بسم الله الرحمن الرحيم
إنْ الحُكم إلا لله
بقلم/ طارق عبد الحميد
بقلم/ طارق عبد الحميد
إن الحكم الا لله... كلمات من القرآن الكريم كلمات حق وللأسف يراد بها باطل
ممن يستخدمونها لخداع البسطاء ومن لا يحفظون كتاب الله كاملا ـ وأنا للأسف واحد منهم
ـ وتبدأ الوقائع بجلسه مع بعض المعارف يستمعون فيه لداعيه سلفى بدأ الجلسه بتلك
العباره " إن الحكم الا لله" وبدأ يتحدث فى الدوله المدنيه الكافره
والدوله الدينيه الإسلاميه وعلى الناس ارتداء الحجاب واللحيه والجلباب وبعدها
ستنهمر من السماء البركات والنفحات. ومع اننى قرأت من قبل حديث لرسول الله يقول
" إن الله لا ينظر الى صوركم ولكن الى أعمالكم وفى قول آخر الى قلوبكم."
ولأننى طمّاع فى المعرفه وكذلك اشك فى أى كلام أسمعه
وأحب أن أتأكد منه فقررت البحث عن الآيه التى تقول ذلك والبحث عن التفسير
لها. وكم كانت الصدمه والطامة الكبرى حين
وجدت ثلاث آيات لا واحده تقول هذا, ولكنى وجدت أيضا أن المتحدث ذكر جزء من الآيه
فقط ليدلل بها عن رأيه ولم يذكر باقى الآيه أو الآيات التى تتحدث فى هذا الشأن,
وقررت أن أشرككم فيها معى لنرى ماذا يقصد الله منها لنا كبشر.
ولنبدأ من
الآيه الوارده فى سورة الأنعام ويقول تعالى : ــ
قُل إِنّي
نُهيتُ أَن أَعبُدَ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ قُل لا أَتَّبِعُ
أَهواءَكُم قَد ضَلَلتُ إِذًا وَما أَنا مِنَ المُهتَدينَ ﴿٥٦﴾ قُل إِنّي عَلى
بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَكَذَّبتُم بِهِ ما عِندي ما تَستَعجِلونَ بِهِ إِنِ
الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيرُ الفاصِلينَ (الأنعام)
والمعنى
قل - أيها الرسول لهؤلاء المشركين- : إني على بصيرة واضحة من شريعة الله التي أوحاها إليَّ, وذلك بإفراده وحده بالعبادة, وقد كذَّبتم بهذا, وليس في قدرتي إنزال العذاب الذي تستعجلون به, وما الحكم في تأخر ذلك إلا إلى الله تعالى, يقصُّ الحقَّ, وهو خير مَن يفصل بين الحق والباطل بقضائه وحكمه.
والمعنى
قل - أيها الرسول لهؤلاء المشركين- : إني على بصيرة واضحة من شريعة الله التي أوحاها إليَّ, وذلك بإفراده وحده بالعبادة, وقد كذَّبتم بهذا, وليس في قدرتي إنزال العذاب الذي تستعجلون به, وما الحكم في تأخر ذلك إلا إلى الله تعالى, يقصُّ الحقَّ, وهو خير مَن يفصل بين الحق والباطل بقضائه وحكمه.
ما علاقه
هذا بالحكم سواء كان جمهوريا أو ملكيا علمانيا أو ليبراليا, ما علاقه هذه الآيه
بحكم البشر. واليكم الآيه الثانيه ويقول
الله تعالى فى سورة يوسف : ــ
سورة يوسف 40 ,
ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٤٠﴾
والمعنى هنا يقول : ما تعبدون من دون الله إلا أسماءً لا معاني وراءها, جعلتموها أنتم وآباؤكم أربابًا جهلا منكم وضلالا، ما أنزل الله من حجة أو برهان على صحتها, ما الحكم الحق إلا لله تعالى وحده, لا شريك له, أمر ألا تنقادوا ولا تخضعوا لغيره, وأن تعبدوه وحده, وهذا هو الدين القيم الذي لا عوج فيه, ولكن أكثر الناس يجهلون ذلك, فلا يعلمون حقيقته.
