الأربعاء، 2 يناير 2013

الإخوان والإنتماء بقلم / طارق عبد الحميد



الإخوان والإنتماء
بقلم / طارق عبد الحميد

عرَّف البعض الانتماء اصطلاحًا بأنه هو الانتساب الحقيقي للوطن فكرًا ومشاعرا ووجدانًا واعتزاز الفرد بالانتماء إلى وطنه من خلال الالتزام بقوانينه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال بروز محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام إليه والتضحية من أجله.
وتغير الإنتماء يعنى أن هناك خلل فى العقيده فى المقام الأول .. فالإنتماء للوطن يجب أن يكون أولويه أولى ثم ياتى بعده الإنتماءات الأخرى سواء لمجموعه أو لمؤسسه أو حتى لكيان ما.  أما أن يكون الإنتماء فى ظاهره شئ وفى باطنه شئ آخر فهذا يُعَد مرضاً نفسيا لا شك فيه ...

ولقد كانت المبادئ المعلنه من جماعة الإسلام السياسى ومنهم الإخوان المسلمين أنهم أكثر الناس الناس وطنيةً وأن عقيدتهم راسخه تجاه إسرائيل بأنها كيان سرطانى محتل لا يجب على أى حكومه التفاوض والتعامل معها بأى شكل من الأشكال سواء مع إسرائيل أو من وراء إسرائيل .  ولكن فوجئنا جميعاً بأن الجماعه تبدلت آراءها وأفكارها ومبادئها تماماً بدعمهم لإسرائيل على حساب القضيه الفلسطينيه والتى كانت محور إهتمامهم من قبل ولا ننسى طبعا ما قاله السيد/ صفوت حجازى ونداءه الشهير " على القدس رايحيين بالملايين"  ولا أدرى هنا الآن هل ملايين الأفراد أم ملايين الجنيهات ...
ويبدوا ان مفاوضاتهم مع الامريكان منذ أكثر من 8 سنوات سواء المعلنه منها أو التى ظلت سريه أنهم كانوا يقولون فى الخفاء ما لا يقولونه فى العلن.. فما كان من الأمريكيين وسياساتهم العلنيه تُظهر الإخوان على حقيقتهم أمام العالم ... فلا فلسطين ولا غيره .. رساله من رئيس الجمهوريه الى بيريز رئيس دولة اسرائيل شديدة العذوبه والرقه والحنان والأحضان الشهيره فى خطاب تعزيز ترشيح سفير مصر الجديد لدى إسرائيل ....... كذلك إصدار التعليمات الى حماس (الجناح العسكرى للإخوان ) بالتوقف التام والبات عن إطلاق الصواريخ تجاه أولاد العم .. طبعا أولاد العم  بأى صورة من الصور.. وحماس طبعاً ردها " السمع والطاعه يا أمير الجماعه .. أو بالأحرى يا مرشد الجماعه .. ويمكن نقول أيها الإمام ".

وأخيراً، وبالطبع ليس آخراً، والبقيه تأتى،  حديث العريان المتكرر على ضرورة عودة الطيور الأسرائيليه المهاجره لتعود وتغرد على شجر الصفصاف وعلى ضفاف النيل من جديد.. بالإضافه الى إلصاق تهمة طردهم من مصر لجمال عبد الناصر وتعويضهم عن سنوات التيه والمذله والعذاب التى قضوها فى سجن الدوله الصهيونيه.. والذل والمهانه التى عانوها.  وسوف نسامحهم عن قتلانا فى إعتداءاتهم الغادره علينا فى 1956 وكذلك 1967 هذا بالإضافه الى جرائمهم ضد المدنيين وأطفال بحر البقر إذا كنتم مش فاكريين أفكركم ... الدرس إنتهى .. لِمّوا الكراريس .. والله يرحمك يا صلاح يا جاهين.

ويطالب الإخوان أيضا شعب مصر بسداد فاتورة سجن أعضاء الجماعه وقدروها بـ 600 سنه سجن ... والله غلبان يا شعب مصر تدفع لليهود وللإخوان وتدفع دم ضحاياك وشبابك الطاهر فى ثوره يقوم بها الحالمون لينقض عليها المنتفعون ويدفعوك دم قلبك كمان فيها...
هكذا يصوّر ويسوّق الإخوان أنفسهم للأمريكان على أنهم الرعاة الرسميين لمصالحهم، ولبقاء إسرائيل ... وهكذا يبدوا أن الإنتماء الوحيد للجماعه هو الإنتماء لمصالحهم الضيقه دون النظر لمصالح الأمه أو بالأحرى لمصالح مصر ... القضيه الأساسيه الحكم ولا مانع من أن نكذب ونكذب ونكذب حتى على أنفسنا لنصل الى مرادنا..

ومرادهم معروف فى الإمبراطوريه الوهميه والخلافه المزعومه وكأن اليهود والأمريكان يصدقون ما يكذبون به .. وإن كانوا فى الأصل يستغلون الإخوان أحسن إستغلال.. ولن يصل الإخوان الى مرادهم فى الخلافه المزعومه أبداً..
أما فى مصر فالإخوان يريدون إحكام قبضتهم عليها وتقول الشائعات أن هناك سلاح وصل الى ميناء العين السخنه ضمن شحنة حديد خرده، وخرج من الميناء فى حراسه مشدده ... اما السلاح المعلن فهو طلب الشاطر تراخيص سلاح لـ 620 قطعة سلاح لحمايه المقرات الإخوانيه ... وكأن شباب الثوره غافلون وينامون فى كهفهم وعلى آذانهم وقر .. الكل يعى ما يحدث ويراقب عن كثب .. وأقول لن يفلح الإخوان فى مخططهم للإنقضاض والقبض على مصر ... وأقول لهم ... بالبلدى كده " عشم إبليس فى الجنه ".