الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

ظُلم الإِلَه بقلم / طارق عبد الحميد..





ظُلم الإِلَه
بقلم / طارق عبد الحميد..
لقد ظلمنا الله كثيراً، وللإسف نعتناه بصفات لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نعتقد أو يعتقد عاقل أننا نصف الله بالظلم.  بل هو العدل، والعدل المطلق.  ولكن موروثاتنا للأسف جعلتنا نعتقد فى ظلم الله لعباده.
والسؤال، كيف ظَلَمْنَا الإله؟ ... والإجابه أننا إفترضنا فيه ما ليس فيه، وليس هذا فقط، بل إفترضنا أنه سيُدخل كل المسلمين الجنه، ذلك لأنهم فقط مسلمون...  وهذا فى فكر الإسلام كما يدعون.. وسيدخل المسيحيين الجنه، وهذا فى عقائد المسيحيين "النصارى".. وكذلك سيُدخل اليهود فقط الجنه كما يدعى أصحاب التوراه والتلمود.
وحقيقة الأمر، أنهم جميعا إحتكروا الجنه لأنفسهم دون غيرهم،  ولأن الله حقٌ وعدل، ولأن القرآن من عند الله، فقد أوضح القرآن لنا بالدليل القطعى أن ما يقوله المسلمون أو المسيحيون" النصارى " أو اليهود ليس بصحيح على إطلاقه.. وإليكم الدليل الواضح إذا كنتم من أولى الألباب..
يقول تعالى ..
" وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬ا‌ۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّ۬ا‌ۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ (١٢٢) لـيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِىِّ أَهۡلِ ٱلۡڪِتَـٰبِ‌ۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءً۬ا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُ ۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيًّ۬ا وَلَا نَصِيرً۬ا (١٢٣) وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِن ذَڪَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٌ۬ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرً۬ا (١٢٤) وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينً۬ا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُ ۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ۬ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٲهِيمَ حَنِيفً۬ا‌ۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٲهِيمَ خَلِيلاً۬ (١٢٥) سورة النساء".
كانت تلك أمانى أهل الكتاب، والمقصود بأهل الكتاب كما نعلم جميعاً هم اليهود والنصارى.. ولكن من يقصد الله بقوله " لـَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِىِّ أَهۡلِ ٱلۡڪِتَـٰبِ‌ۗ  ".. ألا يقصدنا نحن أصحاب القرآن، ألا يقصد اليشر أجمعين إذا كان القرآن قد نزل للبشر كافه.  أليس هذا ما نؤمن به جميعاً.
ولكن إسارات القرآن لم تتوقف عند هذا الحد.. قالله تعالى يقول فى سورة البقره " وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰ‌ۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡ‌ۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَـٰنَڪُمۡ إِن ڪُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (١١١) بَلَىٰ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُ ۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ۬ فَلَهُ ۥۤ أَجۡرُهُ ۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (١١٢) .
تلك أمانيهم أيضا يذكرها الله تعالى صراحة أيضاً، ولكن أكثركم للحق كارهون.  ويضيف الله تعالى "   بَلَىٰ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُ ۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ " .. هل معنى من أسلم وجهه لله هم المسلمون الآن.. أو من يدينون برسالة محمد (ص) بالقطع لا..
ولا تتوقف الإشارات عند هذا الحد بل تزيد، فيقول تعالى "  وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ"   المائدة : (١٨)   
ألا يقول مسلموا العصر والأوان الكلام نفسه، ألا نقول أن الله سيغفر لنا جميعا فقط لأننا على دين محمد (ص). وماذا نقول فى الآيات التاليه ..
وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ۬ جَاثِيَةً۬‌ۚ كُلُّ أُمَّةٍ۬ تُدۡعَىٰٓ إِلَىٰ كِتَـٰبِہَا ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٨)هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيۡكُم بِٱلۡحَقِّ‌ۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّہُمۡ فِى رَحۡمَتِهِۦ‌ۚ ذَٲلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَـٰتِى تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱسۡتَكۡبَرۡتُم وَكُنتُمۡ قَوۡمً۬ا مُّجۡرِمِينَ (٣١) سورة الجاثيه .. من قال أن الله لن ينظر إلا إلى أهل القرآن.. فالله يقول عكس ذلك تماماً، ولأن الله عدل فإنه لن يظلم أحد من عباده، فالعلاقه بين الإنسان وربه فى الإيمان والعمل الصالح، فلا يدعى أحد بأن الجنه خالصة له وأنه إحتكرها فقط لأنه مسلم أو نسيحى أو يهودى ..
ولأننى أعرف ما سيقوله أصحاب العقول والقلوب المريضه، بأن كتب تلك الأمم قد تم تحريفها، وأن العلاقه بينها وبين ما يقوله الله إنتهت .. وهنا أسأل.. هل كان ذلك خافيا على الله حين قال له فى سورة المائده .. وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَٮٰةُ فِيہَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَلِكَ‌ۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٤٣).. هل كانت التوراه محرفه أم تم تحريفها فيما بعد نزول الآيه..  وما قولكم فى قوله تعالى فى نفس السوره " وَلۡيَحۡكُمۡ أَهۡلُ ٱلۡإِنجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ‌ۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡڪُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡفَـٰسِقُونَ (٤٧).. فهل كانت محرفه أيضا أم تك تحريفها بعد نزول الآيات ..  وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقً۬ا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡڪِتَـٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِ‌ۖ فَٱحۡڪُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ‌ۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّ‌ۚ لِكُلٍّ۬ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةً۬ وَمِنۡهَاجً۬ا‌ۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَڪُمۡ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ وَلَـٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِى مَآ ءَاتَٮٰكُمۡ‌ۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٲتِ‌ۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُڪُمۡ جَمِيعً۬ا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (٤٨) المائده
ولكن لأن أكثركم للحق كارهون، تصرّون على أن الجنه خالصة لكم يا معشر المسلمين، يا أصحاب القرآن .. " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ  " البقرة : ( ١١٣)
كذلك قلنا مثل قولهم لأننا نجهل ولا نعلم ولا نتدبر كلام الله وقوله. فالحقيقه أننا أمه بالفعل ضحكت من جهلها الأمم .. وما زلنا نصر مستكبرين على الله بما لم يأتى من عند الله،"  تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّ‌ۖ فَبِأَىِّ حَدِيثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَايَـٰتِهِۦ يُؤۡمِنُونَ (٦) وَيۡلٌ۬ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ۬ (٧) يَسۡمَعُ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسۡتَكۡبِرً۬ا كَأَن لَّمۡ يَسۡمَعۡهَا‌ۖ فَبَشِّرۡهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ۬ (٨) وَإِذَا عَلِمَ مِنۡ ءَايَـٰتِنَا شَيۡـًٔا ٱتَّخَذَهَا هُزُوًا‌ۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ۬ مُّهِينٌ۬ (٩) سورة الجاثيه  .. كل هذا وما زلنا نستكبر على آيات الله.. ونؤمن بما قال السفهاء منا فى أحاديث ملفقه منسوبه الى رسول الله (ص) ..

.. مسلم حديث رقم ( 4971 ) حسب ترقيم العالميّة :
[[ حَدَّثَنَا ... عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ويلقى بهم فى النار ....... ]]
كيف بنا أنْ نُفسّرَ تلك الأكاذيب الملفقه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ونقتل ونسبى ونحرق البشر فقط لأنهم ليسوا على ديننا .. الصليبيين قاموا بمثل هذا من قبل، كذلك اليهود وها نحن الآن نقوم بنفس الفعل.. إلى متى ستستمر تلك المجازر بإسم الدين، إلى متى ستستمر تلك الحروب بإسم الرب .. إلى متى سنستمر فى ظُلم الإله..