات، لا يأتيه الباطل أبدا، ولهذا يصل بنا دائما الى الحقيقه.. ولهذا نرى أنَّ الفعلَ: ( بَعَثْنَا  ) والفعلَ: ( فَجَاسُوا ) يردان بصيغة الماضي.. وهذا دليل على أنه قد حدث بالفعل.. كما أوضح الكاتب. ويصيف الكاتب قائلا:- " وأنَّ نهايةَ هذه الآيةِ الكريمةِ هي العبارةُ القرآنيّة : (وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) .. ونرى في الصُّورةِ القرآنيّةِ المصوِّرةِ للإفسادِ الثاني (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً ) أنَّ الأفعالَ : ( لِيَسُوا )، ( وَلِيَدْخُلُوا )، ( وَلِيُتَبِّرُواتردُ بِصيغةِ المضارع، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ أحدَاثَ الإفسادِ الأوَّل لبني إسرائيل قد وقعت قبل نزول القرآن الكريم ، وأنَّ أحدَاثَ الإفسادِ الثاني لبني إسرائيل ستقعُ بعدَ نزول القرآن الكريم، أى فى زماننا هذا..
وإذاكانت بعض التفسيرات أشارت الى أن نبوخذ نصر الذى قام بسبيهم الى بابل، فيما يعرف فى التاريخ بالسبي البابلى، أشارت الى أنه وثنى، فهذا تفسير خاطئ كما يشير الكاتب أيضا مستدلا لقوله تعالى بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا  فكيف تكون العباره عبادا لنا لوثنيين..
ويضيف المهندس عدنان قائلاً:- " ويتابع القرآنُ الكريمُ تصويرَ ما قضاه اللهُ تعالى لبني إسرائيل في كتابهم : (  ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَكُمْ بِأَمْوَلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً  ) ..  إنّنا نرى أنّ هذه الصورة القرآنية تبدأ بالعبارة  (  ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ  ) ، ولم يقل الله تعالى ( فرددنا لكم الكرة عليهم ) .. فكلمةُ  (ثُمَّ)  – كما نعلم –  تُفيد التراخي في الزمن إذا ما قُورنت مع حرفِ الفاء الذي يُفيد التعقيب.
بينما أشارت كثير من كتب التفسير أن الإفساد الثانى قد حدث بالفعل فهذا التفسير إعتبره الكاتب تفسير خاطئ لا يستند الى دليل من كتاب الله كما أوضحت الآيات التاليه والتى تقول " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَكُمْ بِأَمْوَلٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً(6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً(7) الإسراء.
وهذا ملخص لما كتبه الأستاذ/ عدنان الرفاعى ..
للمزيد إقرأ الرابط التالى.. http://www.archive.org/download/ALTHEKR/nihait_israil.pdf

فى المقال القادم سنعرض ما كتبه فى تفسير " قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِى بَأۡسٍ۬ شَدِيدٍ۬ تُقَـٰتِلُونَہُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ‌ۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنً۬ا‌ۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمً۬ا... (الفتح 16)..

وسنكتشف مدى ضعف تفسيراتنا الموروثه، وعدم قدرتها على تبين الحق من كتاب الله تعالى..