الجمعة، 24 أبريل 2015

إسلام الله لا إسلام البشر -4- حور عين



إسلام الله
 لا إسلام البشر -4-
قراءه فى كتابات المهندس/ عدنان الرفاعى...
حور عين

كتبه/ طارق عبد الحميد

            من أكثر المصطلحات أو الكلمات أو العبارات التى تم تدليسها وتلبيسها على كلام الله وقوله للبشريه، موضوع حور العين.. تلك الجوارى التى أنعم الله بها على بنى آدم للإستمتاع بهن فى الآخره، ذلك لأن إستمتاعه الجنسى فى الدنيا لم يكن كافيا أو حتى لم يكتمل.. ووصل الأمر بالمتخلفين من الإرهابيين بتفجير أنفسهم فى حضانة أطفال أو محطة قطار وقتل العشرات وجرح وتشويه المئات إنتظارا الى دخوله الجنه وبها تنتظره تلك الحور، ليكمل لذته الجنسيه التى عجز عن الإستمتاع بها فى دنياه..
        ومن أروع ما كتب المهندس عدنان الرفاعى مقاله بعنوان "وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ " .. تلك المقال أثارت ضجه فى الأوساط السلفيه، والوهابيه، ذلك لأنها أظهرت مدى التدليس الذى تم فى تفسير آيات الله فى هذا الشأن.. فكتب قائلا فى مقدمة مقاله " وإعادة الخلق بماهية جديدة في الآخرة ، مسألة ليست متوقّفةً على عالمي الإنس والجن.. فكلُّ ما يعاد خلقه في الآخرة يكون بماهية جديدة ، ولذلك مهم ا حاولنا الوقوف على حقيقة ما ُأخفي لأهل الجنة من نعيم ، لا نستطيع ذلك ، لأنه مخلو ق بهيئة تختلف عما نعلم في الحياة الدنيا.   (  فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  ) سوره  السجده  
        فماء الدنيا ــ  مقارنة مع ماء الآخرة ــ  هو ماءٌ آسن، ولبن الدنيا يتغير طعمه ، بينما لبن الآخرة لا يتغير طعمه .. وكلُّ ما هو موجود في الآخرة يختلف عنه في الدنيا. مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )
  محمد (15)
        ومن تلك الآيات يستدل الكاتب بأن للجنه ماهيه تختلف عن ماهية الدنيا، فهكذا قال الله تعالى وليس ما يقوله البشر.. ويضيف الكاتب قائلاً :- والاختلاف بين نواميس الدنيا ونواميس الاخرة يطال حتى مفهوم الزوجية ، فلقاء الزوجية المعروف في الحياة الدنيا، يختلف عنه في الحياة الآخرة بين أهل الجنة وأزواجهم.
فالنفس البشرية الموجودة في عالم البرزخ ، ستزوج بعد النفخة الثانية بجسد يُخلق لها فى الآخره (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ   التكوير (7)..وهذا الجسد له ماهيته المختلفة عن جسد الدنيا ، فهو مخلوق وفق معيارٍ له تعلّقه بنتيجة العمل التي خرج
الإنسان من حياته الدنيا .. كُنا قد رأينا كيف أنَّ الأعضاء الجنسية بماهيتها الدنيوية ظهرت لآدم عليه السلام وزوجه نتيجة الخطيئة وبعد معصية الله تعالى في جنة الاختبار .. فجسد آدم وجسد زوجه قبل تلك الخطيئة لم تظهر فيهما السوءة، وبالتالي فالماهية الجنسية لآدم وزوجه قبل الهبوط الجسدي تختلف عما هي عليه الآن بالنسبة للبشر..فيقول تعالى "  فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ"    طه (121)  ..
          ثم ينتقل الى نقطه أخرى لإزالة الشبهه عن بعض الكلمات التى تم فهمها خطأً فى كتاب الله، فقال :- إنّ التمايز بين الأنوثة والذكورة الذي نعلمه في الحياة الدنيا ، يختلف عنه في الآخرة .. ومفهوم الطمث الوارد في القرآن الكريم بالنسبة للحور في الآخرة ، ليس كمفهوم اللقاء الجنسي في الحياة الدنيا. مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۭ بَطَآٮِٕنُہَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٍ۬‌ۚ وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٍ۬ (٥٤) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥) فِيہِنَّ قَـٰصِرَٲتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡہُنَّ إِنسٌ۬ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنٌّ۬ (٥٦) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧)كَأَنَّہُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ  (٥٨) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ (٦٠) الرحمن 54-60
كذلك يقول تعالى " فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ۬ مَّقۡصُورَٲتٌ۬ فِى ٱلۡخِيَامِ (٧٢) فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣) لَمۡ يَطۡمِثۡہُنَّ إِنسٌ۬ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنٌّ۬ (٧٤) الرحمن 71- 74
وبالتالي فأهل الجنة الذين يزوجهم الله تعالى بحورٍ في الجنة ، هم المؤمنون من ذكور الدنيا وإناثها .. فالسياق القرآنيّ المحيط بعبارة تزويج أهل الجنة بتلك الحور ، ليس خاصاً بالذكور من أهل الجنة دون الإناث ..
ويضيف الأستاذ عدنان الرفاعى قائلاً .. إننا نرى أنّ السياق القرآني المحيط بالعبارات القرآنية (وزوجناهم بحور عين ) ليست مقصوره على الرجال فقط دون النساء والدليل على ذلك فى الآيات التاليه ، حيث يقول تعالى " وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ (١٠) أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ٱلۡمُقَرَّبُونَ (١١)فِى جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ۬ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ۬ مِّنَ ٱلۡأَخِرِينَ (١٤) عَلَىٰ سُرُرٍ۬ مَّوۡضُونَةٍ۬ (١٥) مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيۡہَا مُتَقَـٰبِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيۡہِمۡ وِلۡدَٲنٌ۬ مُّخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكۡوَابٍ۬ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٍ۬ مِّن مَّعِينٍ۬ (١٨) لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡہَا وَلَا يُنزِفُونَ (١٩) وَفَـٰكِهَةٍ۬ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحۡمِ طَيۡرٍ۬ مِّمَّا يَشۡتَہُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ۬ (٢٢) كَأَمۡثَـٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ (٢٣) جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (٢٤) لَا يَسۡمَعُونَ فِيہَا لَغۡوً۬ا وَلَا تَأۡثِيمًا (٢٥)إِلَّا قِيلاً۬ سَلَـٰمً۬ا سَلَـٰمً۬ا (٢٦) الواقعه ..
 ومن هنا أرى أن أغلب المفسرين إن لم يكن جميعهم، لم يلتفت إلى كلمة (وَزَوَّجۡنَـٰهُم بِحُورٍ عِينٍ۬) بحور عين وبالذات لم يلتفتوا إلى حرف الباء والذى يطلق عليه فى اللغه (باء الواسطه والوسيله) .. أى أن الزواج فى الجنه سواء للرجال أو النساء سيكون بواسطة حور عين، وليس أن يتزوج الرجل من حورية الجنه ليماس معها ما إفتقده فى الدنيا..
للمزيد إقرأ الرابط التالى