سورة يوسف 40 ,
ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴿٤٠﴾
والمعنى هنا يقول : ما تعبدون من دون الله إلا أسماءً لا معاني وراءها, جعلتموها أنتم وآباؤكم أربابًا جهلا منكم وضلالا، ما أنزل الله من حجة أو برهان على صحتها, ما الحكم الحق إلا لله تعالى وحده, لا شريك له, أمر ألا تنقادوا ولا تخضعوا لغيره, وأن تعبدوه وحده, وهذا هو الدين القيم الذي لا عوج فيه, ولكن أكثر الناس يجهلون ذلك, فلا يعلمون حقيقته.
ومن قال
اننا سنخرج من المله لو حكمنا رجل يؤمن بمدنيه الدوله هل معنى هذا اننا لن نعبد
الله وحده لا شريك له, وأنه سيحوّل المساجد الى مواقف سيارات مثلا, وما علاقه
الآيه بحكم الله فى الأرض فالحكم علينا سيكون فى الآخره هل تبع كل منا ما أوصاه
الله تعالى بتقواه أم أننا سيحاكمنا الله على اننا انتخبنا ليبرلياً يحكمنا, وهل
لو كنا نعيش فى دوله أجنبيه فى أوروبا وكان لنا حق التصويت أننا سنعذّب لأننا
إخترنا حزب الخضر مثلا للحكم, بلى سيحاكمنا الله على أعمالنا وليس أعمال غيرنا.
والآيه
الثالثه تقول وفى سوره يوسف :
وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدخُلوا مِن بابٍ واحِدٍ وَادخُلوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغني عَنكُم مِنَ اللَّـهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَعَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ﴿٦٧﴾
وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدخُلوا مِن بابٍ واحِدٍ وَادخُلوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغني عَنكُم مِنَ اللَّـهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّـهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَعَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ﴿٦٧﴾
ومعناها
يقول : وقال لهم أبوهم: يا أبنائي إذا دخلتم أرض « مصر » فلا تدخلوا مِن باب واحد,
ولكن ادخلوها من أبواب متفرقة, حتى لا تصيبكم العين, وإني إذ أوصيكم بهذا لا أدفع
عنكم شيئًا قضاه الله عليكم, فما الحكم إلا لله وحده, عليه اعتمدت ووثقت, وعليه
وحده يعتمد المؤمنون.
ما علاقة الآيات بقضية الحكم كما
نعرفه... وإذا كان الحكم لله فلماذا الشورى ولماذا ( وأمركم شورى بينكم) ولماذا قال
رسول الله لنا " أنتم أعلم بشؤون دنياكم" أليس الحكم الذى يتحدثون عنه
حكم للدنيا أم أننا سنحاسب مرتين مره فى الدنيا ومره فى الآخره. ومن الذى سيحاكمنا فى الدنيا.
وفى الختام
أقول لكل من أوكله الله حكم البشر أن يظهر لنا توكيلا له من الله تعالى يأمره بأن
يحكم البشر. فالله تعالى لم يهب مثل هذا التوكيل لأحب البشر اليه , محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام بل قال له فى كتابه العزيز
إِنَّ عِبَادِى لَيسَ
لَكَ عَليهِمۡ سُلطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً " صدق الله العظيم
الاسراء 56
فَذَكِّرْ إِنَّمَآ
أَنتَ مُذَكِّرٌۭ 21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ 22 إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ
وَكَفَرَ 23 فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلْأَكْبَرَ24 إِنَّ إِلَيْنَآ
إِيَابَهُمْ 25 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم 26 "صدق الله العظيم" الغاشيه
وأذكركم بقول الله تعالى فى محكم
آياته فى سورة الرعد : قُلۡ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرۡضِ قُلِ اللّهُ قُلۡ أَفَاتَّخَذۡتُم
مِّن دُونِهِ أَوۡلِيَآءَ لاَ يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفعًا وَلاَ ضَرًّا قُلۡ
هَلۡ يَستَوِى الأَعمَى وَالبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَستوِى الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ
أَمۡ جَعَلُوا۟ لِلّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُوا۟ كَخَلقِهِ فَتَشَابَهَ الخَلقُ عَلَيهِمۡ
قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىۡءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ" 16
وأسألكم
هل أنتم أولياء علينا أم الله الولى الحميد أم انكم شركاء الله فى الأرض.
والآن يا
ساده هل من مجيب ....
فما أنا الا باحث عن الحقيقه لا أكثر.
http://www.youtube.com/watch?v=sK7XHGcdfxs&feature=player_detailpage
